Close ad

استمرار المساعدات الإماراتية لغزة منذ بداية الحرب.. ومصر تسهل الصعوبات

5-11-2024 | 16:00
استمرار المساعدات الإماراتية لغزة منذ بداية الحرب ومصر تسهل الصعوباتالمساعدات الإماراتية لغزة.. ومصر تسهل الصعوبات

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، بدأت الإمارات إرسال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية الغذائية والإغاثية والطبية إلى القطاع المنكوب، عبر مصر التي تتشارك الحدود مع الأراضي الفلسطينية، وبالتنسيق مع السلطات المصرية واستثماراً لعلاقتها مع السلطة الفلسطينية.

موضوعات مقترحة


وطوال عام كامل تعاونت الإمارات مع مصر في إدخال المساعدات عبر معبر رفح بعد وصولها إلى ميناء العريش بمحافظة شمال سيناء المصرية، إلى جانب إقامة مستشفى عائم أمام السواحل المصرية، والمشاركة في عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، فضلاً عن نقل المصابين والمرضى الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، ومنها إلى الإمارات لتلقي العلاج.


وبعد مرور أكثر من عام على الحرب التي خلفت دماراً لا نظير له في البنية التحتية لغزة ومرافقها الصحية، وعطّلت، أو تكاد، معظم الجهود الإغاثية، تواصل الإمارات عبر مبادراتها الإنسانية الشاملة، بذل كل الجهود لمساندة الأهالي في القطاع، والتخفيف من المعاناة اليومية والمصاعب الشديدة التي يتكبدونها لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية من مياه وغذاء واستشفاء.

 


تأتي هذه المساعدات بالتزامن مع دعم أبو ظبي المطالب العربية والإقليمية والدولية والأممية المستمرة، بوقف الحرب وعودة النازحين فوراً.


53 عملية إسقاط جوي للمساعدات
وفي ظل تضاؤل دخول المساعدات الدولية براً إلى القطاع، خلال الأشهر الماضية، بعد سيطرة إسرائيل على معبري رفح وفيلادلفيا على الحدود مع مصر، نجحت عملية "طيور الخير" التي أطلقتها الإمارات لإسقاط المساعدات عن طريق الجو إلى أبناء غزة؛ خاصة في المناطق التي يتعذر وصول المساعدات إليها براً، في تنفيذ عملية الإسقاط الـ 52 للمساعدات الغذائية والإغاثية للأهالي في القطاع بإجمالي 81 طناً، والإسقاط الـ 53 للمساعدات بواقع 80 طناً، ليبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية التي تم إسقاطها من سماء غزة منذ اندلاع الحرب 3623 طناً. 


وحققت عملية "الفارس الشهم 3" على مدى عام كامل، نجاحات نوعية على الغرم من صعوبات وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، إذ نجحت في إيصال 104 قوافل إغاثية تحمل أكثر من 20 ألف طن من المساعدات الإنسانية العاجلة، إلى جانب تسيير 4 سفن مساعدات بحراً حملت 18 ألفاً و530 طناً من الاحتياجات الإغاثية الأساسية التي شملت المواد الغذائية والخيام المقاومة للمياه والحرائق، بالإضافة إلى الملابس والأدوية اللازمة للعائلات النازحة في قطاع غزة، كما تم تنفيذ 259 رحلة جوية حملت 5 آلاف و340 طناً من المساعدات.

 


تأمين المياه
ولأن الماء هو عصب الحياة، ركّزت المبادرات الإماراتية في قطاع غزة على إعادة تأهيل شبكات تمديد المياه في عدد من المناطق، بما يمكّن الأهالي والنازحين من الحصول على مياه نظيفة في القطاع الذي لا تتجاوز فيه حصة الفرد اليومية من المياه ليتراً واحداً في مقابل المعدّل العالمي البالغ 15 لتراً.


