ـ نؤكد دائمًا على حق الفلسطينيين المشروع فى إقامة دولتهم وعلى المجتمع الدولى تحمل مسئولياته.
موضوعات مقترحة
ـ نعمل باستمرار على تجديد الخطاب الدينى مع الحفاظ على الثوابت الدينية والهوية الإسلامية.
ـ المعاهد الدينية الأزهرية خارج مصر من أهم وسائل الأزهر فى نشر رسالة الإسلام الوسطية والمعتدلة.
ـ الصهاينة يحاولون خداع العالم بشعارات كاذبة.. والوحشية فى طبائعهم.
يدين الأزهر الشريف كل الأعمال الوحشية والإجرامية التى تمارسها إسرائيل تجاه الدول العربية والأمة الإسلامية من انفجارات وقتل الأبرياء العزل فى فلسطين ولبنان، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب يهتم بشكل كبير بهذه القضايا الدولية، ويهتم بالقضية الفلسطينية، ويعلن من منبره أن القدس عاصمة فلسطين، ويعتبر مرصد الأزهر الذى أنشئ منذ عشرة أعوام هو عين الأزهر الشريف على جميع القضايا الدولية.
وكان لجولات فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب الخارجية بالغ الأثر فى نفوس قادة العالم، منذ توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتجديد الخطاب الدينى، حيث يعطى فضيلة الإمام اهتماما كبيرا بتعديل المناهج الدراسية، وتم تنظيم لجنة لتنقيح المواد لتتناسب مع مستجدات العصر، كما حقق مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية إنجازات بارزة فى نشر الوعى وتصحيح المفاهيم المغلوطة، لذلك كان لنا هذا الحوار مع فضيلة وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضوينى، للتعرف على جهود الأزهر فى تجديد الخطاب الديني، وتأثير زيارات فضيلة شيخ الأزهر الشريف، والمبادرات التى يتبناها وجهوده تجاه القضايا الدولية .
ما رأى الأزهر الشريف فيما يحدث اليوم فى لبنان وغزة؟
نحن ندين كل الأعمال الإجرامية التى تحدث فى فلسطين ولبنان ونحزن لما يجرى من وحشية ودموية وبربرية فى الديار العربية والإسلامية، وما يستهدف الأطفال والأبرياء العزل فى فلسطين ولبنان، وهذا يخالف الأعراف الدولية والمواثيق، وهذا يؤكد على أن الوحشية ما تزال فى طبائع الصهاينة الذين يحاولون خداع العالم بشعارات كاذبة .
ما جهودكم لدعم الفلسطينيين؟
الأزهر الشريف يتابع باهتمام بالغ جميع القضايا الدولية التى تمس القيم الإنسانية والأخلاقية، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطينى العادلة.
ويعتبر ملف غزة من أبرز القضايا التى يوليها الأزهر اهتمامًا خاصًا، حيث ندين ونستنكر بشدة الانتهاكات والأعمال الإجرامية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، كما نؤكد دائمًا على حق الفلسطينيين المشروع فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولا تقتصر جهود الأزهر تجاه الشعب الفلسطينى على البيانات فحسب، بل تشمل تقديم الدعم الإنسانى والمعنوى لهم، وفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يتابع باستمرار مستجدات القضية الفلسطينية ويعمل على مناصرتها فى مختلف المحافل الدولية، كما يتواصل الأزهر مع المنظمات الدولية والإقليمية لبحث سبل تخفيف معاناة الفلسطينيين.
هذه الجهود دفعت الكيان الصهيونى إلى تكريس وحدات بحثية لإصدار دراسات تهدف إلى مهاجمة الأزهر وشيخه، فى تأكيد واضح على أن الأزهر سيظل راسخًا فى موقفه العادل ودفاعه عن الحق.
ما الجهود التى يقوم بها الأزهر لنشر وسطية الإسلام عبر هذه المعاهد الدينية الأزهرية الموجودة فى الخارج؟
يولى فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اهتمامًا خاصًّا بالمعاهد الدينية الأزهرية الموجودة خارج مصر، كونها تمثل امتدادًا لرسالته العالمية فى نشر تعاليم الإسلام الوسطى وتعزيز قيم التسامح والاعتدال، كما أنها تُعدّ من أهم وسائل الأزهر الشريف فى نشر رسالة الإسلام الوسطية والمعتدلة.
هذه المعاهد تلعب دورًا محوريًا فى تعليم الطلبة العلوم الشرعية والعربية بأسلوب يتوافق مع تعاليم الإسلام السمحة، ويعزز من قيم التسامح والتعايش السلمي.
وماذا عن اهتمامكم بالوافدين ورعايتهم؟
يعتز الأزهر الشريف دائمًا برعاية أبنائه الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم، فهم سفراء للأزهر ولديننا الحنيف فى بلادهم بعد التخرج، لذا نحرص على تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والترفيهية التى تعزز انتماءهم للأزهر من جهة وتحسن من ظروفهم المعيشية من جهة أخرى.
ونقوم على مدار العام بتنظيم احتفالات دينية وثقافية تهدف إلى توثيق الروابط مع الطلاب وإشراكهم فى الحياة الدينية والاجتماعية داخل الأزهر، وتأتى هذه الفعاليات ضمن حرص الأزهر على توفير بيئة حاضنة ومحفزة للطلاب الوافدين، ليعودوا إلى أوطانهم حاملين رسالة الأزهر فى التسامح والسلام.
قضية تجديد الخطاب الدينى طرحت منذ سنوات فى إطار المستجدات العصرية، ما الذي تم فى هذا الإطار؟
قضية تجديد الخطاب الدينى تُعد من القضايا المحورية التى يوليها فضيلة الإمام الأكبر، أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر اهتمامًا بالغًا، لما لها من أهمية فى مواكبة المستجدات العصرية وتحديات العصر، ويعمل الأزهر الشريف باستمرار فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر على تجديد الخطاب الدينى بما يتناسب مع متطلبات الوقت الراهن، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والهوية الإسلامية.
وفى هذا السياق، وجه فضيلته بتشكيل لجان علمية متخصصة تضم نخبة من العلماء والمفكرين، مهمتها مراجعة الخطاب الدينى وتنقيته من الأفكار المغلوطة والمتشددة، وتقديم رؤية وسطية معتدلة تستند إلى الفهم الصحيح للدين. بالإضافة إلى ذلك، جرى تطوير المناهج الدراسية فى المعاهد الأزهرية والجامعات لتتماشى مع روح العصر وتلبى احتياجات الشباب وتستجيب لتحدياتهم الفكرية.
كما قام الأزهر بتنظيم العديد من المؤتمرات والندوات التى تناولت موضوع تجديد الخطاب الديني، وكان من أبرزها مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى الذى عقد خلال يومى 27 و28 يناير 2020، ونحن مستمرون فى هذا النهج، إيمانًا منا بأهمية أن يكون الخطاب الدينى مرآة تعكس سماحة الإسلام وقدرته على التفاعل الإيجابى مع مختلف الظروف والمستجدات.
لاحظنا مشاركتكم الواسعة فى مؤتمرات الإفتاء وما يصدر عنها من توصيات، فهل يتم تنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع؟
بالتأكيد، فتوصيات مؤتمرات الإفتاء التى يشارك فيها الأزهر الشريف تعد نتاجًا لجهود مكثفة ومشاورات موسعة بين كبار العلماء والمفكرين، ونحن فى الأزهر الشريف نحرص على أن تكون هذه التوصيات موجهة نحو تقديم حلول عملية تسهم فى مواجهة التحديات المعاصرة وتلبى احتياجات المجتمع، لذا؛ فإننا نسعى دائمًا إلى تحويل تلك التوصيات إلى مبادرات فعلية على أرض الواقع، من خلال التعاون مع الجهات المعنية وتطبيقها بما يتماشى مع المبادئ الإسلامية والقيم الإنسانية، كما يقوم الأزهر بمتابعة دورية لتقييم مدى تنفيذ التوصيات وتقديم الدعم الفنى والاستشارى لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.
عن مرصد الأزهر الشريف ومركز الفتوى الإلكترونية، ما نوعية الخدمات التى يقدمها للجمهور؟
مرصد الأزهر، هو عين الأزهر الناظرة على العالم لرصد الفتاوى المتطرفة والمضللة الصادرة عن الجماعات والتنظيمات المتشددة، حيث يقوم بتحليل هذه الفتاوى والرد عليها لتفنيدها وتصحيح ما تروج له الجماعات المتطرفة من مغالطات.
أما مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، فقد حقق إنجازات بارزة فى نشر الوعى وتصحيح المفاهيم وإصدار الفتاوى لمختلف شرائح المجتمع، ويتنوع نشاط المركز بين الإفتاء والدعوة والتوعية، بالإضافة إلى العمل البحثى والتثقيفى والميداني، وقد حصد مركز الأزهر العالمى للفتوى المركز الأول فى جائزة مصر للتميز الحكومى لعام 2023، ومن أبرز إنجازاته تشكيل "بنك فتاوى الأزهر الإلكترونى" الذى يعد مرجعًا بحثيًا للإفتاء وفق منهجية وسطية.
كما أصدر المركز فتاوى بلغات أجنبية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المسلمين حول العالم، وينظم المركز أيضًا برامج تدريبية وورش عمل لشباب الجامعات والمقبلين على الزواج ضمن مبادرة "أسرة مستقرة، مجتمع آمن" بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، كما يسهم من خلال وحدة "لم الشمل" فى حل مشكلات آلاف الأسر، ولدينه أيضا وحدة "بيان" التى تستهدف توعية الشباب بمخاطر الفكر الإلحادى والتصدى لمحاولات التأثير على هوية الشباب المسلم.
نريد أن نلقى الضوء على "بيت الزكاة" والجهود التى يقدمها لدعم الأسر المعيلة، ومشاركتكم فى المبادرات التى أطلقتها الدولة مثل "حياة كريمة"؟
يولى بيت الزكاة أهمية كبيرة لدعم الأسر المعيلة من خلال تقديم مختلف أشكال المساعدات، وخاصة فى المجال الطبى والعلاجى، نحن ندرك أن الرعاية الصحية هى حق أساسي، لذا نحرص على توفير الدعم الطبي، سواء كان ذلك من خلال تغطية تكاليف العلاج أم تقديم الأدوية اللازمة لمن يحتاجها، إلى جانب الدعم الطبي، نقدم أيضًا مساعدات مادية مباشرة للأسر الأشد احتياجًا، لتغطية احتياجاتهم اليومية وضمان حصولهم على مستوى معيشة كريم.
إلى جانب ذلك، نساهم بفاعلية فى مبادرات الدولة مثل «حياة كريمة»، حيث نركز على تطوير البنية التحتية وتوفير الموارد الأساسية للأسر فى المناطق الأكثر احتياجًا، وعلى المستوى الخارجى يتعاون بيت الزكاة مع مختلف مؤسسات الدولة المصرية لتقديم مساعدات إغاثية عاجلة لأهل غزة، شملت مساعدات طبية وغذائية، فى استجابة سريعة للأوضاع الإنسانية هناك.
ماذا عن القوافل الطبية التى ينظمها الأزهر الشريف فى مختلف محافظات مصر؟
القوافل الطبية التى ينظمها الأزهر الشريف تعد مبادرة مهمة تهدف إلى تقديم الرعاية الصحية المجانية للمجتمعات فى مختلف محافظات مصر، خصوصا فى المناطق النائية والريفية.
تتضمن هذه القوافل تقديم الاستشارات الطبية، الفحوصات، والعلاجات، بالإضافة إلى توزيع الأدوية اللازمة، تسهم هذه القوافل فى سد الفجوة فى خدمات الرعاية الصحية، وتوفير العناية اللازمة للفئات الأكثر احتياجًا، مما يعزز من الوصول إلى خدمات صحية متكافئة لجميع المواطنين.
علاوة على ذلك، يمتد نشاط الأزهر الشريف إلى خارج مصر من خلال تنظيم قوافل طبية لدعم المجتمعات فى الدول الأفريقية الأشد احتياجًا، كما يتم تنظيم قوافل طبية خاصة لأهالى قطاع غزة على الحدود مع مصر، لتقديم الدعم الطبى العاجل للمتضررين والنازحين من ويلات القصف الصهيونى الغاشم، مما يعكس التزام الأزهر الشريف بتقديم المساعدة الطبية والرعاية الصحية للمحتاجين فى مختلف أنحاء المنطقة.
شهدنا اهتمامًا ملحوظًا من الأزهر بالمشاركة فى معارض الكتب.. ما أبرز الأنشطة التى تقدمونها فى هذا الإطار؟
الأزهر الشريف يحرص على المشاركة فى معارض الكتب بهدف نشر الثقافة والمعرفة، وخاصة فيما يتعلق بتعزيز القيم الإسلامية والإنسانية، وفيما يخص الأنشطة الموجهة للأطفال، يعمل الأزهر على تقديم برامج متنوعة تشمل ورش عمل، وروايات قصصية، وعروض فنية تهدف إلى تنمية الوعى الثقافى والدينى لدى الأطفال بأسلوب يتناسب مع أعمارهم، من خلال هذه الأنشطة، يسعى الأزهر إلى غرس قيم التسامح والتعاون وتعزيز الهوية الوطنية والدينية فى نفوس النشء، مع التركيز على تقديم محتوى تعليمى وترفيهى هادف يسهم فى بناء شخصياتهم بشكل متوازن.
ماذا عن ملتقى الأزهر العالمى للكاريكاتير والبورتريه الذى يعقده الأزهر كل عام؟
ملتقى الأزهر العالمى للكاريكاتير يعكس رؤية الأزهر الشريف فى استخدام الفنون كأداة للتعبير عن القيم والمبادئ الإنسانية بأسلوب إبداعى يصل إلى جميع الفئات العمرية.
يهدف الملتقى إلى تعزيز الحوار الثقافى من خلال فن الكاريكاتير، الذى يتميز بقدرته على توصيل الأفكار بشكل بسيط ومؤثر، وكل عام نحرص على أن يجمع هذا الملتقى نخبة من الفنانين والمبدعين من مختلف دول العالم، ليقدموا رؤى فنية تعكس التحديات والقضايا الراهنة، مع التأكيد على دور الأزهر فى دعم الفنون التى تحمل رسائل أخلاقية ودينية تساهم فى بناء وعى مجتمعى مستنير.