Close ad

«زبيدة ومينو».. قصة عقد الزواج الذي أوقع جنرال فرنسا في حب «غادة رشيد»| صور

8-11-2024 | 18:06
;زبيدة ومينو; قصة عقد الزواج الذي أوقع جنرال فرنسا في حب ;غادة رشيد;| صور  زبيدة ومينو

أراد جاك مينو القائد القائد الثالث للحملة الفرنسية التقرب للشعب المصرى بالزواج من إحدى البنات المصريات، وكان الزواج سياسيُا وأراد البحث عن زوجة ذات حسب ونسب عندما كان حاكما لرشيد، حيث توجه فى البداية لأسرة الجارم، فسارع الشيخ الجارم متورعًا عن هذا النسب بتزويج أبنتيه رقية وزينب لتلميذيه، ثم بحث مينو مرة أخرى، فوجد زبيدة ابنة محمد عبدالرحمن البواب من أعيان رشيد. 

موضوعات مقترحة

كانت زبيدة  تتسم بالحسن والجمال ومطلقة من سليم أغا نعمة الله أحد المماليك، وقد تم عقد القران فى ٢٥ رمضان ١٢١٣ه‍ / ٢ مارس ١٧٩٩م، وأعتنق مينو الدين الإسلامى، وكان مواظبًا بعد الزواج على صلاة القيام بمسجد زغلول ويتقرب لأهل رشيد، حتى عند خروجه من مصر قبل أن يرتد عن الدين الإسلامى، أخذ مصحفًا ومجموعة من الكتب الدينية برفقة زوجته على السفينة ديدون متجها لفرنسا.

وعقد الزواج يوجد منه نسخة بمتحف رشيد القومى (وهو عقد مشطوب عليه بالطول والعرض لطمس حروفه) وقد عُثر على العقد الأصلى علي أفندي بهجت -مترجم نظارة في محفوظات محكمة مدينة رشيد، أثناء زيارته المدينة في أواخر سبتمبر ١٨٩٧م،  وبه صورة شروط العقد والعقد الأصلى موجود بدار المحفوظات بالقاهرة.

وثيقة عقد الزواج

أما عن نص العقد، فكان كالتالي:"حضر كل من مولانا العلامة السيد أحمد الخضري المفتي الشافعي، ومولانا الشيخ محمد صديق النائب والمفتي الحنبلي، ومولانا السيد محمد غرا النائب والمفتي المالكي، والسيد أحمد بدوي نقيب الأشراف حالاً، والأمير محمد بدوي جوربجي سردار مستحفظان، وأحمد جاويش مستحفظان، والحاج أحمد جاويش العسال، والحاج محمود اللومي المغربي، وإبراهيم الجمال الرزاز، والحاج محمد مينو، وعبد الله بربير ، والحاج بدوي الشناوي، وأوزن إسماعيل السلانكلي، وعلي جاويش كتخدا البيك دام كمالهم. بعد أن أقر واعترف (منو باشا : - صاري عسكر القطر المصري حالاً) بصريح لفظه وفصيح نطقه بكلمتي الشهادتين، وهما : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) عارفاً معتقداً معناهما ومصدقاً لمضمونهما، تاركاً لدين النصرانية، والأديان الرديئة على الترتيب والولاء وإعادة التشهد وإستيفاء الشروط المعتبرة فيها شرعاً، طائعاً مختاراً، من غير إكراه ولا إجبار ..

وبمقتضى ذلك صار له ما للمسلمين وعليه ما عليهم .. وظهر منه الرغبة والحب للمسلمين، والميل إليهم، وسمى نفسه (عبد الله باشا) - وأشهد على نفسه الجماعة المذكورين بجميع ذلك إشهاداً شرعياً. ثم بعد ذلك رغب عبد الله باشا المذكور في تزويجه بامرأة مسلمة. فخطبها خطبة شرعية، وأجيب لذلك بعد إبرازه لفتيا شريفة سؤالها : (ما قولكم دام فضلكم في رجل أحب الإسلام وأهله، ورغب فيهما تاركاً لدين النصرانية، ناطقاً بكلمتي الشهادتين، مصدقاً على الوجه الأكمل، ثم أراد أن يتزوج امرأة مسلمة على كتاب الله العظيم، وسنة نبيه الكريم. فهل يجوز له حينئذ التزوج بها والعقد عليها بشروط الشرعية. أفيدوا الجواب وبأدناه : الحمد لله : حيث كان الحال ما شرح في السؤال، فيجوز للرجل المسلم المذكور خطبة المرأة المسلمة والعقد عليها بشرطه الشرعية .. والله أعلم .. - كتبه العبد الفقير أحمد الخضري الشافعي لطف الله به. وبأدناه: (الحمد لله : - حيث أقر الرجل المذكور بالشهادتين وبشروطهما الشرعية، فيجوز له أن يعقد على المرأة المسلمة عقداً شرعياً، مستوفياً لشرائطه الشرعية .. والله سبحانه وتعالى هو الموفق) - كتبه الفقير صديق الحنبلي عفي عنه .. وبأدناه : - الحمد لله : حيث رغب الرجل المذكور في الإسلام، ونطق بكلمتي التوحيد جاز له أن يتزوج المرأة المسلمة، وأن يعقد عليها العقد الشرعي بشروطه الشرعية .. - والله أعلم كتبه الفقير محمد غرا المالكي غفر له الله وعفا عنه .. - فبمحضر كل ممن ذكر أعلاه تزوج عبد الله باشا بمخطوبته : زبيدة بنت محمد البواب، التي كانت زوجاً لسليم آغا نعمة الله، وطلقها وإنقضت عدتها منه شرعاً، على كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم، وصداق جملتُه : ألفا ريال إثنان معاملة، مائة دينار ذهباً محبوبا .. - فالحال لها من ذلك المائة دينار المذكورة أقبضها لوكيلها الحاج حسين بن السيد محمد المؤقت، فقبض منه ذلك عدداً بالمجلس، بمعاينة من ذكر أعلاه .. - وعليه الخروج من عهدة ذلك لها شرعاً، والباقي الألفا ريال الاثنان يحلان لها عليه بموت أو فراق زوجها له بذلك .. وعقد نكاحها عليه وكيلها الحاج حسين الموقت المرقوم بإذنها له في ذلك، بشهادة كل من أخيها لأمها السيد : علي الحمامي بن حسن البواب، والسيد أحمد، وشقيقه السيد إبراهيم، المكلف كل منهما إبني السيد سليمان النقرزان تزويجاً شرعياً قبله للزوج المرقوم وكليه الحاج أحمد شهاب، حسبما وكله صريحاً بالمجلس بشهادة شهوده المذكورين .. - وعلى (عبد الله باشا) الزوج المذكور القيام لزوجته المذكورة في كل سنة تمضي من تاريخه أدناه بمعلي -كلمة غير واضحة في الأصل- كسوة أقمشة شتاء وصيفاً لائقين بحالهما، وثبت ذلك لدى مولانا أفندي، بعد أن ثبت لديه معرفة زبيدة المذكورة النعرفة الشرعية التي لا جهالة معها شرعاً، بشهادة كل من شهود توكيلها المذكورين ثبوتاً شرعياً، وحكم بموجبه حكماً شرعياً في الخامس والعشرين من رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف.

قبر زبيدة البواب فى باريس

كان مينو فى فترة زواجه الأولى يعامل زبيدة معاملة حسنة وبدأت هى الأخرى تتطبع بالطباع الفرنسية من الخروج للرجال، وكان مينو لا يجلس على مأدبة الغذاء قبل أن يسحب كرسيا لجلوس زبيدة على الأتيكت الأوروبي، وعند هزيمة الفرنسيين وجلاء القوات الفرنسية عن مصر، أصطحب مينو زوجته إلى باريس، وقد أرتد عن الإسلام وعمد أحد أبناءه على الديانة المسيحية، وتربي الآخر، بعد وفاة نابليون فى أسرة فرنسية، وتوفى مينو عام ١٨١٠م.

أما زبيدة التى ظلمها الكتاب والمؤرخين وإدعاء أنها أحترفت البغاء فلم يكن هذا صحيحًا لأمرأة أخلصت فى حب زوجها، ولم تتركه وتترك أولاده لأخر لحظة فى حياتها.

وقبر زبيدة موجود بمقابر بير لاشيز بباريس فرنسا، وقد توفت زبيدة فى ١٦ يونيو ١٨١٦م والقبر يحسم الخلاف الدائر بين الكتاب والمؤرخين والسؤال هل عادت لوطنها مرة أخرى أم لا؟.

أ. محمود الحشاش

مفتش آثار رشيد ومسئول الوعى الأثري بها


عقد زواج مينو من زبيدة البواب عقد زواج مينو من زبيدة البواب

قبر زبيدة البواب في باريس قبر زبيدة البواب في باريس

قبر زبيدة البواب في باريس قبر زبيدة البواب في باريس

الأستاذ محمود الحشاش مفتش آثار رشيد والمسئول عن الوعي الأثري بها الأستاذ محمود الحشاش مفتش آثار رشيد والمسئول عن الوعي الأثري بها
كلمات البحث