- مجلس الشيوخ يثبت الفائز فى «المجمع الانتخابي» وليس الفائز فى التصويت الشعبي
موضوعات مقترحة
- ترامب ينتظر حكما قضائيا فى 26 فبراير وهذا قد يحوله لأول رئيس يحكم من خلف القضبان
تعيش الولايات المتحدة، حالة من «الشك وعدم اليقين»، بشأن معرفة الرئيس الأمريكى الفائز فى يوم الثلاثاء 5 نوفمبر القادم ليس فقط بسبب «الانقسام الحاد» بين الجمهوريين والديمقراطيين، بل لتقارب المعسكرين بشكل غير مسبوق، فجميع استطلاعات الرأى تؤكد التقارب الشديد بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهورى دونالد ترامب، التى لا تزيد فى أحسن الأحوال على 2 %، وهى نسبة تقع ضمن هامش الخطأ.
ويزيد من حالة الشك وعدم اليقين، رفض الرئيس السابق دونالد ترامب الإعلان أنه سيقبل النتيجة التى سيعلنها «المجمع الانتخابي»، ويقول دائماً إنه سوف يقبل النتيجة فقط لو كانت الانتخابات صحيحة و»غير مزورة»، وهو ما يفتح الباب لتكرار سيناريو 2020 عندما قال ترامب إن الديمقراطيين سرقوا الانتخابات، ولا يزال هو ونحو 70 ٪ من الجمهوريين يرددون هذه السردية.
يضاعف من حالة الشك وعدم اليقين فى الانتخابات القادمة المخاوف، بشأن استخدام "العنف" حال عدم فوز مرشح من المرشحين بطريقة واضحة وبنسب عالية، ولهذا استعد الحزبان الجمهورى والديمقراطى بقائمة طويلة من المحامين، فى مختلف الولايات استعداداً لمعارك قانونية على غرار معركة فلوريدا الشهيرة بين جورج بوش الابن وآل جور عام 2000، ومعركة ولاية جورجيا بين بايدن وترامب فى انتخابات 2020.
ليس هذا فقط، فكلا الحزبين يستعد لاتخاذ "إجراءات مضادة" حال إعلان أى فريق أنه الفائز قبل أن يعلن "المجمع الانتخابي" النتيجة النهائية التى ينبغى أن تكون واضحة فجر يوم الأربعاء 6 نوفمبر القادم، ولهذا قالت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إن فريقها مستعد لتحدى دونالد ترامب إذا حاول إعلان فوزه قبل الأوان فى الانتخابات المقررة فى 5 نوفمبر المقبل، وقالت إن الديمقراطيين لديهم الموارد والخبرة إذا حاول ترامب تخريب الانتخابات، واتهمت ترامب بمحاولة التراجع عن انتخابات حرة ونزيهة، والذى لا يزال ينكر إرادة الشعب، والذى حرض حشدا عنيفا على مهاجمة مبنى الكابيتول الأمريكي، وتعرض نحو 140 من ضباط إنفاذ القانون للهجوم، بعضهم قتلوا فى 6 يناير 2021.
المجمع الانتخابي
يعد النظام الانتخابى الأمريكى "الأكثر تعقيداً" فى العالم، ويمر بمراحل كثيرة لوصول المرشح الى البيت الأبيض، حيث يتوجب على المرشح أن يجتاز الانتخابات التمهيدية فى الحزب الذى ينتمى إليه، حيث تجرى الانتخابات التمهيدية، وبعدها يجتمع كل حزب من أجل تثبيت مرشحه فى المؤتمر العام للحزب، ويشارك فى مؤتمر الحزب الديمقراطى نحو 4051 مندوبا، ويحتاج المرشح عن الديمقراطيين إلى نحو أصوات 2026 مندوبا كى يحصل على الترشيح الرسمى للحزب، فى حين يشارك فى مؤتمر الحزب الجمهورى 2477 مندوبا، ويحتاج المرشح الفائز لدخول البيت الأبيض إلى 270 صوتا "النصف + 1" من مجمل أصوات أعضاء المجمع الذى يتشكل من 538 صوتاً، يعادلون 435 مقعداً فى مجلس النواب، و100 مقعد فى مجلس الشيوخ، و3 مقاعد للعاصمة الفيدرالية واشنطن، وقد يفوز مرشح فى "التصويت الشعبي"، بمعنى يحصل على أعلى الأصوات، بينما لا يفوز فى المجمع الانتخابى كما حدث عام 2016 عندما فازت هيلارى كلينتون فى "التصويت الشعبي"، بينما فاز ترامب فى المجمع الانتخابي، ويؤخذ بالتصويت داخل "المجمع الانتخابي" وليس" التصويت الشعبي"، لأنه النظام الانتخابى الأمريكى يقول بوضوح، إن الفائز فى أى ولاية يحصل على جميع أصوات هذه الولاية.
وتمتلك كل ولاية عددا من أصوات المجمع الانتخابي، يعتمد جزئيا على عدد سكانها، ويبلغ إجمالى هذه الأصوات 538 صوتا، وبالتالى فإن الفائز هو المرشح الذى يفوز بـ 270 صوتا أو أكثر، وأكبر ولاية لها أصوات فى المجمع الانتخابى هى ولاية كاليفورنيا التى لها 59 صوتا، وأقل ولاية هى "يوتا" التى لها صوتان فقط، وهذا يعنى أن الناخبين يقررون الانتخابات على مستوى الولاية بدلاً من الانتخابات الوطنية، ولهذا السبب من الممكن أن يفوز المرشح بأكبر عدد من الأصوات على المستوى الوطنى - كما فعلت هيلارى كلينتون فى العام 2016 - ولكن لا يفوز فى المجمع الانتخابي، وتطبق جميع الولايات نظام أن الفائز يحصل على جميع أصوات المجمع الانتخابي.
