Close ad

صالون المبدع سعيد شيمي

5-11-2024 | 16:12

فى كل الأزمنة تظل الصالونات الأدبية والفكرية ذات أهمية كبرى، مهما تعددت وسائل وأدوات المعرفة والنقاش والحوار، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرة غالبيتها على المجتمع لا يزال البعض يهتم بالصالونات الثقافية والفكرية التي تجدد المعلومة وتثري النقاش وتساهم في تبادل وجهات النظر.

الصالونات الأدبية نشأت عربية، فهي ليست ابتكارًا من الغرب، ولكنها منجز عربي خالص، ولها امتدادها الأصيل في الثقافة العربية، ثم انتقلت إلى باقي أنحاء العالم، وأصبحت تشبه “النوادي العامة” يلتقي فيها الناس للعب الشطرنج والحديث الثقافي المشتهى، ورواية الشعر واستماع الموسيقى، وتعرفت أوروبا إلى المقاهي الأدبية من اتصالها بالعالم العربي الذي تأسست منه فكرة الصالونات.

من أشهر الصالونات الأدبية صالون الأديبة اللبنانية “مي زيادة”، الذي استمر لمدة عشرين عامًا من 1913 وحتى 1933، وكذلك صالون العقاد الشهير؛ والذي كان يعقد صباح الجمعة من كل أسبوع، وارتاد هذا الصالون ونظائره أعلام الفكر والأدب والسياسة والثقافة، ممن أثروا الحياة الثقافية العربية، وكذلك صالونات كانت تعقد بالصحف والمجلات الثقافية المشهورة، والمؤسسات والنوادي، وغير ذلك من الأماكن التي استضافت صالونات مهمة وذات تأثير كبير في مجالات عديدة من بينها الثقافة العامة والفن السينمائي، الذي أسعدني عودة صالون خاص بها حاليًا، وهو صالون سعيد شيمي للثقافة السينمائية، الذي سيقام بجمعية كتاب ونقاد السينما في محاولة جديدة لعودة صالونات الثقافة السينمائية، بعد أن اتفق الناقد السينمائي الأمير اباظة رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما مع مدير التصوير والمخرج الكبير سعيد شيمي على عقد صالون شهري لمحبي الثقافة السينمائية.

يتناول خلاله شيمي ذكرياته ورؤاه حول السينما المصرية والعالمية، وذكرياته حول مسيرته السينمائية على مدار ما يزيد على نصف قرن، وهو أمر يدعو للسعادة والثناء على إعادة هذه الفكرة التي ستكون عونًا للسينمائيين الجدد، وتنشيطًا لذاكرة العاملين في الحقل السينمائي، وأرى أن مثل هذا الصالون سيكون منصة حيوية للثراء الفكري، وتبادل وجهات النظر فى كل ما يخص السينما، وسيخلق بيئة ملهمة للنقاش والحوار من خلال الخبرة الكبيرة لمدير التصوير والمخرج المبدع سعيد شيمي أول مصور سينمائي مصري وعربي تحت الماء، وصاحب الـ108 أفلام روائية طويلة و75 فيلمًا تسجيليًا وقصيرًا و5 مسلسلات تليفزيونية و3 سهرات أبدع في تصويرها ببراعة، إضافة إلى إثرائه المكتبة السينمائية بـ41 كتابًا في فن الفيلم وجماليات وتاريخ الصورة السينمائية، وصاحب الكثير من ورش التصوير السينمائي المجانية في محافظات مصر المختلفة لتعليم حرفة التصوير وتذوق الأفلام.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: