تمر اليوم ذكري رحيل واحد من أهم الفنانين الذين أثروا الدراما التليفزيونية وخشبة المسرح بأعمالهم، وهو الفنان حسن عابدين، الذي ترك بصمة لا تُنسي في تاريخ الفن المصري.
موضوعات مقترحة
حسن عابدين
بدايات حسن عابدين
وُلد عابدين في مدينة بني سويف في عام 1931م، ورحل عن عالمنا في 5 نوفمبر 1989م.
بدأ حبه للتمثيل منذ الصغر، فذكر نجله في أحد اللقاءات التليفزيونية أن والده حسن عابدين كون فرقة تمثيل منذ أن كان في الابتدائي، وكان يقدم شخصيات تاريخية، ثم بعد ذلك انضم للمسرح العسكري بالمصادفة حيث كان يقدم عروض علي مستوي المحافظة، ووكان المسرح العسكري يطوف المحافظات فحضر لهم عرض كان عن الزعيم أحمد عرابي، وذهب للقاء مدير الفرقة محمود صبحي والد الفنان محمد صبحي، وطلب منه الاشتراك في الفرقة فقاله له لابد أن تكون موظفًا قدم ورقك أولا.
قدم حسن عابدين ورقة للالتحاق بفرقة المسرح العسكري، لكن ظل ورقه حبيس الأدراج، حتي شاهده المخرج نبيل الألفي وضمه وكان بطل لفرقة المسرح العسكري.
حسن عابدين في أحد الأعمال الدرامية
حب حسن عابدين للمسرح
كان المسرح الحب الأكبر لحسن عابدين، حتي أنه قدم كثير من المسرحيات المهمة والشخصيات التاريخية قبل شهرته، وكانت معرفة الجمهور به من خلال مسرحية "نرجس" مع النجمة سهير البابلي انتاج 1975م، وهي مسرحية اجتماعية كوميدية، تحاول طرح سؤال هل يمكن أن يجمع الحب بين رجل مُثقف من مجتمع ثري مع فتاة من وسط وعالم يعج بالفقر والجهل والبؤس.
وكانت له أعمال مسرحية عديدة منها "علي الرصيف"، والمسرحية الشهيرة "عش المجانين".
قدم عددًا من الأعمال الإذاعية والبرامج، منها "عجبي" و"مش معقول"، وبعدها قام ببطولة العشرات من المسلسلات التليفزيونية الناجحة في وقتها ومن بينها مسلسل الشهير "أهلا بالسكان"، بالإضافة إلى عمله في سهرات تليفزيونية وأدوار عديدة ومتميزة، وهو في العقد الرابع من عمره منها (في حاجة غلط، أنا وانت وبابا في المشمش).
لم تكن السينما تشغل حيزًا من اهتمام عابدين بقدر المسرح والتليفزيون ورغم ذلك له أعمال شهيرة مثل "درب الهوى، على من نطلق الرصاص، فيفا زلاطا، ريا وسكينة".
شهرة متاخرة
في برنامج "حوار صريح" للإعلامية مني الحسيني كان هناك لقاء مع النجم حسن عابدين سألته فيه "النجم حسن عابدين كسر كل قيود النجومية، ولكن في وقت متأخر فأين كان طوال هذه المدة؟".
أجاب حسن عابدين " كنت علي موعد مع قدري، هناك كثيرين أجود مني، لكنهم مغمورين ولا يعرف عنهم أحد شيء، وكان ممكن أنا وغير ألا نصل للناس، كل شيء بقدر وبقضاء الله، أنا وصلت للناس بقضاء الله".
وأضاف "كنت متواجدَا دائمًا في الوسط الفني، وقدمت مسرحيات قبل مسرحية نارجس التي كانت سبب معرفتي بالناس، وكانت هذه المسرحيات أفضل وأجود فنيًا من نرجس".
وتابع عابدين:"عملت مسرحية عام 1969م اسمها هبط الملاك في بابل، فوجئت بشاب اسمه نور الشريف طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية، قال لي بعد العرض أن هذه المسرحية لو تم تسجيلها وأذيعت ستكون أكبر نجم في مصر، لكنها لم تُسجل".