وهناك نوعان من المندوبين فى الانتخابات الأمريكية، هما مندوبو كل حزب الذين يختارون مرشحه لتمثيله فى الانتخابات التمهيدية، ومندوبون يختارون رئيس الجمهورية من بين مرشحى الأحزاب المتنافسة، ويمكن لأى مواطن أمريكى يحظى بتأييد سكان الولاية التى يقيم فيها أن يصبح مندوبا، ويتم تعيينه من قبل قيادة الحزب فى كل ولاية، وعادة يكون هؤلاء من أعضاء الكونجرس أو من العسكريين المتقاعدين أو المشاهير، ويشارك مندوبو الحزب من كل ولاية أمريكية فى المؤتمر العام للحزب، ويرجع لقيادة الحزب فى الولايات أن تحدد كيفية اختيار المندوبين للمشاركة فى المؤتمر العام للحزب، ويجلس مندوبو كل ولاية معا بجوار بعضهم البعض فى المؤتمر العام للحزب، ويحملون لافتات عليها اسم مرشح الحزب الذى يتمتع بتأييدهم، ويقوم وفد كل ولاية باختيار مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية رسميا.
رحلة طويلة للبيت الأبيض
سوف تجرى الانتخابات يوم الثلاثاء 5 نوفمبر، وجميع الانتخابات الأمريكية تجرى يوم الثلاثاء لأن يومى السبت والأحد عطلة رسمية فى الولايات المتحدة، ويوم الإثنين لا يضمن مشاركة نسبة كبيرة نظراً لأن الناخبين يكونوا عائدين من العطلة الأسبوعية، وهناك توقعات بأن ينتظر الأمريكيون والعالم لما بعد يوم 6 نوفمبر لمعرفة النتيجة خصوصاً إذا كانت النتائج متقاربة، وكان التصويت عبر البريد عاملا مؤثرا.
رئيس خلف السجون
وهذا العام، هناك عامل إضافى لعدم الاستقرار، حيث من المقرر فى 26 نوفمبر أن يصدر حكم بحق ترامب، أول رئيس أمريكى حالى أو سابق يدان بارتكاب جريمة، فى قضية دفع أموال فى مانهاتن، وكان من المقرر فى الأصل إصدار الحكم فى 18 سبتمبر، وحال صدور حكم نهائى بحبس ترامب هناك جدل قانوني، هل يحكم ترامب من خلف السجون أم يتم تأجيل السجن الى ما بعد نهاية ولايته؟
وفى 17 ديسمبر يجتمع أعضاء "المجمع الانتخابي" كل فى ولايته أو فى العاصمة واشنطن لاختيار الرئيس ونائبه، وفي25 ديسمبر يتلقى رئيس مجلس الشيوخ ومدير إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية أصوات المجمع الانتخابى على أن يرأس رئيس مجلس الشيوخ "نائب الرئيس"، وهو منصب هاريس فى الوقت الحالى فى 6 يناير 2025، لعد أصوات "المجمع الإنتخابي"ويعلن النتائج ويحدد من تم انتخابه، وقبل فرز الأصوات فى السادس من يناير 2021، انتقد ترامب نائبه مايك بنس لرفضه محاولة منع الكونجرس من التصديق على فوز بايدن، وبسبب ذلك أقر الكونجرس قانون إصلاح فرز الأصوات، وتحسين الانتقال الرئاسى لعام 2022، والذى يتطلب موافقة 20 ٪ من أعضاء مجلس النواب والشيوخ للنظر فى الطعن على نتائج الولاية، وهو اشتراط أعلى بكثير مما كان موجودا من قبل، عندما كان يمكن لأى مشرع من الغرفتين إثارة الطعن بمفرده، وكل ذلك من أجل الخطوة النهائية وهى دخول الرئيس للبيت الأبيض ويبدأ ولايته فى 20 يناير 2025، وهو ما يعنى أن الفترة الانتقالية تستمر شهرين ونصف الشهر من يوم 5 نوفمبر 2024 وحتى 20 يناير 2025، لكن خلال هذه الفترة يكون للولايات المتحدة "رئيس واحد" وهو الرئيس الحالى وليس الرئيس المنتخب، ومن حقه دستورياً القيام بكل مسئولياته وواجباته خلال هذه الفترة الانتقالية.
انتخابات أخرى
ورغم أن كل الاهتمام ينصب على من سيفوز بالرئاسة، لكن الناخبين سيختارون أيضاً أعضاء الكونجرس من مجلسى النواب والشيوخ، وسيكون التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدا، فى حين أن 33 مقعدا فقط من مقاعد مجلس الشيوخ متاحة للتنافس عليها فى الانتخابات، لأنه تجرى انتخابات على جميع مقاعد مجلس النواب الذى يستمر لعامين فقط، بينما عضوية مجلس الشيوخ تستمر 6 سنوات، كل عامين يتم انتخاب 33 ٪ من أعضائه، وفى الوقت الحالى يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب، بينما يسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ، ويتولى المجلسان التقديم والتصويت على التشريعات، ويمكن اعتبار المجلسين بمثابة المرجح لخطط البيت الأبيض إذا اختلف الطرف المسيطر فى أى من المجلسين مع الرئيس.