Close ad

فاينانشيال تايمز: انتصار ترامب من شأنه أن يُغير جذريًا دور أمريكا في العالم ويفرض نظامًا عالميًا جديدًا

7-11-2024 | 11:51
فاينانشيال تايمز انتصار ترامب من شأنه أن يُغير جذريًا دور أمريكا في العالم ويفرض نظامًا عالميًا جديدًادونالد ترامب
أ ش أ

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز"البريطانية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن الانتصار الذي حققه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأول على حساب منافسته الديمقراطية كامالا هاريس من شأنه أن يُغير جذريًا الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في العالم بل ويفرض نظامًا عالميًا جديدًا.

موضوعات مقترحة

وقالت الصحيفة -في مستهل افتتاحيتها لعدد اليوم- إن أمريكا تحدثت بوضوح أمس الأول. وبكل تأكيد يعج تاريخ ديمقراطية أمريكا بالانتخابات "المفصلية" حيث طالما رفض فيها الناخبون بشكل حاسم فلسفة وسجل الإدارة المنتهية ولايتها واختاروا شيئًا جديدًا، لكن بين الحين والآخر، تظهر نتيجة تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير وتنذر بعواقب غير عادية ومضطربة ليس فقط داخل أمريكا بل والعالم برمته والانتخابات الرئاسية لعام 2024 هي واحدة من هذه النتائج.

وأضافت أن الناخبين، من خلال التصويت لدونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، بدا عليهم الاقتناع بأن كل ما يثار حول سجل الرئيس السابق الجنائي أو ما أُشيع حول عدم قدرته على التنبؤ بالتصرفات تعد أمورًا أقل أهمية بالنسبة لهم من شعاره الواضح "أمريكا أولا" بشأن الاقتصاد والأمن القومي والعالم. وقد بدت العديد من سياساته سطحية ومتغطرسة إن لم تكن متهورة في نظر خصومه. والواقع أن العديد منها كذلك بالفعل.

ولكن على عكس ولايته الأولى عندما تولى ترامب منصبه دون خطة واضحة وكان محاطًا بموظفين عموميين محنكين، اعتبرت الصحيفة البريطانية أن الرئيس المنتخب يدرك هذه المرة بالضبط ما يريد أن يفعله وهو ما بدا في تعهده بأن يكون محاطًا أيضًا بالمؤمنين الحقيقيين. وبالنسبة للاقتصاد العالمي وحلفاء أمريكا والنظام الدولي بعد عام 1945، فإن هذا الأمر يفرض مخاطر هائلة وتدعيات مذهلة.

وتابعت "فاينانشيال تايمز" تقول إن الديمقراطيين سوف يندمون حتمًا على حملتهم وفشل كامالا هاريس في استقطاب الأصوات، غير أن فوز ترامب يشير أيضًا إلى حالة عامة بشأن تجاوز أجندة اليسار التقدمية وتساؤل الناخبين عن الغرض الحقيقي للديمقراطية إذا فشلت في تحقيق أهدافهم ومن المتوقع أن يقوم زعماء أوروبا الوسطيون جيدًا للنظر في هذه المشاعر وهم يواجهون أيضًا اليمين الشعبوي. لقد كان العالم منبهرًا باستطلاعات الرأي التي تشير إلى أن السباق كان متقاربًا للغاية بين هاريس وترامب. ومع ذلك، فإن الأمة التي تدعي أن نسبة الأصوات فيها متساوية كانت حاسمة لصالح ترامب الذي اكتسب أرضية على حساب الديمقراطيين في 48 من الولايات الخمسين وقد ينتهي الأمر بالجمهوريين إلى السيطرة على مجلسي الكونجرس والبيت الأبيض. وهذا من شأنه أن يمنح ترامب مساحة أكبر كثيرًا مما كان عليه في ولايته الأولى.

أما بالنسبة لحلفاء أمريكا، فقد أكدت الصحيفة البريطانية أن الشعب الأمريكي ربما قصد من خلال تصويته لصالح ترامب الإعراب عن استيائه من دوره بعد عام 1945 في مراقبة العالم، كما سيكون من الصعب الآن على حلفاء أمريكا توقع موقف ضامن أمنهم التقليدي. والواقع ربما يكشف حقيقة أن شبكات التحالفات التي استمر الرئيس الحالي جو بايدن في رعايتها قد تبدو أقل أهمية بالنسبة لترامب من العلاقات الثنائية. ومع إدراك هذا، فإن حلفاء شرق آسيا وأوروبا سوف يتوددون له بشكل فردي ولكن التحالفات الإقليمية، وخاصة حلف شمال الأطلسي "الناتو" فسيكون لزامًا عليه أن يستمر وإذا لم يحدث هذا، فمن المؤكد أن روسيا والصين ستكونان الفائزتين. كما أن تراجع شبكات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قد يؤدي إلى انتشار الأسلحة النووية، حيث ترى الدول التي ظلت تحت المظلة الأمريكية لفترة طويلة أنه من الحكمة أن تتطلع إلى دفاعها الفردي على المدى الطويل.

وأخيرًا، بالنسبة لأوكرانيا، أوضحت "فاينانشيال تايمز" أن حالة عدم اليقين باتت في أعلى معدلاتها بشكل خاص حيث أصر ترامب على أنه سينهي الحرب مع روسيا غير أن هذا الأمر قد يكون وفقًا لشروط موسكو والخوف الأعظم بالنسبة لكييف والناتو هو أن يبرم ترامب صفقة متسرعة تترك أوكرانيا دون ضمانات أمنية وتتسبب في انقسامها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة