المتحف يضم 5300 قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون
موضوعات مقترحة
الأهرامات تزين واجهة المتحف وتشع بنور الشمس
انتهينا من بناء المتحف الخاص بمراكب الملك خوفو.. ونستعرض طرق الترميم أمام الزائرين لأول مرة
ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى مفاجأة المتحف للزوار
نجحنا فى فك المقاصير الخاصة بالملك رغم تخوف الخبراء العالميين
نجحت مصر الفترة الماضية، فى لفت أنظار العالم، لما تقوم به من أعمال وإنجازات فى مختلف المجالات، ومن بينها «المتحف المصرى الكبير»، الذى يعتبر بمثابة الهرم الرابع، إنجاز عظيم يقف وراءه اهتمام القيادة السياسية، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، عقب زيارته للمتحف فى عام 2018، بتوفير جميع الإمكانات البشرية والمادية لسرعة إنجاز هذا الصرح العظيم الذى يعد بمثابة هدية مصر للعالم وللإنسانية، كما وجه باستمرار العمل على رفع كفاءة المنطقة المحيطة به، ومنطقة هضبة الأهرامات، والطرق والمحاور المؤدية إليها، بحيث تتواكب مع قيمة وأهمية المتحف المصرى الكبير، الذى يعد أكبر وأهم صرح ثقافى فى العالم، بما يسهم فى تقديم صورة جديدة لمصر وللعالم، فهو البوابة والنافذة السياحية الجديدة لمصر والعالم أيضا.
د. عيسى زيدان المدير التنفيذى للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصرى، يتحدث لـ»الأهرام العربى» عن الافتتاح التجريبى للمتحف المصرى الكبير الذى ينتظره الجميع، ويترقب له العالم ولكن دون افتتاح قاعتى الملك توت عنخ آمون المنتظر افتتاحهما فى الافتتاح الرئاسى الكبير.
> فى البداية نود أن نعرف ماذا يعنى الافتتاح التجريبى للمتحف؟
الافتتاح التجريبى يختص بجميع قاعات العرض بالمتحف الكبير، وهى الـ 12 قاعة، والتى يبدأ العرض بها من عصر ماقبل الأسرات ثم الدولة القديمة والوسطى والرومانى اليونانى، وافتتاح الدرج العظيم، والذى يحتوى على 60 قطعة، من أفضل القطع الأثرية فى الحضارة المصرية القديمة، والتى تتكلم على موضوعات مهمة وهى عبارة عن الهيئة الملكية وأماكن العبادة «الدور المقدسة»، فى مصر القديمة والملك وعلاقته بالآلهة والحياة الأخرى عند المصرى القديم، ثم ينتهى الدرج ببانوراما عرض رائعة تحتوى على مجسم للأهرامات الثلاثة، فالغرض من الافتتاح التجريبى متابعة وملاحظة أية تعديلات يحتاجها المتحف، من خلال توافد الزائرين وإخراج صورة المتحف فى أبهى صورة للعالم.
> وما الذى تم افتتاحه قبل ذلك وما تفاصيل التشغيل التجريبى؟
كان هناك افتتاح جزئى لمنطقة المسلة المعلقة، الخاصة بالملك رمسيس الثانى، ومنطقة البهو العظيم، الذى يضم تمثال الملك رمسيس وعمود الملك مرنبتاح الابن الثالث عشر للملك رمسيس، وتمثال لملك وملكة من العصر البطلمى، والتجول داخل المتجر التجارى الملىء بعدد هائل من المنتجات المصرية الشديدة التميز والإبهار والرقى، ويتوفر له أيضاً جزء خاص بالمطاعم والكافيهات على اعلى مستوى.
وعن تفاصيل التشغيل التجريبى، فقد انتهينا تماماً من القاعات الرئيسية، وهى تتحدث عن ثلاثة موضوعات رئيسية، أهمها المجتمع والملكية والمعتقدات، فقد كانت مسئولية تشييد المعابد بمختلف أنواعها، تقع على عاتق الملك، بجانب أنه يؤول إليه شئون صيانة مرافق المعابد وتجميلها، وقد خُصصت المعابد الجنائزية للملوك بعد وفاتهم، وكان يعتبر المعبد بمثابة السكن الخاص بالمعبودات، وكانت أرواح هذه المعبودات تكمن فى التماثيل الموضوعة أمام المعابد، وهذا موجود فى كل قاعة من قاعات العرض المتحفى، وهناك مجموعة حتب، وتماثيل ملكية من عصر الدولة القديمة والوسطى والحديثة، وأيضا نتكلم عن روائع الفن والنحت عند المصرى القديم.
> هل تم تجهيز جميع القاعات والانتهاء من الفترينات الخاصة بها؟
بالطبع، تم الانتهاء من جميع وضع القطع الأثرية داخل القاعات المخصصة لها، كما يتوفر قواعد للآثار الثقيلة يصل عددها إلى 102 قاعدة، يعرض عليهم ما يزيد على 700 قطعة أثرية، من أفضل وأميز القطع الأثرية، ونستعرض أيضآً بإحدى القاعات الجدار، والطريق الصاعد للملك سنفرو، وهذا يعتبر من القطع القطع المميزة داخل قاعات العرض التى يصل ارتفاعها إلى 14 مترا، وهذا غير موجود بأى متحف فى العالم، بأن يكون هناك جدار كامل موجود داخل قاعة عرض متحفى، فقد قمنا بترميمها بأسلوب علمى، وتم وضعه على القاعة الخاصة، بالإضافة أيضا إلى الفتارين التى تحتوى على القطع الصغيرة والمتوسطة الحجم، بالإضافة إلى تخصيص قاعة للعرض المؤقت مساحتها كبيرة، تضم عددا كبيرا من القطع الأثرية، وعرض موضوعات متنوعة طبقا لسيناريو عرض خاص بها، سواء موضوعا عن الصناعة أم الحياة اليومية الخاصة بحياة المصرى القديم.
> وماذا عن الدرج العظيم؟
بالنسبة للدرج العظيم، هو يندرج تحت مسمى «إحدى قاعات العرض»، التى يتميز ويتفرد بها المتحف المصرى الكبير، حيث يعرض عليه عدد 60 تمثالا، من مجموعة من أفضل وأضخم القطع الأثرية الثقيلة التى تجسد روائع فن النحت فى مصر القديمة، والتى تبدأ من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليونانى الرومانى، وينتهى الدرج العظيم بمشهد بانورامى جميل يبين أهرام الجيزة الخالدة، ويتدرج الدرج العظيم طبقا لسيناريو العرض المتحفى إلى أربعة موضوعات رئيسية: الموضوع الأول هو الهيئة الملكية، وذلك من خلال عرض مجموعة متميزة من تماثيل الملوك التى مرت بمراحل تطور وتغيرات عديدة شهدها الفن الملكى فى مصر القديمة، وبالرغم من ذلك، كان من السهل التعرف على سمات الملوك وملامحهم فى التماثيل، ومن أهم التماثيل المعروضة على الدرج العظيم، تمثال للملك سيتى الأول من الجرانيت الوردى، وتمثال للملك سنوسرت الثالث، وتمثال للملك أمنمحات الرابع من عصر الدولة الوسطى مصنوع من الكوارتزيت ويظهر عليه أميرتان، وقد أعيد استخدام التمثال مرة أخرى فى عهد الملك رمسيس الثانى، والملك مرنبتاح، وتمثال للملك سيتى الثانى مصنوع من الكوارتزيت، من عصر الدولة الحديثة، تمثال للملك أمنحتب الثالث، وتمثال الملكة حتشبسوت، تمثال للإمبراطور الرومانى كاراكالا من الجرانيت الأحمر.
> هل هناك فكرة فلسفية لهذا العرض؟
لأنه كانت هناك علاقة وطيدة فى مصر القديمة، بين كل من الملوك والمعبودات، وكانت تلك العلاقة قائمة على مبدأ تقسيم المسئوليات بين الملك والمعبودات، فالمعبودات تتعهد بكل ما يتعلق بشئون السماء والنيل والصحراء والعالم الآخر، أما الملك فقد كان حلقة الوصل بين المعبودات والبشر ومركز الوجود كله باعتباره ممثلًا للمعبود على الأرض، وكان مسئولًا عن حكم مصر، والحفاظ على أمن واستقرار الدولة، وتأمين حدودها، وفى هذا القسم يتم عرض مجموعة متميزة من تماثيل المعبودات والتماثيل الزوجية وتماثيل للثالوث المقدس.
ومن أهم القطع المعروضة فى هذا السياق أيضاً، تمثال للمعبود بتاح من الحجر الرملى، وتمثال للملك سنوسرت الأول بالهيئة الأوزيرية، وتمثال للملك رمسيس الثانى فى حماية إحدى المعبودات، ثالوث من الجرانيت الوردى للمعبود بتاح والملك رمسيس الثانى والمعبودة سخمت، تمثال مزدوج للملك أمنحتب الثالث مع المعبود رع حور آختى، تمثال مزدوج للملك رمسيس الثانى، والمعبودة عِنات، تمثالين للمعبود سرابيس من العصر الرومانى.
> وماذا عن الفاترينات الخاصة بالقاعات الأخرى؟
تحتوى قاعات المتحف، على فتارين عرض على أعلى مستوى، حيث تم توفير التحكم بيئى فى درجات الحرارة والرطوبة، وهناك نظام عال بالإضاءة لكل قطعة، وتوفير بطاقة شرح للقطع المعروضة توضح بالتفصيل إلى أى عصر تنتمى، وكتابتها بثلاث لغات رئيسة العربية والإنجليزية والفرنسية، واللغات المكتوبة على الدرج العظيم عددها سبع لغات معتمدة دوليا داخل جميع المتاحف، ولدينا بعض الآثار التى يتجاوز وزنها الـ٤٠ طنا داخل قاعات العرض، كما نعرض عدد ثلاث مقابر قديمة من عصر الدولة القديمة بمنطقة سقارة، وهى مقبرة «حنو» ومقبرة "بى بى نفر" ومقبرة « أيارت»، فقد تم جلبها من المكان الأصلى التى اكتشافها به، وجاءت فكرة نقلها وعرضها بالمتحف لأسباب أنها يصعب النزول لها من قبل الزوار، وبالفعل، قمنا بتقطيعها وتجميعهما بإسلوب علمى وعمل محاكاة للواقع الأصلى وتطابقها مع الواقع.
> وماذا عن قاعة الملك توت عنخ آمون؟
مقتنيات الملك توت، تواجد داخل القاعتين المخصصتين للعرض له 5300 قطعة، تم جلبهما من المتحف المصرى بالتحرير، ومخازن د. على حسن بالبر الغربى بالأقصر، وقد قمنا بترميم جميع القطع داخل مركز الترميم بالمتحف المصرى الكبير، كما تم نقل العجلات الحربية، والآن جميع تلك القطع الآثار كلها داخل الفتارين، وليس هناك الآن فى المتحف المصرى بالتحرير سوى 320 قطعة لم يتم نقلهم، ومنها القناع الذهبى وعدد آخر من القطع، وهذا كان له هدف إستراتيجى مهم، كى لا نحرم السائح أثناء زيارته للمتحف من رؤية تلك القطع لأنه هناك شغف كبير لدى السائح لمشاهدتها، وقبل الافتتاح الكبير سوف يستمر نقل تلك القطع نحو أسبوعين لتنظيم وضعهم داخل الفارتين المخصصة لها.
> كيف تم نقل المقاصير الملكية وهل واجهتم صعوبات فى فكها وتركيبها؟
التحديات الكبرى التى واجهتنا كانت أثناء نقل المقاصير الخاصة بالملك توت عنخ آمون، وهى صعوبة فكها وتجميعها ليتم عرضها، فقد كان رأى جميع الباحثين والمعاهد العلمية أن هناك فى خطورة فى فكها، ولذا حذروا من نقلها، ولكننا استطعنا بفعل الدراسات وعمل أنواع عديدة من الأشعة، توصلنا من خلال الأشعة إلى تكنيك الصناعة التى قام بها المصرى القديم، وتم التعرف على أماكن الربط والوصلات بها والنقر واللسان، وتم فكها بعد عمل ترميم كامل لها بالمتحف المصرى بالتحرير، وتم عمل طبقتين من الورق اليابانى وبدأنا فى فك المقاصير طبقا لأسلوب الصناعة التى استخدمها المصرى القديم، وتم فكها وتجميعها بنجاح وتغليفها بأسلوب دقيق من خلال المرممين، والمتخصصين فى التغليف ونقل الآثار الثقيلة، التى ليس لهم مثيل على مستوى العالم، فقد نجحنا، وتم وضعها فى القاعات الخاصة بالملك توت عنخ آمون، وهى الآن تزين القاعة فى أبهى صورها، وتم عمل الإضاءة لها بشكل مضبوط وعرض على أعلى مستوى.
كما أن المقاصير، تم وضعها مفككة لمدة عشرة أشهر بداخل المتحف المصرى، وتم تجميعها بمتحف التحرير بنفس التكنيك بعد هذه المدة، فالمقاصير قام كارتر بفكها لكى يصل إلى تابوت الملك والمؤمياء، فهى ثلاث مقاصير، فقد كانت المقصورة الصغيرة، يوجد تحتها التابوت الحجرى الموجود حالياً آن بالمقبرة فى الأقصر، وكان على التابوت أيضاً السرير والتابوب الخارجى للملك، والتابوت الأوسط والداخلى الذى يحتوى على 114، كيلو من الذهب، والذى يحتوى على المؤمياء، وتم نقله لقاعات العرض ولكن الأوسط والتابوت الـ 114 كيلو، لا يزال فى المتحف المصرى بالتحرير، وسوف يتم نقلها قبل الافتتاح بوقت كاف ليكتمل كل شىء خاص بالملك.
> وماذا عن مومياء الملك توت عنخ آمون.. هل سيتم نقلها ليكتمل سيناريو العرض؟
لا يزال التابوت الحجرى موجودا فى المقبرة بالأقصر بداخله المومياء، وهناك الكثير من الأصوات التى تناشد بنقلها أيضاً، ليكتمل سيناريو العرض بالكامل، وتجتمع كل القطع ببعضها البعض، مثلما تم اكتشافها داخل المقبرة فى عام 1922، وعندما ندخل إلى قاعة توت نجد فيلما يحكى قصة المقبرة، واكتشافها ثم بعد ذلك نجد الحياة اليومية للملك توت عنخ آمون، وما هى شكل الحياة له والألعاب، وأدوات الطعام والأثاث الجنائزى والماسك وحالة مبهرة، فسوف يرى السائح كل ما هو مبهر وجذاب داخل قاعة الملك العظيم، وكل جزء بالمتحف به ما يميزه عن كل مكان به، وتتميز القاعات الرئيسية بخريطة لوادى الملوك، وموقع المقبرة ومحاكاة للمقبرة واكتشافها يراها الزائر عند التجول داخل القاعة.
> نرى عندما ندخل البهو العظيم عددا من التماثيل المتكررة.. ما هذه التماثيل؟
يقع على يسار تمثال الملك رمسيس الثانى بالمتحف، عشرة تماثيل مكررة للملك سنوسرت الأول، حيث تم اكتشافها بمنطقة اللشت ثم تم نقله إلى المتحف المصرى بالتحرير، وكان هناك مقترح من لجنة سيناريو العرض بأن يتم وضعهم فى هذا المكان وبالفعل قمنا بترميمها وتنظيفهم وهما من الحجر الجيرى الطباشيرى.
> ماذا عن متحف مراكب الملك خوفو هل تم الإنتهاء من ترميمهم أم لازال العمل مستمر بهما؟
نعمل على الانتهاء من بناء المتحف الخاص بمراكب الملك خوفو، فنحن لدينا عدد اثنين من مراكب الملك «خوفو»، والمركب الأولى تم نقلها من الجزء الجنوبى بالهرم، والأخرى يتم ترميمها وعرضها جنبا إلى جنب بعد ذلك، فالمركب الثانية منذ اكتشافها ولم يتم عمل لها لا ترميم ولا تجميع مثلما حدث مع المركب الأولى، فقد تم الكشف عنهم عام 1954 وعزفت كل البعثات الأثرية عن ترميمها، وحتى الحج أحمد يوسف المرمم الأول للمركب الأولى، كتب فى مذكراته يصعب ترميمها وتجميعها وأيضا البعثة الأمريكية والبعثة الإيطالية رفضت التدخل بها، ولكن بالتعاون بين الجانب المصرى واليابانى، وجامعة وسيدا، تم عمل اتفاق مشروع مشترك بيننا، وبالفعل تم استخراج المركب كلها من الجزء الحفرة ونجحنا فى استخراج عدد 1698، قطعة والقيام بترميم أولى وتوثيق على أعلى مستوى وعمل ليزر إسكان، وفيديو موثق للعمل، والآن بدأنا فى تجميع الجسم الخاص بها، لكى نتصور الشكل الخاص بها فنحن سوف نستمر فى العمل بها حتى بعد الافتتاح النهائى للمتحف، فسوف يقوم المرممين بترميمها وتجميعها كل يوم وهى تعتبر تجربة فريدة من نوعها فى أن يرى الزائر هذا النوع من العمل الدقيق.
فهناك اختلاف بين المركب الأولى، فهى تحتوى على 12 مجدافا من المجاديف الكبيرة للتوجيه، والثانية بها ثمانىة مجاديف فقط للتوجيه ولكنها مزودة بإضافة 52 مجدافا من الحجم الطبيعي، فالطول يعتبر واحدا، ولكن هناك معلومات بأن المركب الثانية كانت القاطرة للمركب الأولى، ولذلك كان لابد من وجود الـ26 مجدافا بكل جانب منها لتسهيل عملية السير والجر، وهناك أبحاث حالية تعمل على لمعرفة خط سيرها وفيما استخدمت.
ومن الأخطاء الشائعة التى يجب علينا تصحيحها للأجيال القادمة، هو إطلاق اسم "مراكب الشمس"، فهذا كان من الباحث الأثرى كمال الملاخ فى تلك الفترة، عندما اكتشفها وهذا اسم غير سليم، فهو تعبير مجازى، فهى ليست مراكب شمسية على الإطلاق لأن مراكب الشمس تختلف عن المراكب الجنائزية، وهى أشبه بسفن كبيرة، ومراكب الشمس بها علامات التعويذة السحرية وهذه التمائم ليست موجودة فى مركب الملك خوفو، وبسبب إطلاق الملاخ تلك التسمية تم إعطاؤه جزاء من وزارة الآثار 15 يوما وإيقافه عن العمل، فنحن نرى صورا ورسومات لمراكب الشمس موجودة فى المعابد تختلف كل الاختلاف.
> كيف تم إنشاء فكرة بناء متحف خاص بمراكب الملك خوفو؟
كان صاحب تصميم وبناء متحف لمراكب «الملك خوفو»، هو اللواء عاطف مفتاح صاحب، الذى أيضاً قرر نقلهما من البداية، والمتحف يستعرض كيف كانت المركب الثانية موجودة ومدفونه فى الحفرة، حيث قمنا بعمل محاكاة لنفس الحفرة التى تم الكشف عنها بها، وتم جلب ووضع 18 بلوكا حجريا أصليا من الموقع الأصلى لهما، وأيضاً وضع خمسة أحجار من المركب الأولى وثمانية من المركب الثانية، وهذه الأحجار موجودة بها النقوش التى استخدمها المصرى القديم ونقش عليها مقاسات الحجر باللون الأحمر والأصفر والأسود، ففى أثناء الزيارة يستطيع الزائر المرور داخل هذه الحفرة ويرى بطاقات شرح لكل حجر، كما تم عمل محاكاة لنهر النيل ووضع مجموعة من التماثيل تمثل نهر النيل، وهما تمثال المعبود حابى إله النيل عند القدماء المصريين والمياه تتدفق من حوله وتنساب فى النهر ومجموعة من تماثيل الإله سخمت إله الحرب التى كان من دورها حماية النهر والبحيرة الحالية.
> عندما نتجول بالبهو العظيم نجد المياه بكل مكان .. فلماذا هذه الفكرة؟
نجد بداخل المتحف المياه فى كل مكان من جوانب منطقة البهو العظيم، فهذا كان فى التصميم الأساسى الفائز للمتحف،بأن يتم وضع المياه فى عدد من النقاط بجوار المعروضات، وأن يكون البهو العظيم مكشوف السقف الخاص به بالكامل، وحتى لو نفذت منها مياه الأمطار فهذا شىء تمت مراعاته، وعمل أماكن لصرف مياه الأمطار، وهذا كله لتخفيف الجو، فهناك إحساس ملموس فى اختلاف درجات الحرارة يشعر به الزائر داخل الكتحف، فكل شىء مدروس وليس متروكا للمصادفة، ولكن منطقة العرض المتحفى جميعها مغطاة، ولا تلمسها المياه عند سقوط الأمطار، وهناك مساحة تفصل بين المنطقة التجارية ومنطقة القطع الأثرية والقاعات.
> نرى فى الخارج ثلاثة أهرامات تزين الواجهة وتشع بنور الشمس.. فهل تم إضافة قطع من الذهب؟
لدينا فى الخارج ثلاثة أهرامات تزين الواجهة بالخارج، وهى رمز للثلاثة أهرامات، وبالفعل قمنا بإضافة شيتات من الذهب المطلى تنير الأهرامات على مسافة بعيدة من الرؤية، وهى رمز للحضارة المصرية التى تشع نور للعالم وهذه الفلسفة الخاصة بها.
كما قام المهندسون المتخصصون، بعمل ما يعرف بظاهرة تعامد الشمس على تمثال الملك رمسيس، يوم جلوس الملك على العرش ومولده فى نفس الميعاد من خلال عمل فتحة تدخل منها الشمس على وجه الملك فى تلك الفترة الزمنية.
ولدينا أيضاً المسلة المعلقة التى تم جلبها من منطقة صان الحجر، وهى أول مسلة معلقة فى العالم تم عمل تصميم خاص لها وتم رفعها على أربعة أعمدة، يرى الزائر أثناء السير تحتها الخرطوش الخاص بالملك رمسيس الثانى الذى كان بمثابة الختم له، كما قمنا بكتابة كلمة مصر بكل اللغات على جوانب القاعدة لتحيط بها من جوانبها، فقد تم ترميمه خلال عام كامل بأسلوب علمى من خلال المرممين بالمجلس الأعلى للآثار، والمتحف المصرى الكبير.
المتحف المصرى الكبير ليس مكانا فقط متحف عرض القطع الأثرية، ولكن لدينا مكان لمتحف الطفل مفتوح يعمل الطفل كيف ظهرت الحضارة المصرية، ولدينا قاعة الواقع الافتراضى ونرى تطور مراحل المصرى بداية من البر إلى الدفن والحياة والزراعة ولدينا قاعة للمؤتمرات للمحاضرات، ومسرح ومطاعم وبيت للهدايا، فكل ما يحتاجه الزائر سوف يجده داخل المتحف المصرى الكبير، ولدينا سلالم متحركة لذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن وهناك أسانسير، ووضع لوحات قراءة بطريقة برايل للقطع الأثرية المتواجدة بالدرج.
> ما عدد القطع التى تم نقلها إلى المخازن والتى تم ترميمها؟ وماذا عن دور مخازن الترميم؟
لدينا 6 مخازن مصممة بأحدث التقنيات والطرق الحديثة، والغرض من إنشائها استمرار مركز الترميم، الذى يعتبر أكبر مركز للترميم به، والذى يضم نخبة من المتخصصين والدارسين على مستوى العالم، فقد تم نقل 57 ألف قطعة أثرية، من كل أنحاء الجمهورية وقمنا ترميمها بالكامل وهى موجودة بالقاعات وعدد منها مازال بالمخازن، وتم عمل بطاقة لكل أثر يشرح حالته وترميمه ونقله وتاريخه، ومتى تم اكتشافه وعمل صيانة وقائية دورية للآثار، ويتم متابعتها بصفة مستمرة.
