تأهيل 7700 كيلومتر من الترع في محافظات الجمهورية كان بمثابة العصا السحرية التي حوّلت استغاثات المزارعين من مشكلات الري إلى بسمة لا تفارق الوجوه، بعد أن انخفضت عدد الشكوى من وصول المياه إلى نهايات الترع.
موضوعات مقترحة
الوصول إلى حالة الاستقرار في أمر ري المزروعات سبقه جهد وتخطيط على مدار سنوات للوصول إلى النتيجة الحالية، التي يمكن أن نصفها بأنها اختفت معها المشكلات التي لطالما واجهت المزارعين، فقبل نحو عشر سنوات كانت لا تنقطع استغاثات المزارعين من عدم وصول المياه إلى أراضيهم؛ بسبب انخفاض منسوب المياه في الترع، مما يهدد محاصيلهم بالذبول، ناهيك أن تأخر وصول المياه إلى نهايات الترع كان يهدد جهدهم في الزراعة بالضياع، وهي المهنة التي توفر لهم «لقمة العيش» التي يتعيشون عليها.
##
لم تقف الدولة المصرية مكتوفة الأيدي أمام مشكلة قديمة وتتجدد، لاسيما في فترة «أقصى الاحتياجات» مع زراعة المحاصيل الصيفية، فأخذت في تنفيذ مشروعات قومية عملاقة لإدارة المياه بكفاءة، تضمن الحفاظ عليها من الهدر، ووصولها إلى نهايات الترع بفعالية.
##
فوائد مشروع تأهيل الترع
وينفذ المشروع القومي لتأهيل الترع، ضمن خطة وزارة الموارد المائية والري؛ لترشيد استخدام الموارد المائية، كأحد محاور الإستراتيجية القومية للموارد المائية؛ بهدف توفير الموارد المائية المطلوبة للقطاعات المستفيدة.
ولأعمال التأهيل مردود اقتصادي واجتماعي وبيئي ملموس، حيث تؤدي إلى تحقيق نقلة حضارية في المناطق المنفذ بها المشروع، وتساهم بشكل كبير في تحسين البيئة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
##
كما أن أعمال تأهيل الترع يساعد على تعظيم الاستفادة من الموارد المائية، من خلال ترشيد الاستخدامات المائية، وحل مشاكل توصيل المياه إلى نهايات الترع، وضمان وصول المياه إلى نهايات الترع في أسرع وقت لتحقيق عدالة توزيع المياه، وزيادة الإنتاجية الزراعية.
ويعمل التأهيل أيضا، على تقليل تكلفة الصيانة وإزالة الحشائش الدورية للترع، بالإضافة إلى أن هذا المشروع يُعتبر من المشروعات كثيفة العمالة، مما يساعد في تحقيق أهداف الدولة في مواجهة البطالة.
##
الفرق بين تأهيل وتبطين الترع
يعد التبطين أحد طرق تأهيل الترع، وليس هو الأسلوب الوحيد للتأهيل؛ حيث يوجد التأهيل عن طريق التطهير أو «الأرنكة» أو «التدبيش» وأيضا التبطين.
ويعني تأهيل الترع إعادة تشكيل الترع التي استبحر «اتسع» قطاعها نتيجة عمليات التطهير؛ لإعادة الشكل التصميمي لها إلى ما كانت عليه قبل الاستبحار، بينما يعني تبطين الترع، وضع مادة ليس لها نفاذية للماء على جوانب الترع وأسفلها لمنع تسرب المياه منها، بما يحافظ على سريان المياه داخل قطاع الترعة، وذلك بهدف إعادة الوظيفة الأساسية للترع؛ بتوصيل المياه إلى المنتفعين بالكمية والجودة المطلوبين وفي التوقيت المناسب.
##
وساعد المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع الذي تم إطلاقه في عام 2020 على سرعة وصول المياه إلى الأراضي الزراعية الموجودة عند نهايات الترع، حيث كانت تعاني من تأخر وصول المياه خلال فترة «أقصى الاحتياجات» مهددة المحاصيل الزراعية بالذبول، بعد رعاية المزارعين لها على مدار أشهر طويلة.
تأهيل الترع وفق دليل إرشادي
وفي ضوء تطوير العمل بالمشروع، عملت وزارة الموارد المائية والري على وضع دليل إرشادي لعمليات تأهيل الترع، يشتمل على الإجراءات الواجب اتباعها من مهندسي الوزارة المسئولين عن أعمال التأهيل لتنفيذ الأعمال بأعلى جودة.
##
ويشدد الدليل الإرشادي لتأهيل الترع على ضرورة دراسة كل ترعة على حدى لاتخاذ القرار المناسب عن مدى احتياج الترعة للتأهيل من عدمه.
كما تم إنشاء وحدة لتقييم ولمتابعة أعمال تأهيل الترع، تختص بالتأكد من تفعيل الدليل الإرشادي لتأهيل الترع، مراجعة مستندات الطرح لكل عملية، مراجعة العقود الخاصة بالتنفيذ، متابعة طرح العمليات، المرور الدوري على أعمال التنفيذ.
##
تأهيل الترع والتغيرات المناخية
وللمشروع القومي لتأهيل الترع بُعد بيئي، يتمثل في أن مساهمته في سرعة توصيل المياه إلى نهايات الترع يقلل من عدد ساعات ضخ «الري التكميلي» والذي يحتاج إلى عمل الطلمبات، وبالتالي التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
كما تساعد أعمال تطهير الترع، التي يصل طولها إلى نحو 33 ألف كيلومتر - بخاصة مع نزع الحشائش الغاطسة- تساعد على توفير مناسيب المياه المطلوبة أمام مآخذ محطات الرفع -3000 محطة رفع- وبالتالي تحسين كفاءة تشغيل هذه المحطات، مما ينعكس على تقليل استهلاك الطاقة بها، وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن تشغيلها لساعات طويلة.
## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ##