أصبحنا على بعد أمتار قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى 5 نوفمبر الحالى، وكلما اقترب الوقت، كثر الحديث داخل الولايات المتحدة عن احتمالية أن تكون هناك أعمال عنف مصاحبة للانتخابات. وليس أدل على ذلك، من محاولة اغتيال المرشح الجمهورى الرئيس السابق دونالد ترامب، مرتين خلال فترة أقل من شهرين، ناهيك عن حالة الاستقطاب الشديدة، التى يعيشها المجتمع الأمريكي، التى أدت إلى ارتفاع ملحوظ فى وتيرة التلاسن والاشتباك بين الأمريكيين عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة.
موضوعات مقترحة
تزداد يوما بعد يوم، التساؤلات المتعلقة بقدرة الدولة الأمريكية ومؤسساتها على احتواء أى صراعات أو اشتباكات من الممكن أن تندلع خلال فترة الانتخابات أو ما بعدها، وهل ستستطيع الولايات المختلفة أن تتحمل مسئولية الأمن والحفاظ على السلم خلال الانتخابات والأيام التى تليها؟ أم أن الأمور مرشحة للعنف والانفلات الأمنى بشكل كبير؟
5 نوفمبر سيكون محطة حاسمة بشكل كبير فى تاريخ الولايات المتحدة، وربما فى تاريخ العالم كله، وكثير من الدوائر الأمريكية ومراكز الأبحاث تدرك هذا الأمر تماما.
لذلك هناك دعوات متعددة للجميع بضرورة ضبط النفس، وأن تمر هذه الانتخابات بخير وسلام دون أى أحداث عنف أو اشتباكات أو استقطابات تزيد من عبثية المشهد فى الداخل الأمريكية.
على كل حال يبدو أن الرئيس السابق والمرشح الحالى الحزب الجمهورى دونالد ترامب، اكتسب زخما متصاعدا خلال الأسبوعين الماضيين، أدى لتضييق الفجوة بينه بين مرشحة الديمقراطيين نائبة الرئيس الحالى كمالا هاريس، ويبدو أن كثيرا من الأمريكيين باتوا غير مقتنعين ببرنامج كمالا هاريس الانتخابي، الذى لم تكشف عنه بالشكل المطلوب، عكس المرشح الجمهورى الذى أصبح برنامجه الانتخابى واضحا تماما للأمريكيين ويبنيه على ضرورة التغلب على المصاعب الاقتصادية وأمن الحدود وإنهاء الحروب والصراعات الخارجية التى تداخلت وتقاطعت فيها إدارة الرئيس الحالى جو بايدن بشكل أججها ولم ينهها على الإطلاق، مما أثر على سمعة الولايات المتحدة بشكل كبير فى قدرتها على أن تكون قائدة للعالم عسكريا وسياسياً واقتصاديا.
وبات المواطن الأمريكى اليوم، يدرك تماما أن بلاده تدخل معمعة الانتخابات، والأعين عليها من كل صوب واتجاه، وأن صوته سيحدث فارقا كبيرا على المستويين، الداخلى والخارجي، لذلك يقوم بدراسة كل التوقعات والاحتمالات المصاحبة لفوز مرشح وخسارة آخر.
على كل حال المؤسسات الأمريكية الأمنية، تتحدث عن أن لديها القدرة فى التصدى لأى أعمال عنف، من الممكن أن تصاحب العملية الانتخابية، كذلك فإن الحرس الوطنى سيكون على أهبة الاستعداد للتصدى لأى محاولات لخرق القانون أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.
إلا أنه على الرغم من ذلك فإن لدى كثير من الأمريكيين، شكوكا متزايدة حول قدرة المؤسسات الأمنية على التصدى لأعمال عنف من الممكن أن تخرج عن السيطرة وتدخل البلاد فى حالة من الفوضى، وهذا شيء لا نتمناه بالطبع.