ونعمل الآن بمركز ترميم كبير، على ترميم توابيت سقارة، وهناك العمل على بعض القطع الأخرى، وهو مركز بحثى ويعمل على تأهيل بعض الكوادر، ولدينا مجموعة على أعلى مستوى تنافس المرممين فى العالم، ولدينا المخازن نوعية على حسب طبيعة المادة الخاصة بكل أثر، وبها تحكم بيئى ومراعاة للرطوبة والحرارة والتخزين والحفظ، يتم وكأنها معروضة ومصانة بشكل سليم وآمن، كان من الصعب القطع التى تم ترميمها المقاصير، وأخذت وقتا طويلا جدا ويتم دراسة الآثار، ووضع خطة علاج والحالات الصعبة هى التابوت الخارجى للمومياء لأنه أول مرة كان يخرج منذ عام 1922، وكانت حالته سيئة للغاية، وطبقات التذهيب متساقطة، وتم ترميم أولى وبعض الإسعافات الأولية قبل نقله للمتحف الكبير.
> هل يتم عرض ما يعرف بخبيئة العساسيف بالأقصر؟
نعم سوف نقوم بعرض كشف العساسيف بعد ترميم التوابيت، وسوف يتم عرضها فى إحدى القاعات الـ12، بالإضافة إلى عرض 96 تابوتا آخر تم اكتشافها بمنطقة سقارة.
> كم تبلغ مساحة المنطقة بالكامل بعد التوسعات الجديدة ؟
هذه منطقة قوامها 3400 فدان، فهى مساحة كبير جداً، حدودها كالتالى، القوس الشمالى الدائرى الإقليمى، ومن الجنوب هو القوس الجنوبى للدائرى الإقليمى، وحدها الشرقى هو ترعة المنصورية، وحدها الغربى هو طريق الفيوم مع طريق الواحات، وهذه المنطقة بالكامل خاضعة للتخطيط الجديد، فهناك لجنة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ووزارة الدفاع والهيئة الهندسية، ووزارتى الآثار والإسكان ومحافظة القاهرة والجيزة، وجميع الجهات المعنية المنوطة بهذه الدراسة الواعية للتخطيط الواعى للمنطقة وتقديم الصورة الكاملة للمنطقة بالكامل لسيادة الرئيس.
وينفذ حالياً إنشاء ثلاثة فنادق بالمنطقة، تحت اسم فندق «خوفو وخفرع ومنقرع»، وكل فندق منها له إطلالة على الهرم الخاص به، بالإضافة إلى إنشاء منطقة تجارية ضخمة جداً على مساحة 130 ألف متر، وإنشاء أكبر مول تجارى ضخم على مساحة 45 ألف متر، يكون لديه اتصال مباشر مع المتحف، وهذا المول الضخم سوف يتسبب فى عمل خلخلة منطقة سن العجوز ونزلة السمان والبازارات الموجودة بها، فيؤدى ذلك إلى سهولة مرور، بالإضافة أيضاً إلى مساحة صوت وضوء جديدة هى الأكبر فى مصر على مساحة 11 فدانا، بها مسرح يسع 10 آلاف مشاهد، من خلال بانوراما كاملة للأهرامات بشكل متتابع ومنها يستطيع السائح والزائر أن يستمتع به.
وهناك أكثر من 7 مداخل للمبنى، المدخل الأول الخاص بالبهو العظيم وهو مخصص لكبار الزوار، والمدخل الثانى مدخل للزائرين والسائحين، المدخل الثالث مخصص للمنطقة التجارية، والرابع مخصص للإدارة، والمدخل الخامس خاص بدخول القطع الأثرية، والسادس والأخير هما مداخل الطوارئ.
وتم أيضاً الاهتمام بالمساحات الخضراء، التى تحيط المتحف الكبير على مساحة 100 ألف متر، وتم زراعة أهم النباتات العطرية والأشجار والفواكه المصرية القديمة، مثل الرومان والتوت والبلح، وهذه الأنواع لها فلسفة فى التصميم الخاص بالمتحف منذ بداية التنفيذ، وهى منتج خاص بالمتحف فقط.