يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للمستقبل، حيث يعتبر التعليم مجالًا رئيسيًا للتركيز.
موضوعات مقترحة
ووفقًا لتقرير صادر عن "تيك نافيو"من المتوقع أن يزدهر سوق التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.46% بين عامي 2023 و2028، مع زيادة متوقعة في حجم السوق قدرها 5.41 مليار دولار أمريكي.
وتدرك الدولة القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في تعزيز منهجيات التدريس وتجارب التعلم الشخصية والكفاءة التشغيلية داخل المؤسسات التعليمية، أحد أدوار أدوات الذكاء الاصطناعى الحديثة الرئيسية هو تخصيص التعلم.
قال الدكتور محمود موسى أستاذ علوم الحاسب بجامعة هيريوت وات - دبي، إنه يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تتكيف مع احتياجات الطلاب الفردية، حيث تقدم دروسًا وتقييمات وملاحظات مخصصة تلبي نقاط القوة والضعف لديهم، وهذا يسمح بتجربة تعليمية أكثر جاذبية وفعالية.
تابع: كما يلعب الذكاء الاصطناعي أيضًا دورًا حاسمًا في أتمتة المهام الإدارية، مثل التصنيف ومتابعة الحضور، وبالتالى يقلل من عبء العمل على المعلمين، ويمنحهم المزيد من الوقت للتركيز على التدريس والتوجيه والإرشاد.
أضاف أنه علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الطلاب لتحديد فجوات التعلم والتوصية بالتدخلات المبكرة، مما يساعد المؤسسات على تحسين نتائج الطلاب.بالإضافة إلى ذلك، فإن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ترجمة اللغة والتعرف على الكلام تجعل التعليم أكثر سهولة، خاصة في الفصول الدراسية المتنوعة أو للطلاب ذوي الإعاقة.
ومن خلال تبسيط العمليات وتقديم الدعم الشخصي، يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين جودة التعليم ومدى وصوله.
وفقًا لتقرير صادر عن "جلوبال ماركت إنسايتس"وصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في التعليم إلى 4 مليارات دولار أمريكي في عام 2022، ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نمو سنوي مركب يزيد على 10% من عام 2023 إلى عام 2032، وذلك بسبب الإتجاه المتزايد نحو التعلم الشخصي.
يمكن للجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية العربية اطلاق مشاريع تطوير مناهج التعليم اعتمادا علي تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوصيل المحتوي التعليمي للطلاب بطريقة سهلة وسلسلة وتتماشي مع أنماط التعليم المختلفة للطلاب.
فنجد أن هناك طلابا يفضلون قراءة المحتوي التعليمي وهناك من يفضلون المحتوى التفاعلى ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل النص الكتابي إلى فيديو تفاعلي يحقق المعادلة الصعبة بجذب انتباه الطلاب وحثهم وتشجيعهم علي المشاركة والتفاعل خلال أوقات المحاضرات.
كما يمكن للجامعات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، منها: التعلم الإلكتروني التكيفي وأنظمة تقييم الأداء الأوتوماتيكية بالإضافة الى المساعد أو المدرس الافتراضي وأخيرًا وليس آخر الترجمة الآلية.
أما في مجال المناهج يمكن إستحداث محتوى تعليمي ديناميكي حيث يمكن إنشاء محتوى تعليمي يتغير ويتكيف بناءً على اهتمامات وتفضيلات الطلاب، ما يجعل التعلم أكثر إثارة وجاذبية.
ويمكن محاكاة الواقع الافتراضي والمعزز؛ حيث يمكن للطلاب تجربة مفاهيم ومعلومات بطريقة تفاعلية باستخدام محاكاة الواقع الافتراضي أو المعزز، ما يعزز فهمهم وتطبيقهم للمعلومات وبالتالى تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والعمل الجماعي من خلال توفير أدوات وأنشطة تعليمية مخصصة يمكن الطلاب حلها بمساعدة المعلم الالكتروني.
في مجال التقييم والتصحيح
يمكن للجامعات الاستفادة بشكل كبير من أدوات الذكاء الاصطناعي في التقييم و التصحيح ووضع العلامات، حيث يعزز الكفاءة والجودة.
من أهم المزايا هي السرعة والدقة في التقييم. كما يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تقييم عدد كبير من الطلاب فى وقت أقل، خصوصًا فىإختبارات الإختيار من متعدد أو حتى المقالات، وبدقة عالية.
وهذا يقلل العبء على المعلمين ويسمح لهم بالتركيز على جوانب أكثر تخصيصًا للتدريس.ويمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أيضًا تقديم درجات أكثر موضوعية واتساقًا، مما يحد من التحيز البشري الذي قد يحدث بسبب الإجهاد أو التفضيلات الشخصية.
ومن خلال وضع معايير محددة مسبقًا، يضمن الذكاء الاصطناعي تقييم الطلاب بناءً على مقاييس معينة، مما يؤدي إلى نتائج أكثر عدالة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تعليقات تفصيلية للطلاب، وتحديد مجالات محددة للتحسين، وتقديم اقتراحات تعليمية مخصصة.
يمكن للجامعات استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الاتجاهات في أداء الطلاب بمرور الوقت، وتحديد فجوات التعلم وتعديل المناهج الدراسية وفقًا لذلك لتتماشى مع متطلبات سوق العمل التى تتغير بسرعة كبيرة.
علاوة على ذلك، يمكن لأدوات الكشف عن الانتحال، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ضمان النزاهة الأكاديمية من خلال التحقق بكفاءة من المحتوى المنسوخ عبر قاعدة بيانات واسعة من الموارد.
ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي في عملية التقييم، يمكن للجامعات تحسين الدقة الأكاديمية، وتقليل الأعباء الإدارية، وبالتالى تقديم تجربة تعليمية أكثر تخصيصًا للطلاب، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين النتائج التعليمية.
استخدام أدوات الذكاء الإصطناعى فى مجالات البحث
تقدم حلول الذكاء الاصطناعي فوائد كبيرة للأبحاث الجامعية من خلال تبسيط العمليات وتعزيز النتائج وذلك من خلال تحليل البيانات. يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي معالجة مجموعات البيانات الضخمة وتحليلها بسرعة، والكشف عن الأنماط والرؤى التي قد يكون من الصعب على البشر اكتشافها أو تستغرق وقتًا طويلاً.
وهذا أمر مهم بشكل خاص في مجالات مثل علم الأحياء، والاقتصاد، والعلوم الاجتماعية، حيث يعد تحليل البيانات على نطاق واسع أمرًا ضروريًا.
كما يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في مراجعة الأدبيات من خلال مسح الأوراق البحثية ذات الصلة وتلخيصها بسرعة، مما يسمح للباحثين بالبقاء على اطلاع بأحدث التطورات.
يمكن لخوارزميات التعلم الآلي أيضًا التنبؤ بنتائج الأبحاث، مما يساعد الباحثين على تحسين التصميمات التجريبية والتركيز على المجالات الواعدة.
علاوة على ذلك، تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي على تعزيز التعاون من خلال تسهيل تنظيم البيانات ومشاركتها عبر فرق البحث، حتى على مستوى العالم.
وهذا يسرع من عملية نقل المعرفة والابتكار.
ومن خلال أتمتة المهام العادية، وتحسين تحليل البيانات، وتعزيز التعاون، يساعد الذكاء الاصطناعي الجامعات على إنتاج أبحاث عالية الجودة بشكل أكثر كفاءة.