الرئيس السيسي يطلق الإستراتيجيتين الوطنيتين للمدن الذكية والتحضر الأخضر
موضوعات مقترحة
• لا تنمية حقيقية دون إحلال السلام ووقف الصراعات والحروب في العالم
• التحديات الحضرية غير المسبوقة تتطلب تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول فعّالة
• مصر تبني جيلًا جديدًا من المدن الذكية والمستدامة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة
• المنتدى خطوة لتعزيز الشراكات الدولية وتنفيذ "الأجندة الحضرية الجديدة" لتحقيق التنمية المستدامة
الأمين العام للأمم المتحدة: القاهرة مركز جذب الابتكارات والإبداع ودورها رائد في التحضر المستدام
رئيس مجلس السيادة السوداني يشكر السيسي على استضافة المنتدى الحضري العالمي ويؤكد دعم جهود إعادة الإعمار
الرئيس الفلسطيني: المجتمع الدولي مطالب بوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي.. وغزة تعاني من دمار شامل
رئيس مجلس القيادة اليمني: تجربة مصر في النهضة العمرانية نموذج يُحتذى به لبلداننا
د. مصطفى مدبولي: المنتدى الحضري رسالة قوية للعالم بقدرة مصر على استضافة الأحداث العالمية الكبرى
شهدت فعاليات المنتدى الحضري العالمي الذي عقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة، تجمع وفودًا دولية من مختلف أنحاء العالم، في حدث يعكس الدور الرائد لمصر على الساحة الدولية في مجال التنمية الحضرية المستدامة، يهدف المنتدى، الذي يُعد من أكبر التجمعات العالمية المعنية بالشئون الحضرية، إلى تعزيز الحوار بين صانعي القرار والخبراء حول التحديات الحضرية المشتركة، مثل تحسين جودة الحياة في المدن، وتحقيق التوازن بين التطور العمراني والاعتبارات البيئية.
جاء اختيار القاهرة لاستضافة هذا الحدث البارز يعكس مكانتها كعاصمة حضارية عريقة، تحمل إرثًا تاريخيًا يمتد لآلاف السنين، إلى جانب سعيها المستمر لتطوير بنيتها التحتية الحضرية بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، وذلك بمشاركة 30 ألف شخص من 180دولة، كأول دولة تستضيفه في أفريقيا منذ 20 عامًا تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، وبمشاركة وفود أممية ودولية رفعية المستوى حيث شهد المنتدى مناقشات معمقة حول قضايا الإسكان، والنقل، والتغير المناخي، وسعت الوفود المشاركة إلى تبادل الخبرات وتقديم حلول عملية للتحديات المعاصرة.
شارك في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي نظمته الحكومة المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات»، تحت رعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني والدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية، كما شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بكلمة مسجلة بالمنتدى الحضرى العالمي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء،والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والمهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وآنا كلوديا روسباخ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وآن وانجيرو مبوثيا منسق مؤسسة ماثاري للمساعدة القانونية والدفاع عن حقوق الإنسان في كينيا، وكالابانا فيسياناث، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سيفيتيبين، وفاطمة عبد الملك رئيس منطقة نواكشوط بموريتانيا.
من جانبه، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مستهل كلمته، "أرحب بكم جميعًا على أرض مصر وفي عاصمتها القاهرة، التي تأسست منذ أكثر من ألف عام لتكون واحدة من أهم الحواضر وأعرق عواصم العالم،" وأشار الرئيس إلى أن هذا الإرث الحضاري العريق كان دافعًا رئيسيًا لاختيار القاهرة لاحتضان النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي، الذي يجمع قادة العالم لتبادل الخبرات ومشاركة أفضل الممارسات حول قضايا التنمية الحضرية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتطوير أساليب بناء مدن أفضل لتحسين حياة ملايين من البشر.
وأكد الرئيس السيسي أن المدن حول العالم تواجه تحديات غير مسبوقة، تتعلق بالنمو السكاني السريع، وتغير المناخ، وندرة المياه، وفقدان المسكن، إضافة إلى الحاجة لتوفير التمويل اللازم، مشددًا على أن هذه القضايا تتطلب تضافر كافة الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة وفعّالة لمواجهتها.
وتابع الرئيس، قائلًا: "تأتي هذه النسخة من المنتدى في وقت حاسم، يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة ونزاعات تؤثر بعمق على المدن وتجمعاتها السكانية، وعلى كل مناحي الحياة فيها، وهذا يستدعي حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف الصراعات، والتركيز على التنمية وإعادة الإعمار،" وأوضح أنه من غير الممكن اتخاذ خطوات جدية لمواجهة التحديات الحضرية في مجتمعات تعاني من النزاعات والنزوح والأزمات الإنسانية.
وأضاف الرئيس السيسي: "ما نشهده في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ما يدور من أحداث في قطاع غزة ولبنان، هو مثال واضح على الخسائر الفادحة التي تتكبدها الدول بسبب إعلاء أصوات الحرب على حساب السلام والاستقرار." وأعرب عن قلقه من المعاناة اليومية لشعوب هذه المناطق، ودعا إلى استجابة فورية لوقف نزيف الدماء وإعادة البناء والتنمية، مؤكدًا أن مصر تلتزم بتقديم كافة أشكال الدعم لإخوتها وأشقائها بهدف تخفيف التداعيات الإنسانية والاقتصادية الناجمة عن هذه الأزمات.
وأشار الرئيس إلى أن مصر، رغم هذه التحديات، تمكنت خلال السنوات الماضية من تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات العمران والتنمية الحضرية، دعمًا لـ"رؤية مصر 2030"، ولفت إلى تنفيذ العديد من المبادرات التنموية، على رأسها "حياة كريمة" لتطوير الريف المصري والمناطق العشوائية، و"تكافل وكرامة" لدعم الأسر الأكثر احتياجًا، و"سكن لكل المصريين" الذي يُعد أكبر مشروع إسكان اجتماعي في مصر والعالم.
كما أوضح الرئيس أن مصر أنشأت جيلًا جديدًا من المدن الذكية والمستدامة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، ضمن 22 مدينة أخرى، إلى جانب مشاريع تطوير العشوائيات وتحديث وسائل النقل.
وأعلن الرئيس السيسي، بهذه المناسبة، عن إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية" و"الاستراتيجية الوطنية للتحضر الأخضر"، بهدف تعزيز جهود مصر في التحضر المستدام وفق المعايير الدولية، بما يلبي احتياجات المواطنين ويحقق تطلعاتهم.
واختتم الرئيس السيسي تصريحاته بالقول: "يمثل المنتدى الحضري العالمي منصة مثالية لتدشين حوار بنّاء حول تعزيز التنمية الحضرية وتحسين أوضاع التجمعات البشرية، ويتطلب هذا الأمر مشاركة فعّالة من كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمعات المحلية، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني والجامعات، لعقد شراكات وصياغة سياسات تُلبي تطلعات الشعوب نحو حياة كريمة ومستقبل أفضل."
وأكد الرئيس تطلعه لأن يكون هذا المنتدى خطوة هامة في مسار تنفيذ "الأجندة الحضرية الجديدة"، وتعزيز التعاون الدولي، من أجل حلول مبتكرة وتوصيات عملية تُسهم في مواجهة التحديات الحضرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ميثاق المستقبل
كما شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بكلمة مسجلة بالمنتدى الحضرى العالمي، قال خلالها: "تجتمعون اليوم فى القاهرة، هذه المدينة الكبيرة الحيوية ومركز جذب الابتكارات والإبداع، أشكر جهودكم فى مصر".
تابع جوتيريش: "أنتم تمثلون المناطق الحضرية التى تسكنها أكثر من نصف البشرية، ما يعنى أنكم فى طليعة من يرسمون ملامح عالم أكثر شمولا وترابطا وقدرة على التكيف، وأنكم موجودون فى قلب المكان الذى تحدث فى التغيرات الدائمة، أن الموضوع الذى اخترتموه للمنتدى يعتبر أصدق تعبير بأن كل الأمور تبدأ من البيت، فإحراز التقدم الحقيقى يبدأ على المستوى المحلي، على الأرض، داخل المجتمعات المحلية وفى حياة الناس".
أكمل أنطونيو جوتيريش: "لقد اعتمد قادة العالم للتو ميثاق المستقبل، وهو أداة جديدة هامة الغرض منها هو الدفع بعملنا الحيوي، والتعجيل فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتصدى لأوجه عدم المساواة، وهو يدعو إلى ضمان توفير السكن الملائم والآمن والميسور التكلفة للجميع، وإلى دعم البلدان النامية فى تخطيط وتنفيذ مدن عادلة وآمنة وصحية وميسورة التكلفة ومستدامة وقادرة على التكيف، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى ذلك أكثر من أى وقت مضى، فالمدن تولد 70% انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومن المتوقع أن يزيد حجم النفايات البلدية بنسبة الثلثين خلال جيل واحد، ويبدو أن المدن ليست محركات قوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية فحسب، بل هى أيضا محفزات للحلول المستدامة".
واستكمل: "إننى أرى فى السلطات المحلية والإقليمية جزئا أساسيا من الحل فى العديد من القضايا وعلى جميع المستويات بما فى ذلك فى الأمم المتحدة، ويمكننا جميعا الاستفادة مما تبدونه من آراء متبصرة وتطرحونه من أفكار نيرة، ولهذا السبب أنشأت فريق الأمم المتحدة الاستشارى المعنى بالحكومات المحلية والإقليمية، وأنا أعلم أن هذا المنتدى سيحظى خلال الأيام الخمسة المقبلة بفرصة الخوض فى ما تحمله التنمية الحضرية المستدامة من تعقيدات وما تتيحه من فرص، لذلك أدعوكم للسعى إلى استنباط الابتكارات وتلمس الأفكار الملهمة كى تحملوها معكم إلى مجتمعاتكم المحلية، كما أدعوكم إلى تطوير البنى التحتية والخدمات العامة للجميع بما فى ذلك النساء والفتيات، فالعمل المحلى هو اللبنة الأساسية فى بناء مدن مستقبلية خضراء وعادلة ومرنة فلنعمل معا كى نجعل من التحضر المستدام حقيقة واقعة، ولنضمن ألا يتخلف أحد فى أى مكان عن الركب".
القضية الفلسطينية
ومن جانبه، قال محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، إن دولة فلسطين تشارك هذا العام في المنتدى الحضري العالمي في ظل الدمار وجرائم الإبادة والتطهير العرقي وجرائم سرقة الأرض والموارد الطبيعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
أضاف عباس، في كلمته بالمنتدى الحضري العالمي: "هذا يفرض علينا تحديات كبيرة تعيق جهود التنمية الحضرية المستدامة في أكثر من 60% من أراض الضفة الغربية، وكامل مدينة القدس الشرقية، حيث جرى تدمير أكثر من 80% من مساكن ومرافق ومستشفيات ومدارس قطاع غزة، علاوة على استشهاد وجرح أكثر من 150 ألف فلسطيني".
وتابع رئيس فلسطين: "إن المجتمع الدولي مطالب بوقف دولة الاحتلال عند حدها ومحاسبتها ومعاقبتها على جرائمها، وتصرفاتها كأنها سلطة فوق القانون الدولي، ونحن الوحيدون في العالم الأعضاء المراقبون في الأمم المتحدة، ونريد أن تكون أعضاء كاملين مثل باقي العالم، ولقد حان الوقت بعد مرور أكثر من عام على الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني أن يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وأمريكا استعملت الفيتو 3 مرات لمنع وقف إطلاق النار".
واستكمل: "نتقدم بالشكر الجزيل للرئيس عبد الفتاح السيسي لاستضافته الكريمة ورعايته لهذا المؤتمر، والشكر موصول للأمم المتحدة وجميع المنظمين لهذا المنتدى الهام الذي نتمنى له النجاح والتوفيق".
الحرب في السودان
ومن جانب آخر، قال الرئيس عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني: "من دواعي سرورنا المشاركة اليوم في أرض الكنانة، جمهورية مصر العربية الشقيقة، في أعمال المنتدى الحضري العالمي الذي يعقد تحت شعار "كل شيء يبدأ محلياً.. لنعمل معاً من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، متابعاً: "خالص الشكر والعرفان للرئيس الشقيق عبد الفتاح السيسي. إن هذا الكرم ليس بمستغرب على الشقيقة مصر، وأشكر الرئيس السيسي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وأتقدم بالتهنئة لمصر على استضافتها لهذا الحدث الدولي الهام."
وأضاف البرهان خلال كلمته في افتتاح النسخة الحالية من المنتدى الحضري العالمي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي: "ندعم جهود مصر لتولي رئاسة ملف الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والبناء في أفريقيا.. واحتضان تلك الفعالية في القارة الأفريقية."
وتابع قائلاً: "أخي الرئيس، والحضور الكرام، تابعنا ببالغ السعادة الإنجازات المتتالية التي حققتها مصر في النهضة الحضارية الشاملة، في فترة شديدة الدقة شهدت تطوراً على المستوى الإقليمي والدولي، وأثبتت قدرة مصر على التحول وتحويل التحديات إلى فرص في ظل وجود الإرادة السياسية والقيادة الواعية والمدركة لمتطلبات المرحلة."
وأشاد البرهان بجهود الأمم المتحدة قائلاً: "نثمن جهود الأمم المتحدة في دعم السودان لتعزيز الهوية الوطنية للتحضر المستدام، ودعمها لإنشاء برامج متسقة لتعزيز وتقوية استراتيجيات التخطيط الاستراتيجي، إلى جانب دعمها للشعب السوداني خلال جائحة كورونا والكوارث التي حدثت مؤخراً من سيول وفيضانات، ونتمنى استمرار هذا الدعم في الفترة المقبلة."
كما أكد البرهان قائلاً: "القوات المسلحة السودانية عازمة على الحفاظ على الدولة السودانية وهزيمة هذا المخطط، وإعادة تهيئة القطاع الحضري في السودان الذي تعرض للاستهداف من ميليشيا الدعم السريع، خاصة في مرحلة ما بعد الحرب القريبة."
وأضاف متابعاً: "نثق في أن هذا المنتدى سيخرج بتوصيات واضحة تساهم في مواجهة الخلل الذي يعاني منه النظام الدولي والذي أخر التقدم الجماعي في ملف التنمية المستدامة. نعتبرها فرصة سانحة لتعزيز التعاون العالمي من خلال بناء تحالفات قوية لتحقيق الأجندة الحضرية الجديدة ومعالجة التحديات العالمية."
واختتم البرهان كلمته قائلاً: "أثق بأن توصيات هذا المنتدى ستكون داعمة للشعب السوداني في إعادة إعمار بلده وتحقيق التنمية الشاملة، وأتوجه بالشكر للأشقاء والأصدقاء، قائلاً: شكراً أشقاء السودان.. شكراً أصدقاء السودان.. وشكراً وصبراً شعب السودان.. صبراً شعب فلسطين."
تحديات اليمن
قال الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، إن اختيار القاهرة لاستضافة المنتدى الحضري العالمي، أفضل تجسيد لفلسفة وأهداف المنتدى، حيث مثلت هذه المدينة العريقة رمزا للثراء العمراني على مر التاريخ، والذي زاد تنوعا وتوظيفا لخدمة الإنسان، واقتصاده الوطني خلال السنوات الماضية من عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يقود نهضة عمرانية وحضرية فريدة في تاريخ المنطقة.
وأضاف في كلمته خلال المؤتمر، اليوم الإثنين، "سيكون من الأمثل استفادة بلداننا من هذه التجربة الرائدة، في مقاربة الاستحقاقات الوطنية المتعلقة بالتنمية الحضرية، وإعادة إعمار مدننا، استعانة بتجارب الشركات والخبرات، والعقول المصرية التي اسهمت في صناعة هذا التحول الحضري، والإنمائي العظيم.
وتابع: "صمم المنتدى الحضري العالمي منذ تأسيسه لدراسة آثار التحضر السريع على المدن والمجتمعات والاقتصادات الوطنية، لكنه أيضا مثل منصة فريدة بالنسبة لبلدان النزاعات المسلحة لعرض آثار الحروب والكوارث على واقع مدنها، ومستقبل اجيالها المتعاقبة، ولعله من حسن الحظ أن أكون هنا مع إخواني الرئيسين محمود عباس، وعبد الفتاح البرهان لنحكي قصص أخرى من تاريخ مدننا، ومعاناة شعوبها".
ومضى العليمي يقول: ففي اليمن أدت الحرب التي تسبب بها الحوثي إلى دمار هائل في قطاعات البنى التحتية والخدمات الاساسية، وفي المقدمة الكهرباء، والطرق، وخطوط النقل والموانئ والمطارات، والجسور، والمصانع، والمنشآت التجارية، وبلغة الأرقام تشير التقديرات الى تضرر خدمات المدن والحواضر اليمنية بنسبة 49 % خصوصها في أصولها من قطاع الطاقة، و 38 بالمائة من قطاع المياه والصرف الصحي، فضلا عن أضرار بالغة الكلفة في شبكة الطرق الداخلية، والاصول الخاصة بقطاع الاتصالات، بينما تضرر قطاع المساكن بشدة واعيدت نحو 16 مدينة يمنية عقودا إلى الوراء.
وأوضح رئيس القيادى اليمني، أنه بحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر نهاية العام 2019 فإن إجمالي الخسائر الاقتصادية اليمنية قد ترتفع بحلول عام 2030 إلى 657 مليار دولار، في حال استمرت الحرب، ولم تستجب المليشيات الحوثية الارهابية لنداء السلام، ومتطلبات استعادة مسار التنمية.
وأكد أن المنتدى الحضري العالمي، لمناسبة جيدة في هذا السياق أن نثمن عاليا للأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، وباقي دول تحالف دعم الشرعية، جهودهم المقدرة في الحد من وطأة الحرب على الشعب اليمني، ومنع انهيار شامل لمؤسساته الوطنية".
وقال إن الحكومة اليمنية تواجه تحديات بنيوية وتمويلية معقدة في مواجهة المتغيرات المناخية التي ضاعفت من أعباء التدخلات الطارئة، وتباطؤ انفاذ خطط التنمية الحضرية على مختلف المستويات، مضيفا: خلال العشر السنوات الماضية تسببت الأعاصير القوية بدمار واسع النطاق، بما في ذلك الفيضانات والانهيارات الأرضية والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية ومنازل المواطنين، وبين ابريل، وأغسطس هذا العام على سبيل المثال، خلفت الفيضانات المفاجئة عشرات الضحايا، وأكثر من 100 الف نازح، وخسائر في البنى التحتية والحيازات الزراعية قدرت بنحو 350 مليون دولار.
واستطرد قائلا: رغم ذلك تواصل الحكومة اليمنية بدعم من أشقائنا والمجتمع الدولي الوفاء بالاحتياجات الحتمية للتخفيف من اضرار التغيرات المناخية بما في ذلك الاستثمار في البنية الأساسية، والاستجابة للطوارئ والمساعدات الإنسانية، وبناء القدرات المؤسسية والقطاعات المختلفة لتطوير خطط التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، وواننا على ثقة ان هذا المنتدى كما هي الفعاليات التي تستضيفها مصر الحبيبة دائما، سيمثل إضافة مهمة كأهم حدث حول التحضر والتنمية العمرانية الشاملة في العالم.
وأعرب العليمي عن خالص التقدير وأصدق التهاني لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا على حسن التنظيم والاستضافة لهذا المنتدى الدولى الرفيع، كما قدم الشكر أيضا للأمم المتحدة على جهودها المقدرة
من أجل تحفيز بلداننا على اللحاق بركب التنمية المستدامة في مختلف المجالات.
الاحداث العالمية
قال الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، إن المنتدى الحضري العالمي يعد ثاني أهم حدث تنظمه الأمم المتحدة بعد مؤتمر المناخ، موضحا أن الحكومة المصرية كانت تسعي منذ فترة كبيرة لتنظم هذا المنتدى الهام داخل مصر.
وأضاف الدكتور مصطفي مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي الافتتاحي للمنتدى الحضري العالمي، أن تنظم فعالية المنتدى الحضري العالمي داخل العاصمه المصرية القاهرة يعد رسالة قوية للعالم أجمع بأن مصر قادرة على تنظم الأحداث والفعاليات الكبري.
وأوضح أن وجود أكثر من 30 ألف مشارك فضلا عن أكثر من 300 محافظ من مختلف دول العالم وأكثر من 170 وزير، كان يمثل تحديات كبري في استضافة مصر لهذا الحدث العالمي الكبير.
قالت آنا كلوديا روسباخ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش المنتدى الحضر العالمي، أننا نحتاج لتعاون كبير لدفع وتطبيق الخطة الحضارية المستدامة، كما أنها تود أن تشارك أهمية هذا المنتدى، والذي يحضره 37 ألف شخص من 170 دولة حول العالم.
وتابعت، لدينا حضور من مختلف دول وقارات العالم أفريقيا ومن الأمريكتين، ومن أسيا، كما يحضر المنتدى أكاديميين وحكوميين، فضلًا عن مؤسسات القطاع الخاص والمجتمعات المحلية والاعلام، وأشارت إلى وجود 407 متحدث فى الجلسات العامة، و200 من المتحدثين الرجال والوزراء ونواب الوزراء والمحافظين.
وقالت "كلوديا"، هذا المنتدى لديه سمعة جيدة ويتيح الفرصة للشركاء للحديث والوصول لحل لكافة القضايا المطروحة خلال جلساته، مصر بالتأكيد تدعونا للحفاظ على الثقافة والتراث والحفاظ على الجوانب الاجتماعية، ونهتم بقضايا إعادة التدوير والمناخ وأزمة الاسكان وغيرها.
وقالت آنا كلوديا روسباخ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، أن استضافه مصر المنتدى الحضري العالمي، رسالة قوية للعالم أجمع بقدرة الحكومة المصرية علي تنفيذ مشروعات قومية كبري بمواصفات عالمية، وهو سبب اختيار مصر لاستضافة المنتدي الحضري العالمي.
من جانبها أكدت الدكتورة منال عوض وزير التنمية المحلية، إن انعقاد المنتدى الحضري العالمي في القاهرة يعكس حرص الدولة المصرية على دعم جهود التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الطموحة للأمم المتحدة، ويمثل فرصة استثنائية للمساهمة في التغيير الإيجابي الذي يخدم سكان المدن والريف على حد سواء.
وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن الحكومة المصرية تؤمن بأهمية تمكين المحليات وإعطائها دورًا أكبر في قيادة التنمية المستدامة على المستويين المحلي والوطني، مشيرة إلى إننا ندرك أن إشراك مختلف الأطراف في عملية التنمية، مثل المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والشباب، والمرأة، هو أساس لتحقيق شمولية التنمية وعدالتها.
وأوضحت د. منال عوض أن الوزارة تلعب دورًا محوريًا في توجيه جهود الإصلاح والتنمية على المستوى المحلي من خلال تمكين الإدارات المحلية وتعزيز اللامركزية من خلال تفعيل دور الإدارات المحلية في مختلف المجالات، سواء في التعليم، أو الصحة، أو الاقتصاد، أو البنية التحتية، وهو ما يعزز من فرص تحقيق رفاهية حقيقية لجميع المواطنين.
ومن جانبه أكد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن الوزارة تؤمن بأن توفير سكن ملائم للجميع هو حق أساسي لكل مواطن، خاصة في ظل الزيادة السكانية السنوية المطردة في مصر والتي تبلغ حوالي 2 : 2.5 مليون نسمة، ومن أجل التغلب على التحدى الذى يواجهه قطاع الإسكان في سد الفجوة بين العرض والطلب، وضمان حصول كل مواطن على سكن ملائم، أطلقت الوزارة تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عام 2014، خطة طموحة لحل مشكلات الفجوة الإسكانية، والتى تركز على تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية.
وأشار المهندس شريف الشربيني، إلى أنه من خلال المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، نستهدف تقليل الفجوة الكمية بين العرض والطلب في الإسكان، وضمان الحق في السكن لجميع الشرائح الاجتماعية والاقتصادية، وقد بلغ عدد المتقدمين للحجز ضمن المبادرة 1.6 مليون مواطن، كما نجحت المبادرة في الانتهاء من تنفيذ نحو 700 ألف وحدة سكنية حتي سبتمبر 2024، وجار الانتهاء من تنفيذ 218 ألفا، وبالنسبة للإسكان المتوسط، فقد تم الانتهاء من تنفيذ 175 ألف وحدة سكنية وجار تنفيذ 120 ألفا، فى حين تم الانتهاء من تنفيذ 48 ألف وحدة سكنية بالإسكان الفاخر، وجارٍ تنفيذ 35 ألفا.
وذكر وزير الإسكان، أن الوزارة تتعامل مع الاحتياجات العاجلة في المناطق غير المخططة وغير الآمنة، حيث تم رصد مساحة 152 ألف فدان بحاجة إلى إحلال وتجديد حضري، مع الالتزام باستبدال المناطق غير الآمنة بحلول سكنية ميسرة ولائقة، حيث انتهت الدولة المصرية من القضاء على 357 منطقة عشوائية غير آمنة، وتم الانتهاء من تنفيذ نحو 300 ألف وحدة سكنية بديلة كاملة التأثيث والتشطيب لأهالينا القاطنين بتلك المناطق.