Close ad

فى حال فوز هاريس سيصبح «السيد الأول» فى أمريكا.. دوج إيمهوف على أعتاب «البيت الأبيض»

5-11-2024 | 07:03
فى حال فوز هاريس سيصبح ;السيد الأول; فى أمريكا دوج إيمهوف على أعتاب ;البيت الأبيض;دوج إيمهوف زوج كاملا هاريس
إيمان عمر الفاروق
الأهرام العربي نقلاً عن

دوج إيمهوف، زوج المرشحة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس، الذى حمل لقب أول «رجل ثان» فى التاريخ الأمريكي، وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الفوز بلقب «السيد الأول»، فى حال فوز زوجته كامالا هاريس فى الانتخابات الرئاسية، الذى يؤكد فى كل المناسبات والمحافل على هويته اليهودية، ودوره فى إشهار التهمة الباطلة «معاداة للسامية» ليصبح بذلك يهوديا فى البيت الأبيض، الأمر الذى تعتبره المنظمات اليهودية انتصارا ومكسبا تاريخيا، وهو ما تحاول حملة هاريس من جانبها استثماره لصالح كسب أصوات الناخبين اليهود ومغازلتهم.

موضوعات مقترحة

يعد دوج إيمهوف أول زوج يهودى يدخل البيت الأبيض، فهو زوج كامالا هاريس، نائبة الرئيس الذى سنحت له الفرصة ولم يتركها تفلت من بين أصابعه، بل لقد استغل الأمر لتبنى مبادرات مثل دعوة القادة اليهود إلى الاجتماع فى البيت الأبيض، والمساعدة فى توجيه جهود الإدارة الأمريكية لدعم مزاعم ما يطلق عليه «معاداة السامية»، التهمة الجاهزة لكل من يدافع عن الحق الفلسطينى.

وفى هذا السياق وبالتنسيق مع الكونجرس، صمم دوج حملة هجوم ضد الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفائه، كما قام بحشد الدعم للجالية اليهودية الأمريكية.

وفى شهر أغسطس الماضى بين آلاف الديمقراطيين الذين تجمعوا لحضور مؤتمرهم الوطنى، كان من بينهم عدد غير قليل يرتدى القبعات اليهودية، وأزرارا تحمل أسماء مرشحى حزبهم بأحرف عبرية، وعندما صعد دوج إيمهوف إلى المنصة فى مركز «يونايتد» بدأ التلويح بلافتات زرقاء وبيضاء كتب عليها «السيد الأول» وسط عدد لا حصر له من اللافتات الحمراء التى تحمل اسمه، وكانت وجوههم تشع بالإثارة والتحفز.

يترقب المجتمع اليهودى الأمريكى وصوله إلى البيت الأبيض بحماسة بالغة، أو كما يقول يضع «المزوزاه» على عتبات البيت الأبيض وإضاءة شموع السبت مع كامالا، فمنذ أن أصبح زوج نائبة الرئيس، حرص على استعراض تراثه اليهودي، بما فى ذلك على سبيل المثال خبز الماتزوت، الذى غالبا ما يتم تقديمه للحشود اليهودية، وفى حفلات الاستقبال فى منزلهم بواشنطن العاصمة.

فى حدثين متلازمين للناخبين اليهود بولاية ميشيجان أخيرا، أكد دوج إيمهوف على نيات كامالا هاريس المؤيدة لإسرائيل، حيث تعتقد حملة هاريس أن بعض اليهود متشككون فى ميتشجان المتأرجحين ثمة فرصة لكسب أصواتهم.

فى قلعة اتحاد فى هذه الضاحية بمدينة ديترويت، تجمع حشد من نحو 160 ديمقراطيا معظمهم من اليهود لسماع دوج إيمهوف يحثهم على التصويت لزوجته نائبة الرئيس كامالا هاريس.

تضمن الحدث دعوات لحث الناخبين على التصويت، وتسجيل أسماء الناخبين، إلى جانب جهود ذات طابع يهودى لجذب الناخبين الشباب، بما فى ذلك طقوس مستوحاة من اسم الخدمة الأولى يوم السبت «كامالا شبات»، وتحدث دوج عن الركائز الأساسية للديمقراطية، بالإضافة إلى قضايا تهم اليهود على وجه التحديد، وقال إيمهوف: «إن تأييد أى يهودى لدونالد ترامب يزعجنى للغاية»، مشيرا إلى الأسباب التى جعلته يشعر بأنه ينبغى رفض الرئيس السابق والمرشح الجمهورى من قبل الناخبين اليهود، بما فى ذلك تعليقاته فى حدث يهودى أقيم أخيرا والذى أشار فيه إلى أنه سيلقى باللوم على اليهود إذا خسر، وأضاف: «إنه يشجع معاداة السامية فى كل مكان يذهب إليه، إنه لا يهتم بنا».

ولكن هذا الحدث المهم لم يكن الحدث الوحيد الذى نظمه فريق التوعية اليهودية فى ولاية ميتشجان التابع لحملة هاريس أخيرا. ففى وقت سابق من مطلع شهر أكتوبر، استضاف الفريق تجمعا أصغر فى منزل خاص فى نفس المقاطعة، حضره النائب عن نيويورك ريتشى توريس، الذى كان هدفه إقناع الحضور البالغ عددهم 85 شخصا تقريبا بأن هاريس من أشد المؤيدين لإسرائيل وتستحق أصواتهم.

«لقد كان لدينا هدفان مزدوجان حقًا»، هكذا صرح السيناتور الديمقراطى فى ولاية ميشيجان، جيريمى موس، وهو يهودي، لوكالة الأنباء اليهودية عن الحدثين، وفى حين وصف موس تجمع إيمهوف المصغر بأنه «تجمع للمؤيدين»، فإن الحدث الأكثر أهمية «كان يستهدف هؤلاء الناخبين المترددين، أو هؤلاء الناخبين الذين يهتمون فى المقام الأول بإسرائيل».

إن الحدث الذى نظمته الحملة يجسد مساعى الحملة لكسب أصوات الناخبين فى ميتشجان، واعتقادها بأن الشكوك البارزة بين الناخبين اليهود المؤيدين لإسرائيل يمكن التغلب عليها، بل وكسب أصواتهم لصالح هاريس.

ولم يترك الحدثان المتزامنان أخيرا أى مجال للارتباك بشأن موقف هاريس الداعم لإسرائيل، وعلى حد تعبير لورا هيرشين، عضو مجلس الديمقراطيين اليهود فى ميتشجان، فإن خطاب الحملة يتلخص فى «إدارة بايدن مؤيدة لإسرائيل بشدة، وستكون إدارة هاريس كذلك أيضًا».

قد تبدو هذه الرسالة مألوفة لسكان ميشيجان، فقد قامت لجنة عمل سياسى مرتبطة بحليف ترامب الملياردير، إيلون ماسك، بوضع لوحات إعلانية على بعد أميال قليلة من مركز حملة إيمهوف، فى ضواحى ديترويت ذات الكثافة السكانية العربية والمسلمة الكبيرة، مصممة لتبدو مثل إعلانات هاريس التى تصورها على أنها مؤيدة لإسرائيل، «سوف يدعمون إسرائيل ومجتمعاتنا اليهودية دائمًا»، هكذا تقول إحدى اللوحات الإعلانية، بجوار وجهى هاريس والنائبة إليسا سلوتكين، المرشحة اليهودية لمجلس الشيوخ، وفى الخلفية العلم الإسرائيلي، وتروج لوحات إعلانية أخرى للعلاقة الوثيقة بين هاريس وزوجها إيمهوف، مؤكدة على يهوديته.

وكما أوضحت حملة هاريس، فإن اللغة المكتوبة على تلك اللوحات الإعلانية لا يمكن تمييزها تقريبا عن الرسالة التى تبثها الحملة نفسها إلى الناخبين اليهود، فهو نفس المعنى الذى تسعى حملة هاريس لتأكيده.

قالت النائبة كاثى مانينج، وهى ديمقراطية من كارولينا الشمالية مؤيدة لإسرائيل ولها جذور فى منطقة ديترويت، فى تجمع إيمهوف، «إن هاريس لا تفهم أهمية الولايات المتحدة بالنسبة لإسرائيل فحسب، بل إنها تفهم أيضًا أهمية إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة. إنها تحمل تصميمًا ثابتًا على الوقوف إلى جانب إسرائيل».

وقال إيمهوف عن هاريس خلال خطابه فى فعالية «الناخبون اليهود لهاريس فالز» أمام خلفية مكتوب عليها اسم زوجته باللغة العبرية»، لقد أعطت إسرائيل الأولوية طوال حياتها المهنية.. أعدكم بأنها سوف تستثمر بقوة فى الأمن الإسرائيلى».

وقد أشار زعماء الحزب الديمقراطى اليهودى فى ميشيجان إلى أن مثل هذه الرسائل تشكل جزءاً من حسابات ذكية من جانب حملة هاريس قبل أسابيع من يوم الانتخابات، وهى أن الناخبين اليهود المؤيدين بشدة لإسرائيل من السهل إقناعهم بالتصويت لصالح المرشح الديمقراطى، مقارنة بالناخبين المؤيدين للفلسطينيين والمسلمين والعرب فى الولاية وخارجها.

ومن الجدير بالذكر، أن فريق هاريس كان قد رفض دعوات من منظمى حركة الاحتجاج فى ميشيغان لإلقاء كلمة فى المؤتمر الوطنى الديمقراطي، كانت الحركة تريد أن يلقى فلسطينى أمريكى كلمة، وذكرت التقارير الإعلامية أن هاريس اتخذت هذه الخطوة المثيرة للجدل لأنها لم تكن تريد منح فرصة الحديث لأى شخص يعارض إسرائيل.

وهكذا، فإن دوج إيمهوف يبدو أنه هو السلاح السرى لهاريس لكسب أصوات الناخبين اليهود من جانبها، بينما يتأهب هو ليشهر سلاح «معاداة السامية» فى وجه العالم حال دخوله البيت الأبيض ليتشاركا معا إضاءة شموع يوم السبت، بينما غزة غارقة فى الظلام والظلم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: