نجحت محافظة الفيوم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال التوازن البيئي، الذي يعيد أصنافا من الأسماك لمياه بحيرة قارون بالفيوم.
موضوعات مقترحة
ويمثل المنتدى الحضري العالمي الذي يعقد في دورته الثانية عشرة في القاهرة، فرصة لمزيد من تسليط الضوء على جهد الدولة المصرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بمدنها وقراها، حيث تعد محافظة الفيوم، واحدة من أيقونات تطبيق أهداف التنمية المستدامة.
وشهدت بحيرة قارون بالمحافظة، والتي تعتبر أهم مسطح مائي على مستوى المحافظة، خلال الفترة الأخيرة، خطوات إيجابية نحو انخفاض معدلات التلوث بمياهها، وهو ما انعكس على عودة بعض أصناف الأسماك للعيش فيها من جديد مثل الجمبري، بعد أن ظلت البحيرة تعاني من التلوث في أعقاب ثورة 2011م، ولعدة سنوات، بسبب الإهمال.
المنتدى الحضري العالمي.. التوازن البيئي يعيد إلى بحيرة قارون في الفيوم مكانتها
هجرة الصيادين
وقد هجر نحو 5 آلاف صياد كانوا يعملون على الصيد بالبحيرة، قراهم للبحث عن لقمة العيش في مناطق أخرى، مثل أسوان، ومنطقة السد العالي، خلال سنوات غياب الثروة السمكية عن البحيرة، وترك بعض الصيادين عملهم بالصيد، بسبب اختفاء الأسماك من البحيرة.
جهود تحسين حالة مياه البحيرة
وقد بذلت أجهزة الدولة، جهودا كبيرة، على مدار السنوات الماضية، ضمن أهداف المنتدى الحضري العالمي، لتحسين حالة مياه البحيرة، التي كانت تعاني من ارتفاع كبير في نسبة الملوحة، والتلوث، بسبب صرف عدد من القرى الواقعة على ضفاف البحيرة، مياه الصرف الصحي فيها، مما نقل إليها طفيل الأيزبودا، والذي تسبب في نفوق كميات كبيرة من الأسماك، وقضى على الحياة المائية بها.
المنتدى الحضري العالمي.. التوازن البيئي يعيد إلى بحيرة قارون في الفيوم مكانتها
عودة الأسماك لبحيرة قارون
تقول الدكتورة نسرين عز الدين، الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مستشار محافظ الفيوم لشئون الثروة السمكية، أن تحسن المياه، ساعد في الإعداد لإنزال دفعات جديدة من زريعة الأسماك المختلفة والقشريات تشمل "البلطى النيلي، وزريعة وأمهات الموسي، وثعابين السمك "الحنشان"، فضلًا عن يرقات الجمبري"، مع دراسة إمكانية إنزال زريعة أسماك العائلة البورية، في إطار إعادة التوازن البيئي للبحيرة نسبيًا، لافتة إلى أن ما تم تطبيقه من تجارب على مياه بحيرة قارون، أثمر بالقضاء على أنواع من طفيل الإيزبودا التي كانت منتشرة بالبحيرة منذ سنوات، مع انحسار مشهود في معدلات تواجده وأنواعه، إضافة لتقليل نسبة الملوحة بالبحيرة.
المنتدى الحضري العالمي.. التوازن البيئي يعيد إلى بحيرة قارون في الفيوم مكانتها
استخدام الطرق الحديثة للصيد
وتؤكد مستشار المحافظ، ضرورة توعية الصيادين بأهمية استخدام طرق الصيد الحديثة، للحفاظ على الثروة السمكية بالبحيرة، التي تعد أحد أهم مصادر الدخل للمحافظة، مشيرةً إلى أنه فور السماح بالصيد ببحيرة قارون خلال المواعيد المقررة، ستقوم اللجنة الميدانية بإجراء الإحصائيات، لتقدير وتقييم العائد والمردود من عملية إنزال الجمبرى بالبحيرة.
المنتدى الحضري العالمي.. التوازن البيئي يعيد إلى بحيرة قارون في الفيوم مكانتها
ويكشف الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، أن البحيرة شهدت تحسنًا ملحوظًا وتعافيًا كبيرًا لخصائصها المائية، بسبب الجهود التي تمت خلال السنوات الخمسة الماضية، بتنفيذ العديد من مشروعات الصرف الصحي للقرى المتاخمة لبحيرة قارون.
المنتدى الحضري العالمي.. التوازن البيئي يعيد إلى بحيرة قارون في الفيوم مكانتها
تعميق المجاري المائية وتقليل ملوحة المياه
ويضيف، أجريت العديد من التدخلات بالتنسيق مع كل الأجهزة المعنية، بتنفيذ أنشطة على ساحل البحيرة، فضلًا عن أعمال تطهير وتعميق المجاري المائية، ومنها بحر يوسف، مما قلل من ملوحة مياه البحيرة، وساعد في إعادة التوازن البيئي النسبي لبحيرة قارون، وأسهم في ظهور نتائج إيجابية في نمو يرقات الجمبري، التي أنزلت لبحيرة قارون خلال شهر أغسطس الماضي، بإجمالي 6 ملايين زريعة من يرقات الجمبري، من أجل توفير فرص العمل للصيادين العاملين بالمنطقة.
المنتدى الحضري العالمي.. التوازن البيئي يعيد إلى بحيرة قارون في الفيوم مكانتها
تطهير شاطئ البحيرة
ويؤكد الدكتور محمد التوني، نائب محافظ الفيوم، أن بحيرة قارون، تعافت بنسبة كبيرة، وهو ما ساعد في إنزال يرقات الجمبري، وأنه بعد 10 أيام، سيتم فتح البحيرة للصيد، لتوفير فرص العمل للصيادين، وأصبح حجم الجمبري كبيرا جدا، وهو دليل على عودة التوازن البيئي للبحيرة، كما عملنا خلال الفترة الماضية، على تطهير شاطئ البحيرة بجهود محلية، بالتنسيق مع جهاز حماية البحيرات، ووزارة البيئة، والفريق العلمي المشكل في المحافظة.
20 محطة معالجة مياه بنهاية 2026م
ويكشف "التوني"، عن انخفاض نسبة الملوحة بالبحيرة، وأنه بنهاية عام 2026م، سيكون هناك 20 محطة معالجة ورفع لمياه الصرف الصحي، ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وبموجب القرض الأوروبي لإنشاء مثل هذه المحطات بالقرى المبللة-التي لا تتمتع بخدمة الصرف الصحي- الواقعة على البحيرة، سيكون نحو 95 % من المياه التي تصب في البحيرة، معالجة وخالية من التلوث، لتعود البحيرة لسابق عهدها.
الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي WUF12
يعقد المنتدى الحضري العالمي كل عامين، ويعد الأول من نوعه المعني بالتحضر؛ حيث يجمع المنتدى مجموعة واسعة من المعنيين من جميع أنحاء العالم؛ لمناقشة التحديات الحضرية الرئيسية التي تواجه العالم اليوم.
ومنذ انعقاد المنتدى الحضري العالمي لأول مرة في نيروبي، كينيا، في عام 2002، اتسع نطاقه من حيث الحجم والانتهاج؛ ليصبح المنتدى منصة مقدرة لتبادل أفضل الممارسات والابتكارات.