وفي أغسطس الماضي، أبرمت عملية "الفارس الشهم 3"، مذكرة تفاهم مع بلدية غزة، لتمويل مشروع إغاثي عاجل لإيصال المياه إلى المناطق المنكوبة التي تكدس فيها النازحون والسكان، والتصدي لتلوث منظومة المياه وتوفير بيئة صحية عبر إصلاح خطوط المياه وصيانة جزء من شبكات توصيل المياه في العديد من مناطق شمال القطاع.


يأتي هذا التعاون مع بلدية غزة لتسهيل وصول المياه إلى السكان والحد من المصاعب التي يتكبدونها يومياً في الحصول عليها، ضمن الجهود الإماراتية لإيجاد الحلول الإنسانية العاجلة، وصيانة وإعادة تشغيل آبار وخزانات المياه في شمال قطاع غزة، بعد الضرر الشامل الذي أصاب أكثرها.

 


إصلاح خطوط المياه
وفي يوليو الماضي، تم توقيع مذكرة تفاهم مع بلدية مدينة خان يونس تموّل من خلالها عملية "الفارس الشهم 3" إصلاح خطوط المياه وإجراء صيانة طارئة لشبكات المياه في مختلف مناطق المدينة، للتخفيف من معاناة المواطنين، وتمكين بلدية خان يونس من توفير خدمات البنية التحتية بالمتاح لديها من قدرات.


وعملت الإمارات من خلال المذكرة من أجل إيجاد الحلول الإنسانية العاجلة لبلدية خان يونس، وتمويل جهود إعادة تشغيل آبار المياه وخزانات المياه في المدينة بعد تضرر عدد كبير منها، بعد أن بلغت نسبة أضرار شبكات المياه الرئيسية حوالي 70%، بالإضافة لتدمير 25 بئرا بشكل كلي و12 بئرا بشكل جزئي، ما وصل بأزمة المياه في المدينة خلال الأشهر الماضية إلى مستويات حرجة غير مسبوقة.


وتضمّنت الجهود الإماراتية المساهمة في إصلاح غواطس المياه في المدينة، وتوفير المواد اللازمة لتمديد شبكات المياه الخارجية وتأمين براميل مياه لوضعها في نقاط التعبئة المركزية، فضلاً عن توفير الوقود المطلوب لرفع المياه وضخها، سعياً لتوصيل المياه لأماكن تواجد السكان والنازحين الذين تغص بهم خان يونس والذين وصل عددهم إلى حوالي 900 ألف إنسان.


وتعمل الإمارات على تخفيف الأعباء عن بلدية خان يونس وتجنيب الأهالي الكوارث الصحية وتحسين الوضع البيئي وتمكينها من تقديم الخدمات للسكان والنازحين بعد تضرر شبكات المياه نتيجة التدمير والاجتياح البري للمدينة.


محطات لضخ المياه النظيفة
وتشغّل الإمارات 6 محطات لتحلية المياه في مدينة رفح المصرية، بطاقة إجمالية تبلغ 1.2 مليون جالون يومياً يتم ضخها إلى قطاع غزة، ويستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة بإجمالي 130 مليون جالون حتى الآن.


وتسهم الإمارات، عبر عملية "الفارس الشهم 3"، في تقديم المياه لآلاف النازحين بشكل يومي، للحد من معاناة الأهالي وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

 


علاج الأطفال ومرضى السرطان
ومع الضرر الواسع الذي أصاب المنظومة الطبية والصحية، شكّل استمرار مبادرة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، لعلاج 1000 طفل من قطاع غزة و1000 مصاب بالسرطان في المستشفيات الإماراتية، واستضافتهم مع مرافقيهم في مدينة الإمارات الإنسانية، شريان حياة للكثيرين ممن لا يجدون العلاج والدواء والعمليات الجراحية المنقذة للحياة داخل القطاع.


وتواصلت عمليات إجلاء المرضى والجرحى من الأطفال، وشهد سبتمبر الماضي، إجلاء 350 من الأطفال ومرضى السرطان من غزة باتجاه مدينة الإمارات الإنسانية في أبو ظبي، وبلغ العدد الإجمالي للأطفال الجرحى الذين تم استقبالهم في الإمارات 1917 طفلاً ومرافقاً ومصاباً. 


تأهيل مجمع ناصر الطبي
وعلى مستوى الرعاية الصحية، وإلى جانب الخدمات الطبية المقدمة لسكان قطاع غزة من خلال المستشفى الميداني الإماراتي بمدينة رفح، أعلنت الإمارات في أبريل الماضي، وضمن عملية "الفارس الشهم 3" عزمها إعادة تأهيل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس الذي شهد دماراً كبيراً، وتوقف كادره الطبي وأقسامه الاستشفائية والجراحية عن العمل بعد تخريب واسع طال معداته وتجهيزاته.


وتسعى المبادرة الإماراتية إلى تأهيل مجمع ناصر الطبي، نظراً لموقعه الحيوي في خدمة أهالي جنوب قطاع غزة الذي أصبح يكتظ بحوالي 1.5 مليون نسمة من السكان والنازحين.


وتعمل المبادرة على دعم المستشفى كي يكون جاهزاً للعودة إلى العمل واستقبال المرضى والمصابين وتقديم الخدمات العلاجية والصحية للأهالي، بعد تقييم احتياجات المستشفى، لتزويده بالتجهيزات المطلوبة.


المستشفى الإماراتي العائم
وكانت الإمارات سيّرت المستشفى الإماراتي العائم في ميناء العريش بمحافظة شمال سيناء المصرية، بهدف توفير الخدمات العلاجية والدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين من المرضى والجرحى الذين كان يتم إجلاؤهم إلى مصر من قطاع غزة عبر معبر رفح، قبل تدمير واحتلال الجانب الفلسطيني من المعبر الأهم في جنوب القطاع.


ويتولى تشغيل المستشفى العائم الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع دائرة الصحة في أبو ظبي ومجموعة موانئ أبو ظبي وتبلغ سعته 100 سرير ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبراً وصيدلية ومستودعات طبية، طاقم طبي وإداري يضم 100 من الكوادر من مختلف التخصصات بما فيها التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى الممرضين والمساعدين.


المستشفى الميداني الإماراتي
وسبق أن دشنت الإمارات ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، وبعد أقل من شهرين على اندلاع الحرب على غزة، المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح، في ديسمبر 2023، بسعة تبلغ 200 سرير.


ويضم المستشفى غرفاً للعمليات الجراحية مجهزة لإجراء مختلف أنواع الجراحات، ومنها الجراحة العامة، والجراحات الخاصة بالأطفال، وجراحات الأوعية الدموية، وغرفاً للعناية المركزة للبالغين والأطفال، وقسماً للتخدير، وعيادات تخصصية، تشمل الباطنة، والأسنان والعظام والطب النفسي، وطب الأسرة، وطب الأطفال، وطب النساء، إلى جانب الخدمات الطبية المساندة.


حملة التطعيم الدولية 
وتوّجت الجهود الإماراتية الدعمة لأهالي غزة طبياً وصحياً، خاصة الأطفال، بقرار الرئيس الإماراتي بتقديم 5 ملايين دولار للحملة الدولية لتطعيم مئات الآلاف من أطفال غزة ضد شلل الأطفال. 


ونجحت المرحلة الأولى من الحملة في تطعيم أكثر من 560 ألف طفل في قطاع غزة، وشاركت الإمارات في جهود الحملة إلى جانب كلٍ من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". 


دعم إماراتي مستمر
ومع استمرار الحرب على القطاع والويلات التي تجرّها على الفلسطينيين، تواصل الإمارات وعبر مختلف مبادراتها الإغاثية والإنسانية، الوقوف إلى جانب أهالي غزة وتخفيف معاناتهم ودعم بقائهم في أرضهم إلى أن تضع الحرب أوزارها وتعود الحياة في غزة إلى طبيعتها.              

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة