الهدف من المهرجان هو مشاركة السينما بشكل حقيقى وعلى نطاق واسع
موضوعات مقترحة
تستضيف مدينة نامور عاصمة إقليم والونيا الناطق بالفرنسية، سنويا المهرجان واختصار اسمه «فيف نامور»، وهو متخصص فى السينما الفرانكوفونية الناطقة بالفرنسية كما أنه يفتح المجال لأفلام أخرى، وهو من أشهر المهرجانات السينمائية العالمية التى تهتم بالسينما العربية والإفريقية وعلاقة دول الشمال والجنوب، كما يركز على الجوانب الإنسانية ويقدم رسالة لإثراء الحوار فى العالم.
أقيم المهرجان الدولى التاسع والثلاثون للأفلام الفرانكفونية فى نامور (بلجيكا)، وافتتح واختتم المهرجان بالأجواء الأسرية، من خلال فيلم «فى الضجة» للمخرج الفرنسى إيمانويل كورول، الذى عرض فى مهرجان كان السينمائى الدولى، وفاز فى مهرجان سان سيباستيان السينمائى الدولى فى إسبانيا أخيرا، حول قائد الأوركسترا الشهير تيبو الذى يعانى من مرض سرطان الدم ويحتاج إلى متبرع بنخاع العظم. وعندما يعلم أنه ابن متبنى، يجد أخا أكبر سنا له، وهو عازف موسيقى وعامل فى مصنع، مما يساعد على لم شملهما فى رحلة موسيقية أخوية وسط إغلاق مصنع المدينة.واختتم المهرجان بفيلم فرنسى آخر وهو «عندما يأتى الخريف» للمخرج الفرنسى فرانسوا أوزون، وفكرته اجتماعية أيضا حول ميشيل، السيدة المتقاعدة التى تعيش فى قرية فى بورجوندى، وتشارك حياتها اليومية مع صديقتها القديمة مارى - كلود وفى زراعة حديقتها النباتية، لكن تتحول الزيارة السريعة لابنتها فاليرى، التى جاءت لإيصال ابنها لوكا، حتى يتمكن من قضاء العطلة المدرسية مع جدته، إلى مأساة عندما تصاب فاليرى بالتسمم جراء نوع خطير من نبات الفطر، الذى طبخته والدتها! وتتوتر العلاقات المتوترة بالفعل بين الأم وابنتها، وتنهار وتغادر فاليرى على الفور إلى باريس مع ابنها، وتلوم مارى-كلود نفسها، لأنها رافقت ميشيل إلى الغابة لكنها لم تتحقق من كل الفطر، ومع ذلك، فهى منشغلة بالفعل بالإفراج المبكر عن ابنها فانسان، المحكوم عليه بالسجن بتهمة تهريب، وتخشى سقوطه مجددا فى براثن الجريمة!
ووفاء لهدفه المتمثل فى «مشاركة السينما بشكل حقيقى على نطاق واسع»، قدم سابقا ويقدم حاليا مهرجان نامور نحو مائة فيلم من أرجاء العالم للدول الناطقة بالفرنسية، والتى تضم 88 دولة وحكومة حول العالم، من بلدان متنوعة مثل فرنسا ولوكسمبورج وكيبيك وبلغاريا ورومانيا وسويسرا ومصر واليونان ولبنان والمغرب وتونس وبوركينا فاسو والكاميرون والكونغو وكوت ديفوار وغينيا ومالى والنيجر ورواندا والسنغال وكمبوديا ولاوس وفيتنام وهايتى وبلجيكا.
وعلى مر السنين، أصبح المهرجان حدثا لا يمكن تفويته بالنسبة للسينما فى العالم الناطق بالفرنسية، حيث يستقبل جمهورا متزايدا ومئات المهنيين من الفن السابع، سواء فى دور السينما أم فى الاجتماعات وورش العمل، كما تتم تنظيم رحلات داخلية للتعرف على جمال الطبيعة فى الريف الأوروبى المعروف بجماله، خصوصا مع تغير ألوان الشجر فى فصل الخريف.
تونس المتوجة
الأفلام المنافسة فى المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة غالبيتها من إنتاج مشترك لإثراء الثقافة وتقديم أكبر دعم للعمل:
«حب الخسارة» من إنتاج بلجيكا
«ديدي» من إنتاج مشترك من رواندا وسويسرا وفرنسا.
«ديسكو أفريكا: قصة مدغشقرية» من إنتاج مشترك من مدغشقر وفرنسا وألمانيا وموريشيوس وجنوب إفريقيا.
«فوجا» من إنتاج مشترك من بلجيكا وهولندا وفرنسا وبيرو.
«أطفالهم من بعدهم» من إنتاج فرنسا.
«الذرارى الحمر» من إنتاج مشترك من تونس وبلجيكا وفرنسا.
«لوسى جريزلى صوفى» من انتاج كيبيك بكندا.
«الكوكب باء» من إنتاج مشترك من فرنسا وبلجيكا.
«أغلى البضائع» من إنتاج مشترك من فرنسا وبلجيكا».
«الجدار الرابع» من انتاج مشترك من فرنسا ولوكسمبورج وبلجيكا.
«الإنقاذ» من انتاج مشترك من سويسرا وفرنسا وبلجيكا.
«القديس السابق» من انتاج مشترك من فرنسا وبلجيك.
وفاز بجدارة «الذرارى الحمر» أو «الأطفال الحمر» للمخرج التونسى الفرنسى لطفى عاشور بالجائزة الذهبية «بايار دور» لأفضل فيلم.كما فاز بجائزة أفضل تصوير للمصور السينمائى البولندى فويتشيك ستارون.
وتدور أحداثه فى منطقة جبل مغيلة، منطقة فقيرة للغاية ومعزولة فى شمال غرب تونس.فى نوفمبر 2015 عندما يهاجم الإرهابيون راعيين صغيرين ويقطعون رأس أحدهما، يضطر أشرف، البالغ من العمر 13 عاماً إلى إحضار الرأس المقطوع لابن عمه نزار إلى العائلة كرسالة مروعة، ويكتشف أشرف، مصدومًا ويحاول ألا يفقد عقله، أن شبح ابن عمه يلاحقه، ويبدو أنه مصمم على مرافقته فى حداده، ولكن بمجرد مواجهته لعجز كبار السن الذين تخلت عنهم السلطات، يجد أشرف نفسه ممزقًا بين رغبته فى الاحتفاظ بنزار لفترة أطول قليلا وواجبه فى إرشاد رجال العائلة إلى الجبل لمساعدتهم على استعادة جثته وبين تكريمها بالدفن.الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية وترتكز بقوة على سياق اجتماعى لا يرحم، ويعد بمثابة غوص يشبه الحلم فى نفسية الطفل الجريحة وقدرته المذهلة على التغلب على الصدمات.
وفاز فيلم تونسى ثان بجائزة بايار لأفضل عمل أول «من أين أتينا؟» أو «ماء العين» للمخرجة التونسية الكندية مريم جعبر ومن إنتاج مشترك من تونس وكيبيك فى كندا وفرنسا وبالتعاون مع النرويج وقطر والسعودية، ويشارك فى بطولة الفيلم صالحة نصراوى بدور عائشة، وهى أم تونسية صاحبة رؤى فى المنام، تعيش فى مزرعة ريفية مع زوجها إبراهيم وثلاثة أبناء، ثم تنقلب حياة عائشة وإبراهيم رأسا على عقب تماما بعد رحيل ابنيهما الكبيرين مهدى وأمين، إلى أحضان الحرب العنيفة، ويعود ابنها من القتال فى سوريا معه امرأة غامضة، بالتزامن مع سلسلة غريبة من الاختفاءات من القرية! وبدأت فكرة تنفيذ الفيلم منذ 2017 بطريقة غير متوقعة برحلة برية عبر شمال تونس وسط مناظر طبيعية مختلفة، تم اكتشاف أنه فى هذه المنطقة، خصوصا بعد الثورة التونسية، غادر عدد كبير من الرجال إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم»داعش» الإرهابى من أجل المشاركة فى حرب بعيدة عن وطنهم، وهى صدمة وحسرة وعار وارتباك هائل يشعر به الآباء عندما يقوم ابنهم بمثل هذه التصرفات المتطرفة والعنيفة! وقدمت المخرجة فيلما قصيرا عن الأحداث بعنوان «الأخوية «فى 2018، ثم أكملت نفس القصة فى «ماء العين» وأثناء التصوير، كان اهتمام المخرجة منصبا على الشخصيات النسائية داخل العائلة مثل الأم والزوجة السورية التى أحضرها الابن إلى المنزل، وذلك بدافع التعمق فى وجهة النظر الأنثوية ودراسة موضوعات الأمومة والإيذاء الذى تتعرض له المرأة.
أهم الجوائز
فازت الممثلة البلجيكية ماريا كافالييه - بازان بجائزة بايار الفخرية لأفضل تمثيل عن دورها فى فيلم «حب الخسارة» من إنتاج بلجيكى.
وفاز بجائزة لجنة تحكيم بايار الخاصة الفيلم الفرنسى «أولادهم من بعدهم» من إخراج الأخوين الفرنسيين من أصل جزائرى لودوفيك بوخرمة وزوران بوخرمة.
وفاز بجائزة بايار لأفضل سيناريو جان د-كلود جرومبرج وميشيل هازانافيسيوس، عن الفيلم الفرنسى البلجيكى «أغلى البضائع».
وفى مسابقة الأفلام القصيرة، فاز بجائزة أفضل تصوير المصور السينمائى المغربى أكرم كبيشى عن فيلم «أرض الله».
وبالنسبة لجائزة أنييس فهى جائزة لخيال المساواة، وفاز بها فيلم «ديدى» من إخراج فرانسوا جزافييه ديستورس وجايل كاميليندى، ومن إنتاج مشترك من رواندا وسويسرا وفرنسا.