Close ad

يحدث في أمريكا.. عودة مستر ترامب واللوبي العربي

7-11-2024 | 11:36

منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 واحتفالات أنصاره بهذا الفوز الكاسح لا تتوقف، ومنهم بالطبع أنصاره ومؤيدوه من العرب الأمريكان في مختلف الولايات، لا سيما أنه كان لهم دور بارز في فوزه باكتساح، خاصةً في الولايات المتأرجحة مثل ميشيجان، المعروفة بأنها "مركز العرب والمسلمين"؛ حيث شكّل تصويت العرب فيها ورقة رابحة استغلها ترامب لتحقيق النصر رغم أن مواقفه تجاه العرب والمسلمين لم تتغير جذريًا!! 

ومع ذلك استطاع خلال حملته استقطابهم، خاصة في ولاية ميشيجان، التي كانت حاسمة في تعزيز فرص فوزه بأصوات الولاية الزرقاء ولاشك أن العوامل الحاسمة لفوز ترامب بأصوات العرب تمثلت في قدرته على التواصل المباشر معهم، كما أنه تعامل مع العرب بشكل أفضل من هاريس التي كانت تفتقر إلى الاهتمام الفعلي بالقضايا العربية والإسلامية ما دفعهم إلى التصويت بشكل قوي للرد على تجاهلها له، وشاهدنا ناشطون عرب عبروا عن إحباطهم من أن هاريس تجاهلت مرارًا القضية الفلسطينية خلال تجمعات للحزب الديمقراطي، ما دفعها في النهاية لتكرار دعوات سابقة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وعودة الأسرى، كما أنها أعلنت دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما تؤيد أيضًا حق الفلسطينيين في تقرير المصير.. لذلك نجد مثلا أن حركة تضم شبابًا من أصول عربية حشدت أكثر من 750 ألف ناخب؛ للاحتجاج على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، وقامت بالتصويت لصالح ترامب.. 

لا شك إن هاريس أضاعت فرصة لكسب هؤلاء الناس الذين يعيش كثير منهم في ولايات مهمة مثل ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا.. وردًا على تجاهل هاريس للقضية الفلسطينية قرر العرب أن يبعثوا برسالة انتخابية قوية لمعاقبتها، وهو ما انعكس في أصواتهم لصالح ترامب وجيل ستاين من حزب الخضر.. وهو ما يجعلني أؤكد بصفتي الصحفية وكمتابع للشأن الداخلي الأمريكي والسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط التعيس، أن دعم الجالية العربية لترامب جاء برغم سياساته تجاه العرب خلال فترة رئاسته الأولى، إذ كان قد أصدر قرارًا تنفيذيًا يمنع مواطني 7 دول عربية، منها اليمن، من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من إلغاء القرار لاحقًا لعدم دستوريته، لكنه آنذاك أثار استياءً واسعًا بين المجتمعات العربية والمسلمة؛ حتى أن وعود ترامب بحل القضية الفلسطينية كانت بلا خطة واضحة، ما جعل الكثيرين يشككون في جديته بشأن حل القضية الفلسطينية، وإيقاف الحرب على غزة، ووقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وتنفيذ حل الدولتين، ورغم ذلك كله صوتوا لترامب الجمهوري ضد هاريس.

وأثبت العرب الأمريكان في الولايات المتحدة  قدرتهم في التأثير على الانتخابات الأمريكية، خاصة مع المفاجأة الكبيرة بتوجههم لصالح ترامب، ورغم ذلك، أكد أن هناك عملًا طويل الأمد لتحقيق تأثير حقيقي ومستدام مشابه لجماعات الضغط الأخرى في الولايات المتحدة، وهو ما طالبت به في أكثر من مقال لي في  الأهرام وبوابته الغراء.. حتى شاهدنا تمرد الديمقراطيين من العرب الأمريكان  على الحزب الديمقراطي، وخصوصًا على كامالا هاريس بسبب تركيزها خلال حملتها على قضايا مثل الإجهاض، والمتحولين جنسيًا وسياسات الهوية التي تتعارض مع الخلفية الثقافية والدينية المحافظة لديهم واهتماماتهم بالقضايا الأسرية والمحلية.

علاوة على ذلك، فإن العرب والمسلمين أصيبوا بخيبة أمل من وعود الحزب الديمقراطي، التي لم تلبِّ تطلعاتهم الاقتصادية أو الاجتماعية، ما جعلهم يشعرون بأن سياسات الحزب الجمهوري تتماشى بشكل أفضل مع مصالحهم.

والخلاصة يا سادة أن ترامب وحملته الانتخابية تعاملوا مع العرب باحترام، وفهموا بشكل أفضل مخاوفهم بشأن إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، إلى جانب مخاوفهم بشأن الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما كانت سياسات هاريس محورية في تأثيرها على دعم العرب والمسلمين لها، فقد رفض عدد كبير منهم التصويت لها بسبب تحيزها وسياساتها تجاه إسرائيل وعدوانها على غزة..
 
لذلك نجد أن الجاليات العربية كانت مطمئنة برسائل ترامب المتكررة حول التزامه بإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط، إذ ذكرت عدة تقارير تفيد بأنه طلب من إسرائيل إنهاء الحروب في غزة  ولبنان.

وعلى الرغم من القلق الأولي بشأن خطابات ترامب المثيرة للجدل تجاه المسلمين خلال فترة ولايته الأولى، فقد خفّت هذه المخاوف مع تحسن لهجته في خطاباته، ودعمه للقادة في الشرق الأوسط، إضافة إلى إنجازات اقتصادية وأمنية استحسنها الناخبون.. 

كما أن القضايا الاقتصادية والاجتماعية كانت العاملين الأكثر تأثيرًا في خيارات التصويت للمسلمين العرب في أمريكا، متفوقين على السياسة الخارجية، ويمكن اعتبار التصويت العربي أحد العوامل المؤثرة في فوز ترامب، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيجان، ومع ذلك، فإن عدد السكان العرب الأمريكيين لا يتجاوز 5 ملايين شخص، وبالتالي لم يكن التصويت العربي وحده كافيًا لتحقيق فوز ساحق حققه ترامب ليعود للمكتب البيضاوي مرة أخرى، ويصبح الرئيس رقم ٤٧ للولايات المتحدة الأمريكية.. وسوف نرى إذا كان سيعيد أمريكا عظيمة كما كان يردد خلال حملته الانتخابية.. 

ويبقى الأمل أو الحلم في أنً يكون للعرب كيان أو لوبي قوي، وله تأثير وكلمة في الانتخابات، وفي كواليس الإدارة هنا في الولايات المتحدة الأمريكية.. وللحديث بقية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة