فخامة الصوت تكفيك أن تعرف شخصيتها جيدًا حتى وإن كنت لا تجلس مباشرة أمام الشاشة، فهي إحدى مقاومتها التمثيلية التي نجحت بها في فرض ذاتها على الساحة الفنية في وقت كان للعظماء الكبار من نجمات الجيل الذهبي حضورًا طاغيًا بالسينما المصرية.
موضوعات مقترحة
زوزو حمدي الحكيم أو "سكينة" كما عرفها البعض في أحداث الفيلم الشهير "ريا وسكينة" الذي بقي محفورًا في ذاكرة المشاهدين حتى يومنا هذا لارتباطه بأحداث حقيقية وقعت في بداية العشرينات من القرن المنصرم، فبالرغم من تقديم العديد من النسخ الفنية التي تناولت الشخصيتين في المسرح والسينما والتلفزيون لكن ظل هذا العمل محطة خاصة في رصيد وأرشيف السينما المصرية لما تمتعت به النجمتان نجمة إبراهيم وزوزو حمدي الحكيم من أداء صادق في تقديم شخصيتي أشهر سفاحتين مصريتين.
تمتعت زوزو حمدي الحكيم التي يتزامن عيد ميلادها اليوم "8 نوفمبر" بالعديد من المقومات التمثيلية التي أهلتها لتكون نجمة ذات خصوصية، كان في مقدمة ذلك صوتها القوي وهي إحدى أدوات الممثل حيث كانت تطوع نبراتها في تجسيد أدوار الشر المتنوعة من عمل إلى آخر، والحقيقة أن فخامة هذا الصوت من شدة قوته ودلالته التعبيرية في أي عمل فني كانت تشارك به، ما يلبث أن يستمع إليه أي شخص دون أن يرى صورتها على الشاشة إلا ويترك لنفسه مساحة الخيال التي تمكنه من تخيل الشخصية التي تقوم بتجسيدها.
ويأتي ضمن مقومات النجمة التمثيلية، عينيها التي كانت تعبر عن شخصيتها القوية بالأدوار التي تلعبها دون أن يشعر المشاهد بمبالغة واضحة في الأداء، فهي تستطيع تطويع صوتها وعينيها لخدمة الشخصية التي تقدمها، وينضم إلى ذلك أيضًا أداءها الحركي الرزين وملامحها الحادة التي ساعدتها في تجسيد نوعيات معينة من الشخصيات لم يكن لأحد غيرها تقديمها ممثلة في نموذج المرأة القوية والمتسلطة.
تحكي النجمة الراحلة في إحدى لقاءاتها النادرة عن علاقتها بالفنانة فاطمة رشدي التي تعد بمثابة مكتشفتها، تلك العلاقة التي بدأت منذ نشأة معهد التمثيل، عندما كانت تحضر كبرى العروض والأوبرات إلى المعهد وكان من بينها عروض للنجوم يوسف وهبي، فاطمة شدي وآخرون، وبعد إغلاق المعهد انهالت العروض على زوزو الحكيم لكنها اختارت فرقة فاطمة رشدي لأنها كانت في أوج مجدها بحسب حديثها بالإضافة إلى تعاونها مع المخرج الكبير عزيز عيد.
وتحدثت الراحلة أنها ذهبت بالفعل إلى فاطمة رشدي وعرضت عليها العمل معها، وبالفعل منحتها الأخيرة فرصة في عرض "توتو" الذي وضعها على الطريق الصحيح، لتتوالى بعدها كثير من الأعمال والروائع التي أعربت عن حزنها الشديد لفقدها بسبب عدم إتاحة فرص تصويرها في تلك المرحلة الزمنية، ما يكشف عن إبداعات كثيرة قدمتها الراحلة ولم يصلنا منها إلا القليل.
زوزو حمدي الحكيم كان لديها إصرار باكرًا على تعلم فن التمثيل، وكانت أسرتها داعمة لذلك، وذلك في الوقت الذي كانت فيه دراسة الفن أو العمل به تحمل حساسية كبيرة لدى العائلات المصرية، وربما كان ذلك دافعًا قويًا لتقوم الراحلة ببذل قصارى جهدها في عملها لتصبح نجمة ذات هوية خاصة تميزها عن نجمات كبار مثل أمينة رزق، وزوزو ماضي وآخرون.
قدمت الراحلة العديد من الأعمال المسرحية مع الراحلة فاطمة رشدي منها: "النسر الصغير"، "اليتيمة"، "مروحه الليدي وندر مير"، "عفريت مراتي"، "الملك لير"، "الدفاع"، "الستات ميعرفوش يكدبوا".
أما أشهر أفلامها ففي مقدمتها: ريا وسكينة، المومياء، راوية، ليلة غرام، نور من السماء، ليلى بنت الفقراء، ملائكة في جهنم.
وفي الإذاعة برزت في دور الأم فى مسلسل "العسل المر"، كما قدمت مسلسلات: الرحلة، أنف وثلاث وعيون، العنكبوت واختتمت مشوارها الفني بظهورها في المسلسل التلفزيوني الشهير "مذكرات زوج" مع الراحل محمود يس والفنانة فردوس عبد الحميد.
حديث نادر للفنانة الراحلة زوزو حمدي الحكيم
مشاهد من أعمال الفنانة الراحلة زوزو حمدي الحكيم مشاهد من أعمال الفنانة الراحلة زوزو حمدي الحكيم مشاهد من أعمال الفنانة الراحلة زوزو حمدي الحكيم مشاهد من أعمال الفنانة الراحلة زوزو حمدي الحكيم