قبل نحو عشر سنوات من الآن، كانت استغاثات المزارعين من عدم وصول المياه إلى أراضيهم لا تنقطع، بعد أن هدد انخفاض منسوب المياه في الترع محاصيلهم، وأهدر تأخر وصول المياه إلى نهايات الترع جهدهم في الزراعة، التي توفر لهم «لقمة العيش» التي يتعيشون عليها.
موضوعات مقترحة
تأهيل الترع مشروع قومي ينهي مشكلات الري
لم تقف الدولة المصرية مكتوفة الأيدي أمام مشكلة قديمة وتتجدد، لاسيما في فترة «أقصى الاحتياجات» مع زراعة المحاصيل الصيفية، فأخذت في تنفيذ مشروعات قومية عملاقة لإدارة المياه بكفاءة، تضمن الحفاظ عليها من الهدر، ووصولها إلى نهايات الترع بفعالية.
تأهيل الترع مشروع قومي ينهي مشكلات الري
الفرق بين تأهيل وتبطين الترع
تأهيل الترع في الاصطلاح يعني إعادة تشكيل الترع التي استبحر «اتسع» قطاعها نتيجة عمليات التطهير؛ لإعادة الشكل التصميمي لها إلى ما كانت عليه قبل الاستبحار، بينما يعني تبطين الترع، وضع مادة ليس لها نفاذية للماء على جوانب الترع وأسفلها لمنع تسرب المياه منها، بما يحافظ على سريان المياه داخل قطاع الترعة، وذلك بهدف إعادة الوظيفة الأساسية للترع؛ بتوصيل المياه إلى المنتفعين بالكمية والجودة المطلوبين وفي التوقيت المناسب.
تأهيل الترع مشروع قومي ينهي مشكلات الري
ويعد التبطين أحد طرق تأهيل الترع، وليس هو الأسلوب الوحيد للتأهيل؛ حيث يوجد التأهيل عن طريق التطهير و«الأرنكة» و«التدبيش» وأيضا التبطين.
ساعد المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع الذي تم إطلاقه في عام 2020 على سرعة وصول المياه إلى الأراضي الزراعية الموجودة عند نهايات الترع، حيث كانت تعاني من تأخر وصول المياه خلال فترة «أقصى الاحتياجات» مهددة المحاصيل الزراعية بالذبول، بعد رعاية المزارعين لها على مدار أشهر طويلة.
الدليل الإرشادي لتأهيل الترع
وفي ضوء تطوير العمل بالمشروع، عملت وزارة الموارد المائية والري على وضع دليل إرشادي لعمليات تأهيل الترع، يشتمل على الإجراءات الواجب اتباعها من مهندسي الوزارة المسئولين عن أعمال التأهيل لتنفيذ الأعمال بأعلى جودة.
تأهيل الترع مشروع قومي ينهي مشكلات الري
ويشدد الدليل الإرشادي لتأهيل الترع على ضرورة دراسة كل ترعة على حدة لاتخاذ القرار المناسب عن مدى احتياج الترعة للتأهيل من عدمه.
كما تم إنشاء وحدة لتقييم ولمتابعة أعمال تأهيل الترع، تختص بالتأكد من تفعيل الدليل الإرشادي لتأهيل الترع، مراجعة مستندات الطرح لكل عملية، مراجعة العقود الخاصة بالتنفيذ، متابعة طرح العمليات، المرور الدوري على أعمال التنفيذ.
أخر إحصاءات تأهيل الترع
وكشف الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، في بيان، منتصف أكتوبر الماضي، عن أحدث إحصاء لتأهيل الترع؛ موضحًا تأهيل 7700 كيلومتر من الترع في جميع المحافظات، منها نحو 3280 كيلومترا في المراكز المستهدفة بمبادرة حياة كريمة.
تأهيل الترع مشروع قومي ينهي مشكلات الري
فوائد مشروع تأهيل الترع
وينفذ المشروع القومي لتأهيل الترع، ضمن خطة وزارة الموارد المائية والري؛ لترشيد استخدام الموارد المائية، كأحد محاور الإستراتيجية القومية للموارد المائية حتى عام 2037؛ بهدف توفير الموارد المائية المطلوبة للقطاعات المستفيدة.
ولأعمال التأهيل مردود اقتصادي واجتماعي وبيئي ملموس، حيث تؤدي إلى تحقيق نقلة حضارية في المناطق المنفذ بها المشروع، وتساهم بشكل كبير في تحسين البيئة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
تأهيل الترع مشروع قومي ينهي مشكلات الري
كما أن أعمال تأهيل الترع يساعد على تعظيم الاستفادة من الموارد المائية، من خلال ترشيد الاستخدامات المائية، وحل مشاكل توصيل المياه إلى نهايات الترع، وضمان وصول المياه إلى نهايات الترع في أسرع وقت لتحقيق عدالة توزيع المياه، وزيادة الإنتاجية الزراعية.
ويعمل ذلك أيضا، على تقليل تكلفة الصيانة وإزالة الحشائش الدورية للترع، بالإضافة إلى أن هذا المشروع يُعتبر من المشروعات كثيفة العمالة، مما يساعد في تحقيق أهداف الدولة في مواجهة البطالة.
تأهيل الترع مشروع قومي ينهي مشكلات الري
تأهيل الترع والتغيرات المناخية
وللمشروع القومي لتأهيل الترع بُعد بيئي، يتمثل في أن مساهمته في سرعة توصيل المياه إلى نهايات الترع يقلل من عدد ساعات ضخ «الري التكميلي» والذي يحتاج إلى عمل الطلمبات، وبالتالي التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
كما تساعد أعمال تطهير الترع، التي يصل طولها إلى نحو 33 ألف كيلومتر -بخاصة مع نزع الحشائش الغاطسة- تساعد على توفير مناسيب المياه المطلوبة أمام مآخذ محطات الرفع -3000 محطة رفع- وبالتالي تحسين كفاءة تشغيل هذه المحطات، مما ينعكس على تقليل استهلاك الطاقة بها، وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن تشغيلها لساعات طويلة.
تأهيل الترع مشروع قومي ينهي مشكلات الري تأهيل الترع مشروع قومي ينهي مشكلات الري