غزة هذه كارثة فلسطين الجديدة، أكثر من 2.5 مليون فلسطينى بلا عائل، وكلهم الآن مهجرون أو مشردون في ربوع هذا القطاع المدمر.
كارثة غزة مفزعة، لأن الضمير الإنسانى تركها، إنقاذها لا يمكن أن يكون مهمة فلسطين فقط، بل هي مهمة عالمية ودون منظمة دولية مثل الأونروا، تصبح غزة عبئا ضخما، حتى على دول منطقة الشرق الأوسط، العرب لا يستطيعون تعمير أو إغاثة قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، وتعمق خلال عام من الحرب، ولم تعد مشكلة الحرب التي تفجرت في غزة وحدها، بل امتدت لتصبح هناك مشكلة لبنانية كذلك، فقد تم هدم الضاحية اللبنانية.
إنقاذ الضفة الغربية أو ما تبقى منها وغزة، بمعنى آخر إنقاذ القضية الفلسطينية، ومنع تدخل أي دولة إقليمية أخرى في مصير القضية الفلسطينية.
قضية فلسطين هي تقرير المصير للشعب الفلسطيني، قضية هوية وأرض عمرها 70 عاما يعرفها العرب تماما، ولا يعرفها غيرهم.
مساعدة الفلسطينيين في تقرير مصيرهم يجب أن يبدأ فيها العرب فور انتخاب ترامب الرئيس الأمريكي الجديد، وأن تكون مفاوضات فلسطين - إسرائيل مباشرة بمساعدة الدول العربية جميعا، بل مساعدة الجامعة العربية.
فى الوقت نفسه، يجب على اللبنانيين استكمال مؤسسات دولتهم وإنقاذ الدولة، وأن يتم نشر الجيش اللبناني على الحدود بعد انتخاب الرئيس، وأن تساعده قوات اليونيفيل لوقف الحرب واحترام الاتفاقيات الدولية، وأن تخرج أي قوات من أي دولة إقليمية فورا من البلدان العربية، فقد ثبت أن وجود قوات أجنبية على الحدود وداخل البلدان العربية المحتلة من إسرائيل يعوق أي مفاوضات مع دولة الاحتلال.
يجب أن تتحرك جامعة الدول العربية بمساعدة الدول العربية الفاعلة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، وأن يتم التفاوض المباشر لاحترام حدود الدول العربية مع إسرائيل، وأن تضمنها الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والصين.
ولعلنا نثمن قرارين عربيين مهمين، الأول جاء من سوريا من الرئيس بشار الأسد من عدم انزلاقها في الحرب لعدم زيادة مساحة الأراضي السورية المحتلة، ويكفى الجولان التي تحتاج إلى التفاوض حولها لاستخلاصها من براثن الاحتلال الإسرائيلي وضمها إلى الوطن الأم، ونثمن كذلك قرار المرشد الأعلى للشيعة في العراق «السيستاني»، الذي طلب تجميع السلاح المنتشر في أيدى الميليشيات، لتنضم جميعا إلى الجيش العراقى لحماية وحدة القرار في الحرب والسلام.
قرار بشار الأسد بالنأى بنفسه عن حرب الميليشيات التي دفعت بالمنطقة إلى هاوية نكبة جديدة وفتوى السيستاني فيهما إنقاذ لسوريا والعراق من حروب عبثية تضع المنطقة العربية على حافة الأزمة أو الحرب.
أما علاقة أمريكا بإيران أو بإسرائيل، فيجب أن تكون محل تفاوض مباشر، حتى لا تقع المنطقة في حروب مدمرة تنهى اقتصاداتها وتستنزف مواردها وتؤثر في مستقبل بلدانها وشعوبها، يجب أن نحمى المنطقة العربية من الحروب، ونفتح مع بلدانها طريق التنمية والنمو، وأن نصل إلى حقوق الشعب الفلسطينى باستكمال المفاوضات مع إسرائيل وصولا لحق الدولة.