Close ad

سفير الأردنية الهاشمية في القاهرة أمجد العضايلة: تنسيق دائم ورؤية واحدة تجمع مصر والأردن

4-11-2024 | 17:03
سفير الأردنية الهاشمية في القاهرة أمجد العضايلة تنسيق دائم ورؤية واحدة تجمع مصر والأردن أمجد العضايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية فى القاهرة
الأهرام العربي نقلاً عن

أدار الندوة :   جمال الكشكي

موضوعات مقترحة

شارك في الندوةمهدي مصطفى ـ عزمي عبدالوهاب ـ  محمد عيسى - أحمد إسماعيل ـ  هاني فاروق

تصويرعماد عبدالهادي  ــ  أحمد العجمي

 

التعاون المصرى - الأردنى فى البعدين السياسى والإنسانى متواصل بشكلٍ مستمر بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى وأخيه الملك عبدالله الثانى

موقف الدولتين ثابت بشأن ضرورة تكثيف الجهود الدولية الجادة للتوصل لوقف فورى لإطلاق النار فى غزة ولبنان

الجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى ظل غياب المساءلة تضع الشرعية الدولية أمام أزمة كبيرة

كرة الثلج المتدحرجة فى المنطقة جراء التصعيد غير المسبوق ومتعدد الاتجاهات تعقد المشهد أمام الجميع

«الصمت مريب» و«اللا موقف مدان» أمام ما تقوم به إسرائيل من قتل بحق الشعبين الفلسطينى واللبنانى

بين «ظلم الجغرافيا» و»المظلومية الدولية»، وضع سفير المملكة الأردنية الهاشمية فى القاهرة أمجد العضايلة قضايا المنطقة العربية، التى رأى فيها عقدةً جيوسياسة تزداد صعوبتها مع كل سلوكٍ أحادى غير محسوب العواقب، تقدم عليه قوى إما قائمة بالاحتلال كما هى إسرائيل، أو تتدخل فى القضايا العربية بدوافع الأطماع والجوار أو قوى أخرى تنظر للدول العربية كمنافسٍ لها.

فى صالون «الأهرام العربى»، تحدّث أمجد العضايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية فى مصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عن أزمةٍ غير مسبوقة ومعقّدة تشهدها المنطقة العربية نتيجة العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزّة والضفة الغربية ولبنان، وتبادل الهجمات العسكرية بين إسرائيل وإيران، وفقدان أى أملٍ لفرصةٍ لسلامٍ واستقرارٍ وأمنٍ منشودٍ تتطلع إليه شعوب المنطقة من عقود، معتبراً أن وتيرة التصعيد وتوسيع رقعة الصراع فرضت واقعاً ومتغيرات سيكون لها ما بعدها.

 

 

قال السفير أمجد العضايلة، سفير المملكة الأردنية الهاشمية فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، فى حواره مع هيئة التحرير فى الأهرام العربى، بحضور الدكتور علاء الزيود، المستشار الإعلامى فى السفارة الأردنية، إن التشاؤم حيال الوضع الحالى والمستقبل القريب يمثّلُ قاسما مشتركاً بين المسئولين والرأى العام فى العالم العربى على حدٍ سواء، فى ظل إصرار الحكومة المتطرفة فى إسرائيل على التصعيد وتوسيع إطار الحرب وتجاهل كل النداءات الدولية، معلقاً: "وصلنا اليوم لمعادلة لم يعد فيها لدى الساسة أى تفاؤل وبما يقترب إلى حدٍ كبير من التشاؤم، الذى طالما خيّم على انطباعات الناس وتصوراتهم لمنطقتهم ومستقبلها".

ويشير العضايلة، وهو سفير لبلده فى عواصم كبرى ووزير إعلام معروف ومستشار سابق للعاهل الأردني، إلى أن كرة الثلج المتدحرجة فى المنطقة جراء التصعيد غير المسبوق ومتعدد الاتجاهات عقّد المشهد أمام الجميع ولم تعد تجدى معه أى إجراءات استباقية، مادام من يقود العدوان ويرفع راية الدم لا اعتبارات أمامه سوى تحقيق ما يعتقد أنه انتصارات على حساب كل شيء، بما فيها الإنسانية والقانون والمواثيق الدولية، وهى لا انتصارات ولا إنجازات بقدر ما هى إشباع للعقلية العدوانية.

"الصمت مريب" و"اللا موقف مدان"، هكذا يصف العضايلة مشهداً، يرى فيه دولة واحدة تسير "عكس التيار" ولم توقف ماكينة التصعيد والقتل الذى تنتهجه أى اعتبارات متصلة بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية التى تنظر بتهمة الإبادة الجماعية ومواقف دول أوقفت تزويد إسرائيل بالسلاح. مستنكراً، طرح العديد من الأسئلة التى يرى أن العالم يعجز اليوم عن الإجابة عنها أمام هذا التهور الغاشم لإسرائيل؛ فما الذى تريد إسرائيل أن تحققه بعد قتلها ما يزيد على 40 ألفاً من الأطفال والنساء والشيوخ فى غزّة وتدمير البنية التحتية والمرافق الصحية التعليمية؟، وما هدفها فى لبنان بعد تهجير ونزوح نحو مليون ومائتى ألف داخل لبنان وخارجها؟.. وإلى ماذا تسعى بعد استهداف وكالة الأونروا فى الضفة الغربية ومصادرة مقرها فى القدس؟.. داعياً القوى الدولية إلى النظر لهذه المؤشرات التى تقود لنتيجة واحدة هى أنَّ العقلية الحاكمة فى إسرائيل تُرهن، بسلوكها المتطرف، مستقبل المنطقة للحروب والصراعات، التى ستبقى أسبابها حاضرة طالما عقلية القلعة وعقلية العدوان هما المسيطرة عليها

دولياً، قال السفير: إن هذا التصعيد غير المسبوق فى الجرائم التى ترتكبها إسرائيل فى ظل غياب المساءلة يجعل منها أمراً معتاداً، وهو ما يضع الشرعية الدولية، المتمثلة بمنظومة الأمم المتحدة، أمام "أزمة تضرب فى صميم شرعيتها، وتهدد بانهيار الثقة العالمية والسلطة الأخلاقية"، كما اعتبرها الملك عبد الله الثانى فى كلمة غير مسبوقة لزعيم على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسابيع قليلة.

وإزاء هذا المشهد، الذى تتفرد فيه لغة الحرب والدم ومعاداة الشرعية واستباحة القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، يرى العضايلة أنه لا مجال ولا طريق للتعامل مع ذلك إلا تعزيز التعاون والتنسيق ووحدة الموقف، ومزامنة الجهد الدبلوماسى والسياسى مع جهدٍ إنسانيٍ إغاثى كون ضحايا الحرب والعدوان الإسرائيلى الغاشم هم الأبرياء فى غزّة والضفة الغربية ولبنان، انقطعت بهم السبل بعد استهداف منظومة البنية التحتية وتدمير المرافق والخدمات والأسوأ هو الاستهداف المقصود والواضح من قبل إسرائيل لخدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وأكد السفير أمجد العضايلة أن النموذج الأردنى المصرى فى التنسيق الموصول والتشاور المستمر ووحدة الرؤى، وتكامل التحرّك فى السياق الثنائى أو المنظومة العربية أو حتى إقليمياً ودولياً، حتى وصل هذا التنسيق على مستوى جلالة الملك عبد الله الثانى وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأيضاً على مستوى وزيرى خارجية البلدين إلى درجة التطابق والتماهى فى الرؤية والموقف والتحرّك أيضاً.

وشدد سفير الأردن على أن التنسيق والتعاون المصرى الأردنى فى البعدين السياسى والإنسانى تجاه القضايا العربية، متواصل بشكلٍ مستمر بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى وأخيه الملك عبد الله الثاني، بما يضمن خدمة الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار وحل الأزمات الراهنة ووقف دوامة الحرب والتخفيف من تداعياتها الإنسانية على شعوب المنطقة.

وأشار السفير إلى أن أحدث مفاصل هذا التنسيق، كان فى الزيارة التى قام بها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشئون المغتربين أيمن الصفدي، إلى القاهرة نهاية الأسبوع الماضي، فور عودته من زيارة قام بها إلى لبنان والتقى كبار المسئولين اللبنانيين، واطلع منهم على تداعيات العدوان الإسرائيلى على لبنان والموقف من تطبيق القرار 1701 إلى جانب الوضع الإنسانى والنزوح، حيث وصل الصفدى إلى بيروت على متن طائرة عسكرية أردنية تحمل مساعدات إغاثية للأشقاء فى لبنان.

