كشف الدكتور رامز طه استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان عن أن علاجات أمراض المخ كالزهايمر والتصلب المتعدد والباركنسون أصبح متاحًا عن طريق ما عُرف مؤخرًا عن "اللدونة العصبية" التى تعد طفرة وثورة فى علاج تلف الخلايا العصبية، وعلاج جلطات وإصابات الرأس والإدمان.
موضوعات مقترحة
جاء ذلك خلال ندوة استضافتها مكتبة مصر الجديدة العامة، والتى اشار فيها الدكتور رامز طه إلى أن هذه الابحاث الجديدة على اللدونة العصبية تُمثل تأسيس عقل موازي جديد، فهو يتيح فرصة تفكيك واضعاف المسارات العصبية التالفة.. وأن يحل محلها مسارات عصبية جديدة مضادة للتلف والإدمان، مؤكدًا على أنه كانت الفكرة القد يمة أن عدد خلايا المخ ثابت وأن مايتلف من تلك الخلايا لا يستبدل، ولا يمكن إصلاحه .. ولكن اثبتت ابحاث بيولوجيا الجهاز العصبى أن العقل البشرى ينمو وتتسع مساحة عمله تشريحيًا وفسيولوجيًا؛ استجابة للظروف البيئية وعمليات التعلم .
فمثلا إذا اختل عمل أحد الدوائر أو المسارات العصبية، تجد أن الخلايا العصبية المجاورة بدأت فى انشاء تشابكات وارتباطات جديدة على كلا الجانبين، ونشطت نفسها للقيام بوظائف تلك الخلايا التى تلفت، ويحدث ذلك طبقًا لقاعدة "الكف المتبادل"، حيث لا يمكن أن الدوائر العصبية لا تسمح بحدوث نشاطين متضادين، فلا يجتمع الحزن والمرح، كذلك نعلم الفرد الاسترخاء أثناء التوتر والغضب.
ومن المعروف أيضًا أن من فقد النطق - مثلا- بعد تعرضه لجلطة فى المخ يتمكن من النطق ثانية بالتدريج بعد عدة أشهر، خاصة إذا تلقى علاجًا مُنشطًا ومحفزًا للمسارات العصبية الجديدة؛ لذلك يعتبر بعض علماء علم الأعصاب "النيوروبيولوجى" ، أن الإدمان هو حالة من اللدونة العصبية يمكن تفكيكها وإضعافها، وبناء عدة مسارات صحية مضادة للإدمان بالاستعانة ببعض العقاقير (الأدوية الحديثة التى تضبط مستوى الناقلات العصبية) والتدريبات وتكنيكات العلاج السلوكى وغيرها، مُبينا أنه فتح جديد فى العلاج المختصر لجميع انواع التلف العصبى وما يتبعه من اضطرابات نفسية مستعصية.