على ضفاف المتوسط أقيم تمثال لـ «المغترب اللبناني»
موضوعات مقترحة
شاكيرا تَغَزَّل فيها ماركيز قائلا: لا أحد مثلها يستطيع الغناء والرقص بهذا الإحساس البريء
الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 من أهم أسباب الهجرة
مسارى نال جائزة أفضل مغنى بوب.. وماهر زين شق طريقه نحو الغناء الديني
نادين لبكى فازت بجوائز عالمية.. ومن أشهر أفلامها «سكر بنات» و«كفر ناحوم»
كارلوس سليم ونيكولا حرب وجوزيف صفرا وكارلوس غصن من أشهر رجال الأعمال
مصمم الأزياء العالمى إيلى صعب أول لبنانى فى الهيئة الحاكمة لصناعة الأزياء
سلمى حايك بدأت حياتها بالعمل فى الإعلانات التليفزيونية بالمكسيك
يبدو أن حب الاستكشاف يجري في دماء اللبنانيين منذ القدم، لأن أجدادهم القدامى الفينقيين فى 2500 قبل الميلاد برعوا في التجارة وتنتقلوا في رحلاتهم، واتجهوا شرقا فوصلوا حتى الشرق الأقصى، وفى الشمال حتى بلاد القوقاز، وغربا حتى إسبانيا، وجنوبا حتى السودان. ومن أشهر مستعمراتهم فى البحر الأبيض المتوسط قرطاج ونوميديا فى شمال إفريقيا، وهى تمتد من ليبيا مرورا بتونس حتى الجزائر.
أما الهجرات فى العصر الحديث فكانت مبكرة أيضا مقارنة بالهجرات العربية وبدأت منذ سنة 1854، عندما أقدم ابن بلدة صليما أنطونيوس البشعلانى على السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واشتهر بلقب «المغترب الأول إلى العالم الجديد».
وترجع أسباب هجرة اللبنانيين من جميع الطوائف فى العصر الحديث إلى الصراعات الطائفية، خاصة الحرب الأهلية ما بين أعوام 1975 و1990، التى تخللها الاجتياح الإسرائيلى فى 1982، حيث هاجر كثير منهم بحثا عن فرص أفضل للعيش.
توالت هجرات اللبنانيين إلى مختلف دول العالم فى أمريكا الجنوبية، البرازيل والأرجنتين وتشيلى وكولومبيا، وأمريكا الشمالية ومنها إلى كندا والمكسيك وكوبا، وأيضا إلى بريطانيا وأستراليا. وبحسب الموقع الإلكترونى «أطلس لبنان» قدر إحصاء عام 2022 المغتربين اللبنانيين بحوالى 4 ملايين لبنانى، لكن تذهب إحصاءات أخرى لأرقام أكبر، حتى أنها تفوق عدد سكان لبنان أنفسهم، حيث يصل عددهم بحسب الواقع الإلكترونى، التعداد السكانى «بوبيوليشن توداى» لنحو خمسة ملايين ومائتى ألف نسمة، فى حين يذكر أنه توجد أكبر جالية فى الشتات حتى الآن فى البرازيل، حيث ربما يصل العدد لسبعة ملايين، تليها كولومبيا والأرجنتين، بنحو 1 إلى 3 ملايين لكل منهما، وبرز اللبنانيون بقوة فى منطقة أمريكا اللاتينية والمقصود بها دول الأمريكتين الناطقة بالإسبانية والبرتغالية والفرنسية، حتى إن من بينهم زعماء سياسيين ووصلوا لكرسى الحكم فى أمريكا اللاتينية.
تمثال «المغترب اللبنانى»
ونظرا لأهمية الاغتراب فى الوجدان اللبنانى، أقيم تمثال فى بيروت لتكريم المغتربين اللبنانيين وهو تمثال «المغترب اللبنانى» وقد صنعت نسخ طبق الأصل منه فى فيراكروز بالمكسيك، وبريتش كولومبيا بكندا، وبريزبان بأستراليا، وأكرا بغانا. ويحتفل اللبنانيون بالحنين لبلادهم فى اليوم العالمى للمغترب اللبنانى فى 7 مارس من كل عام. وبهذه المناسبة أشاد رئيس جمهورية المكسيك الراحل أدولفو لوبيز بهم عندما أطلق مقولته الشهيرة لدى افتتاح مقر النادى اللبنانى فى العاصمة المكسيكية فى 1962 قائلا: «من ليس له صديق لبنانى، فليبحث عن أحدهم»، حيث أثبت المهاجرون اللبنانيون خلال أكثر من مائة عام على وجودهم فى المكسيك أنهم أوفياء لهذا البلد بالتفانى وعرفان الجميل، وللبنان بالثقافة والمثابرة المستمرة.
فى صيف 1979، وفى إطار التحضيرات التى كانت جارية آنذاك للاحتفال بالمئوية الأولى لحضور اللبنانيين الى المكسيك والتى تعود إلى العام 1880، وجه النادى اللبنانى رسالة إلى المصمم المكسيكى اللبنانى الراحل رامز بركات ليتقدم بمشروع تمثال يصور الانتشار اللبنانى ويشرح معاناة المغتربين بعيدا عن وطنهم، فأبدع تمثال «المغترب اللبنانى» بملامحه الشرقية وزيه التقليدى، وبعينين تنظران إلى البعيد فى رمزية للمجهول، حيث يمتزج الأمل والتحدى.
جذور الفن
ولا يمكن الحديث عن اللبنانيين فى المهجر دون ذكر الأيقونات الفنية منهم التى برعت وذاع صيتها فى المهجر فى أوروبا والأمريكتين، مثل الراحل بوب عزام المولود فى الإسكندرية وينحدر من أصول لبنانية وعاش فى إيطاليا وتوفى فى موناكو ونعرف أغنيته الشهيرة الفرانكو آراب «يا مصطفى»، وأيضا بول أنكا أو عنقا وهو كندى من أصل لبنانى سورى، ويبلغ من العمر حاليا 83 سنة، واشتهر بأغنية إنجليزية غناها عدد من النجوم وهى «أحبك يا عزيزتى»، وميكا المولود فى بيروت والذى عاش بين باريس ولندن ويشتهر بأغنيته بالإنجليزية «اللوم على الفتيات».
وعلى رأس هؤلاء المغتربين تشتهر شاكيرا، نجمة الإيقاعات اللاتينية والعربية، التى تغزل فيها الراحل جابرييل جارثيا ماركيز وهو الحاصل على جائزة نوبل فى الأدب قائلا: «موسيقى شاكيرا لها نغمة خاصة بها، لا تشبهها أى نغمة أخرى. لا أحد من أى عمر يستطيع الغناء والرقص مثلها، بمثل هذا الإحساس البرىء، الذى اخترعته بنفسها. لكن حياة هذه الفنانة البراقة التى باتت مرادفا للبهجة لا تخلو من بعض المشاكل والتى يتلقفها الإعلام ويضخمها، وهى تبلغ حاليا من العمر 47 عاماً. تحمل شاكيرا كل الجينات الثرية، فهى سليلة هذا المزيج الرائع بين العرب واللاتيني.
وبحسب الاسم العربى شكيرة أو شاكرة، ولدت فى 2 فبراير 1977 بمدينة بارانكيا فى كولومبيا، والدها هو الدون وليام مبارك ينحدر من أصل لبنانى عربى كاثوليكى ولد فى نيويورك، ووالدتها هى نيديا ديل كارمن ريبول تورودو، وهى تتحدث الإسبانية لغتها الأم بجانب العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية. عندما ترقص شاكيرا فإنها تأخذ حركات الرقص الشرقى التقليدية وتضيف إليها لمستها الخاصة، مما يجعل الحركات أكثر جاذبية وإثارة. وبفضل ثقافتها الواسعة مزجت بين الرقص الشرقى والتانجو، ومن خلال تعلمها الباليه، أدخلت تطويرا على الرقص الشرقى، وكانت انطلاقاتها الكبيرة فى عام 1991 من خلال أول ألبوم بعنوان «ماجيا» أو «سحر» ومنذ ذلك الحين وهى تسحر جمهورها بأسلوبها الرشيق فى الكتابة والتلحين والغناء والرقص، وحققت شهرة كبيرة من خلال أغنية «أخوس آسى» أو «عيون جيدة» فى 1998، واشتهرت أيضا فى 2002 بالأغنية الإنجليزية «أى زمان أى مكان» وقدمت حتى الآن 12 ألبوما وشاركت بالغناء فى أفلام شهيرة مثل فيلم الرسوم المتحركة الأمريكى «زوتوبيا»، ونالت العديد من الجوائز، من بينها جائزتا جرامى المرموقة، واختيرت من بين أقوى 100 إمرأة فى العالم خلال 2017 بحسب مجلة «فوربس» الأمريكية، كما تشارك فى أنشطة خيرية وهى سفيرة للنوايا الحسنة بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف».
ومن أمريكا الجنوبية إلى الشمالية، حيث مسارى مغنى البوب والهيب هوب وآر أند بى وهما من أنواع الموسيقى والثقافة فى الولايات المتحدة الأمريكية ومن الحركة الثقافية للسود أو الأمريكيين من أصول إفريقية، وهو كندى الجنسية ينتمى إلى عائلة لبنانية الأصل واسمه الحقيقى سارى فوزى عبود، من مواليد بيروت 10 ديسمبر 1980، وهاجر من لبنان إلى مونتريال فى كندا عندما كان فى العاشرة من عمره، ثم انتقل إلى أوتاوا فى سن الثالثة عشرة حيث كان أول صعود له على المسرح للغناء. ويقال إنه ينتمى لعائلة مسلمة شيعية وأن اسم الشهرة من كلمه مصارى التى تعود لسك العملة الفضية فى مصر قديما، ونال جائزة أفضل بوب فيديو كليب لعام 2006 عن أغنيته بالإنجليزية «كن سهلا»، ولديه الكثير من الأغانى التى حازت على المراتب الأولى فى كندا، كما أن ألبوماته قد حققت نسبة مبيعات كبيرة فى دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والبرازيل وبريطانيا وألمانيا وكندا. وحصل على جائزة أفضل مغن عالمى من أصل لبنانى فى 2014، كما قدم فى 2018 أغنية ثناية مع المغنى الفلسطينى محمد عساف بالآنجلو آراب «لف معها».
ننتقل إلى أوروبا حيث مغنى آر أند بى، آخر، وهو ماهر زين، وهو مسلم سنى، لبنانى الأصل وسويدى الجنسية، وعمل مع المنتج المغربى نادر الخياط وشهرته «رد وان». وبعد نجاحه فى السويد، انتقل إلى نيويورك، حيث بدأت يتحقق الحلم. وشارك فى أعمال صناعة الموسيقى لألبومات مع رد-وان حققت نجاحا ساحقا فى نيويورك، واشترك مع المطربة كات ديلونا، لكنه مع ذلك كان يشعر فى داخله أن هناك شيئا غير صحيح، ويصف حاله «كنت أحب الموسيقى ولكننى كنت أكره كل ما يحيط بى، شعرت دائما أن هناك أمرا غير صحيح»! ثم عاد إلى السويد، والتقى بمجموعة من المتدينين فى المجتمع الإسلامى فى ستوكهولم، وبدأ يواظب على الذهاب إلى المسجد، حيث تمكن من العثور على الطريق الصحيح الذى ينشده، وشق طريقه فى الغناء الدينى فى الفترة الأخيرة حتى وصل إلى الدول العربية بشكل قوى جدا وواكب المعطيات الجديدة. وفى 2009، بدأ ماهر العمل على ألبوم جديد مع شركة تسجيلات «أوايكننج» حيث أطلقت ألبومه الأول «الحمد لله» وقال إنه يريد أن يصل للمستمع المسلم وغير المسلم.
جاذبية الشرق
كما أثرى اللبنانيون شاشة السينما والتليفزيون فى العالم قديما وحديثا، ومنهم، الممثلة والمخرجة اللبنانية العالمية نادين لبكى التى تبلغ حاليا من العمر 50 عاماً، وقد ولدت فى لبنان فى أسرة مسيحية مارونية لبنانية وعاشت فترة طويلة من الحرب الأهلية فى بلادها ثم انتقلت لمونتريال وحصلت على الجنسية الكندية ثم انتقلت لباريس، وتعتبر أحد عناصر الغزو العربى لطريق لاكروازيت وهو كناية عن مهرجان «كان» السينمائى الدولى وفازت فيه بجوائز عالمية عديدة، ومن أشهر أفلامها «سكر بنات» و»هلأ لوين؟» و»كفرناحوم» واهتمت بمناهضة الطائفية، وأخيراً قامت ببطولة فيلم «وحشتينى» واسمه بالإنجليزية «العودة إلى الإسكندرية» من نوعية الحنين وهو إنتاج سويسرى مصرى قطرى فرنسى مشترك ومن إخراج المصرى السويسرى تامر روجلى.
نذكر أيضا النجمة المكسيكية الأمريكية سلمى حايك التى ساعدها جمال ملامحها وقوامها على تحقيق شهرتها فى البداية، وقد بدأت حياتها الفنية بالعمل فى الإعلانات التليفزيونية بالمكسيك، ثم ارتبطت اسمها كفنانة بأدوار الإغراء، لكن ضمنت لها روحها النبيلة وموهبتها اللافتة للنظر الاستمرارية فى عالم السينما، ويعرف عنها أنها تتمتع بدرجة كبيرة من الإنسانية قبل أن تكون فنانة، فلم تتردد فى مساعدة الآخرين وهى تعمل كسفيرة لدى منظمة اليونيسف. كما أن طريقتها التلقائية فى الحديث جعلتها قريبة من جمهورها، فلا يهمها أن تسخر من قصر قامتها وكيف انتقدوا أصلها المكسيكى، وفى ذات الوقت تتحدث بثقة عن نجاحها، وتتميز بملامحها الشرقية من خلال بشرتها البرونزية وشعرها الأسود الحالك المنسدل على كتفيها وعينيها العسليتين الكحيلتين، وتبلغ من العمر حاليا 58 عاماً.
كما شاركت فى أول مسلسل تليفزيونى فى عام 1988، وقامت ببطولة فيلم «حارة المعجزات» المأخوذ عن رواية الأديب المصرى العالمى الراحل نجيب محفوظ «زقاق المدق»، وقامت فيه بدور «ألما» وفى النسخة الأصلية «حميدة» الذى قدمته النجمة الكبيرة الراحلة شادية وحصد الفيلم العديد من الجوائز، وبعد أن حققت بعض النجاح، انتقلت إلى لوس أنجلوس، وبعد أن قامت بأدوار صغيرة فى أفلام مختلفة بدأت تلمع كممثلة جيدة ولقبت بـ «قنبلة هوليوود» لا سيما بعد تألقها من خلال الفيلم الشهير «ديسبيرادو» الذى تقاسمت بطولته مع النجم الإسبانى أنطونيو بانديراس، وتوالت نجاحاتها فى أفلام مثل «الغرب الشرس» و»خيوط التهريب» و»فريدا» الذى تناول السيرة الذاتية لأيقونة الفن التشكيلى ومواطنتها الراحلة فريدا كالو، وترشحت عنه لجائزة أوسكار فى 2002، والجزء الثانى من «ديسبيرادو» و«بانديداس» وأعمال أخرى رائعة، لتثبت موهبتها التمثيلية بجانب أنوثتها الطاغية.
ولدت سلمى حايك فى مدينة كواتزكولكوس بولاية فيراكروز المكسيكية، والدها هو رجل أعمال من أصل لبنانى اسمه سامى الحايك دومينيجيز وكان تنفيذيا فى شركة نفط وعمدة المدينة، ووالدتها مكسيكية من أصل إسبانى ديانا خيمينيز كانت مغنية أوبرا، وفى فترة التسعينيات عندما انطلقت للنجومية، ظهرت شائعات أنها كذبت بشأن جذورها العربية حتى تلفت الأنظار وتحقق الشهرة، لكنها سرعان ما عادت لتؤكد على انتمائها للعرب، وهاجر جدها لأبيها من لبنان إلى المكسيك، وهى من أسرة ثرية وتعتبر نفسها من الروم الكاثوليك المتدينين. تزوجت سلمى من الملياردير الفرنسى فرانسوا أونرى بينو الذى يكبرها بأربع سنوات، ولديهما ابنة وهى فالنتينا.
ومن الممثلين ذوى الأصول اللبنانية الذين شقوا طريقهم فى هوليوود أيضا نجد تونى شلهوب من مواليد 9 أكتوبر 1953 بولاية ويسكنسن الأمريكية، هو ممثل أمريكى من أصل لبنانى اشتهر بدور أدريان مونك فى المسلسل التليفزيونى «مونك» وفاز بهذا الدور على جائزة الإيمى ثلاث مرات كأفضل ممثل فى مسلسل كوميدى، وكذلك جائزة الكرة الذهبية 2003 لأفضل ممثل فى مسلسل كوميدى.
إشعاع متنوع
تنوعت مجالات الإبداع للمهاجرين اللبنانيين، ولا يمكن الحديث عنهم دون التطرق لمتعدد المواهب جبران خليل جبران (6 يناير 1883 – 10 أبريل 1931) وهو شاعر وكاتب وفيلسوف وعالم روحانيات، وفنان تشكيلى، ونحات. وقد ولد فى بلدة بشرى فى جبل لبنان، فى سوريا العثمانية ونشأ فقيرا، وهاجر فى صباه مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرس الأدب وليبدأ مسيرتهُ الأدبية، والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية، امتاز أسلوبه بالرومانسية ويعتبر من رموز عصر نهضة الأدب العربى الحديث، خصوصا فى الشعر النثرى، وكان عضوا فى رابطة القلم فى نيويورك، المعروفة حينها بِشعراء المهجر جنبا إلى جنب مع مؤلفين لبنانيين مثل: أمين الريحانى وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضى. واشتهر فى المهجر بكتابه «النبى» الذى صدر فى 1923.
تايكون المكسيك
ومن أشهر رجال الأعمال، نجد كارلوس سليم الحلو هو رجل أعمال عصامى محب للفنون ومحسن، ومن أغنى الأغنياء فى العالم ويصفونه بأنه تايكون المكسيك، من مواليد 28 يناير 1940 بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتى، وتنحدر عائلته من أصل لبنانى، يعمل فى مجال الاتصالات. وتصدر قائمة مجلة «فوربس» المالية الأمريكية لأغنياء العالم فى 2013 حيث بلغت ثروته 73 مليار دولار أمريكى.
وقت جائحة «كوفيد ـ19»، قام بمساعدة المكسيك والأرجنتين ولبنان، حيث تناقلت وسائل إعلام لاتينية وعالمية باهتمام خبرًا حول مؤسسة كارلوس سليم، المكسيكية التى جلبت لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد إلى أمريكا اللاتينية، وأعلن ذلك ألبرتو فرنانديز، رئيس الأرجنتين السابق. وأوضح الرئيس الأرجنتينى أن المؤسسة قدمت الدعم المالى للحصول على اللقاح من مختبر جامعة أوكسفورد الإنجليزية.
ومن المليارديرات أيضا قريبه ألفريدو حرب الحلو، وكذلك السويسرى من أصل لبنانى الراحل نيكولا حرب مؤسس شركة سواتش للساعات، وممن أقاموا فى سويسرا أيضا هو البرازيلى من أصل لبنانى وسورى الراحل جوزيف صفرا، الذى اعتبر أغنى رجل فى البرازيل وهو سليل عائلة صفرا اليهودية الشهيرة مالكة البنوك على غرار عائلة روتشيلد. وكذلك الشهير بمغامراته، رجل الأعمال الفرنسى البرازيلى اللبنانى كارلوس غصن.
وفى مجال القانون، من المشاهير أيضا من أصل لبنانى هى المحامية أمل علم الدين التى ولدت فى بيروت فى 3 فبراير 1978، لأب درزى وأم مسلمة سنية من لبنان. وعندما كانت فى الثانية من عمرها، غادرت عائلتها لبنان هربا من الحرب الأهلية ووصلوا إلى المملكة المتحدة، وتعرفت على النجم الأمريكى جورج كلونى عن طريق صديق مشترك وتزوجته فى 2014.
وفى مجال الموضة، نجد الاسم البراق إيلى صعب، هو أول لبنانى يتم قبوله فى الهيئة الحاكمة لصناعة الأزياء، غرفة نقابة الأزياء الراقية فى فرنسا، وقد ولد وعاش فى بيروت لأبوين لبنانيين مارونيين، واستهوته الخياطة منذ طفولته فى سن الثامنة، وتحول اهتمامه إلى الموضة، وعملت شقيقاته معه كعارضات أزياء، وكان يقص الموديلات من الصحف ويبحث فى خزانة والدته عن الأقمشة اللازمة لتنفيذها. وسافر للدراسة فى باريس لكنه قرر العودة لبلاده، ومن ورشته الرئيسية الموجودة فى لبنان أطلق ورش عمل إضافية فى ميلانو وباريس. وقد بدأ عمله فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضى، وتخصص فى تصميم فساتين الزفاف من الأقمشة باهظة الثمن، والدانتيل، والأحجار الكريمة، وكريستالات سواروفسكى، واللؤلؤ، ليستهدف الطبقات الثرية وينافس كبرى دور الأزياء العالمية، كما اقتحم مجال العطور أيضا وحقق نجاحا هائلا.