وفى زيارته لمصر، نقل الوزير الصفدى رسالة من الملك عبد الله الثانى لأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى ثمّن ذلك من منطلق العلاقات التاريخية التى تجمع البلدين، وشهد استقبال الرئيس السيسى للصفدى، تناول مستجدات الجهود المصرية والأردنية الرامية للتهدئة فى المنطقة، حيث تم تأكيد موقف الدولتين الثابت بشأن ضرورة تكثيف الجهود الدولية الجادة للتوصل لوقف فورى لإطلاق النار فى غزة ولبنان.

ولفت العضايلة إلى تأكيدات الوزير الصفدى ووزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطى بأن الموقفين المصرى والأردنى متطابقان تماما، وأن خطوط مصر الحمراء هى خطوط الأردن الحمراء.

وقال كما أكد وزير الخارجية الصفدي، أن الأردن يدرك تماما أن مصر هى الأكثر تأثرا بما يجرى فى القطاع، ويساندها فى كل ما تتخذه من مواقف، فإن الوزير عبدالعاطى أكد دعم مصر الكامل للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس، وللدور الذى تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية والأوقاف الأردنية فى حماية الهوية العربية لمدينة القدس.

ورأى أن الأردن ومصر على كفيّ الصراع حدودياً، فمصر بوابة حدودية لغزّة، كما أن الأردن بوابةً حدوديةً مع الضفة الغربية، وهو وضع يرتب مسئولية وأعباء على كاهل الدولتين فى البعد السياسى والإنسانى واللوجستي.

كما أن التوافق الأردنى المصري، يقف عند نقطة التقاء واضحة فى رفضهما المطلق والواضح وعدم قبولهما لتهجير الفلسطينيين سواء فى الداخل الفلسطينى أو إلى خارج فلسطين إلى مصر أو الأردن أو أى مكان آخر، وهذه أحد أبرز الخطوط الحمراء التى يتفق عليها البلدان بشكل كامل، وصدر تأكيدات مصرية أردنية بالاستعداد التام للتصدى بكل إمكاناتهما لأى محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء باتجاه مصر أم باتجاه الأردن.

وعن الحراك الدبلوماسى الأردني، الذى يلحظ الجميع فيه الزيارات والاجتماعات المكثفة لوزير الخارجية الصفدي، قال العضايلة: إن دوافع هذا الحراك، الذى يقوده الملك شخصياً ويترجم رؤيته وزير الخارجية، تكمن فى أهداف متزامنة ومتوازية يسعى الأردن لدعم تحقيقها بالتنسيق مع مصر وأشقائه العرب وقوى دولية مؤمنة بالسلام ورافضة للسلوك الإسرائيلي، وهى: وقف العدوان على غزة، والضفة الغربية، ولبنان وحماية المنطقة من كارثية حرب إقليمية تدفع إسرائيل بتصرفاتها المنطقة نحوها.

وختم بالتأكيد أن القاهرة وعمّان يحكمهما، إلى جانب قيم العروبة وثبات الموقف السياسى تجاه قضايا الأمة، رؤية سياسية عرف بها الملك عبد الله الثانى وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسى اعتمدت على الحراك متعدد الأطراف والمبادرة فى قيادة الجهود والتشبيك مع القوى الإقليمية والدولية لخدمة القضايا العربية.

وتوقّع أن يكون المشهد فى قادم الأيام، حتى بانتهاء الحرب، محمّلاً بواقع سيصبح مفروضاً وسيجعل المستقبل أكثر تعقيداً أمام دول المنطقة وأكثر قتامة فى عيون جيلٍ لا يرى فى إسرائيل سوى آلة حرب، لغتها الحرب، وأدواتها السلاح ونشوة مسئوليها ممزوجةً بالدم، فى منطقة تفوق فيها صوت السلاح على صوت السلام، وغلبت فيها صرخات الأطفال صوت أحلامهم، وغشى اللون الأسود كل لوحةٍ ترسمها أصابع، ترتجف خوفاً من قادمٍ ليله ونهاره سواء.


أمجد العضايلة سفير المملكة الأردنية الهاشمية فى القاهرة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: