نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالا أكد أن أوروبا تعد من أكبر المتضررين من نتائج الانتخابات الأمريكية وفوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وذلك في ضوء تدهور الوضع الجيوسياسي داخل القارة الأوربية.
موضوعات مقترحة
وأوضحت فورين بوليسي أن أوروبا باتت تدرك الآن ما قد تتعرض له من منافسة اقتصادية شرسة -وربما حرب تجارية- وشروط صارمة، على أفضل تقدير، على استمرار المساهمات الأمريكية في أمن أوروبا ودفاعها، ولذلك عقدت المفوضية الأوروبية عدة اجتماعات خلال العام الماضي للتحضير لمثل هذه السيناريوهات.
وتم وُضع إجراءات في حال قامت إدارة ترامب بزيادة التعريفات الجمركية على السلع الأوربية، فعلى سبيل المثال اختارت أوربا قيادات قوية؛ شملت تعيين مارك روته أمينا عاما لحلف شمال الأطلسي الناتو، بعد أن نجح في العمل مع ترامب بشكل مقبول خلال توليه منصب رئيس وزراء هولندا. فالأمل أصبح معقودا بشكل واضح على روته في أن يتمكن من الحفاظ على مشاركة الولايات المتحدة في الناتو كحليف شبه موثوق.
ورأت المجلة الأمريكية أنه رغم هذه الاستعدادات، فإن أوربا ليست جاهزة تماما للتعامل مع ترامب خلال ولايته الثانية،إذ تغير العالم بشكل جذري منذ فوز ترامب بولايته الأولى في عام 2016، على نحو غير ملائم لأوروبا، بعد أن أصبحت محاطة بحربين، في أوكرانيا وفي منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت المجلة إلى أن النظام متعدد الأطراف القائم على القواعد بات في حالة انهيار، ولا يستطيع الأوروبيون وحدهم دعمه. في الوقت ذاته، تتسيد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين كل شيء، مما يضع أوروبا في موقف ضاغط بين الطرفين.
واختتمت / فورين بوليسي/ أن أوربا لن تتمكن وحدها من حماية نفسها إلا عندما تكون قوية ومتحدة في الدفاع عن مواقف مشتركة. فخلال الصدمات السابقة (كأزمة فيروس كوفيد-19 وأزمة اليورو والحرب في أوكرانيا)، استطاع الأعضاء السبعة والعشرون للاتحاد الأوروبي تجاوز خلافاتهم للدفاع عن المصلحة المشتركة. وستحتاج أوروبا إلى مثل هذا العزم بشكل أكبر بكثير خلال السنوات المقبلة.