تسعى دول العالم لتحقيق الأهداف السبعة عشرة للتنمية المستدامة، التي وضعتها الأمم المتحدة قبل نحو عِقد من الزمان، فتمكنت من تحقيق بعضها؛ بينما تقف حجرات عثرة في تحقيق بعضها الأخر، إلا أن قرية في وسط الدلتا، حققت ما عجزت عنه -ربما- دول كبرى.
موضوعات مقترحة
في قرية «نهطاي» التابعة لمركز زفتى في محافظة الغربية، تحقق على أرضها -ولا نبالغ إذا قلنا- كل أهداف التنمية المستدامة؛ بعد أن استهدفتها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» ضمن «المرحلة الأولى» للمبادرة؛ لتحويلها إلى قرية ذكية؛ لتنجع المبادرة في مهمتها ومسعاها؛ وتحصد القرية الصغيرة في وسط الدلتا على «شهادة ترشيد» كأول قرية خضراء على مستوى محافظات الدلتا.
نهطاي قرية ذكية في الغربية نهطاي قرية ذكية في الغربية
ما هي «شهادة ترشيد» التي حصلت عليها قرية نهطاي؟
هبة الشرقاوي مسئول المشاركة المجتمعية بوحدة «حياة كريمة» بمحافظة الغربية، عضو المكتب الفني للمحافظ، أوضحت لـ«بوابة الأهرام» أن «شهادة ترشيد» تُمنح للمجتمعات التي تطبق معايير صارمة في الاستدامة البيئية، مثل ترشيد استهلاك المياه والطاقة، إعادة تدوير النفايات، توفير المساحات الخضراء.
وأكدت أن «شهادة ترشيد» شهادة دولية، وتعد واحدة من أهم 10 شهادات بيئية على مستوى العالم؛ ويمثل منح قرية نهطاي الشهادة إنجازا كبيرا لمصر؛ كونها الشهادة الأولى من نوعها التي تمنح لقرية مصرية؛ حيث تؤكد التزام الدولة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
لماذا استحقت قرية نهطاي الحصول على «شهادة ترشيد»؟
قالت هبة الشرقاوي، إن لمشروعات مبادرة «حياة كريمة» بقرية نهطاي دور رئيس وأساسي في تأهل القرية للحصول على شهادة ترشيد؛ باعتبارها نموذجًا يحتذى به لقرى المشروع القومي «حياة كريمة».
وأشارت إلى قيام وفد من وزارة التخطيط بزيارة القرية؛ لتسليط الضوء على المشروعات التي أهّلت القرية للحصول على الشهادة، وذلك ضمن مشاركة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في الحملة الحضرية لمصر، ضمن فعاليات استضافة مصر للمنتدى الحضري العالمي.
نهطاي قرية ذكية في الغربية 
نهطاي قرية ذكية في الغربية وأضافت عضو المكتب الفني لمحافظ الغربية، أن شهادة ترشيد تتضمن 3 محاور أساسية تتعلق بترشيد الطاقة والمياه والموارد، لافتا أن ما أهّل قرية نهطاي للحصول على «شهادة ترشيد» كان إضاءة الطرق والشوارع باللمبات الموفرة؛ لترشيد استهلاك الكهرباء، ووجود آليات ووسائل لترشيد استهلاك مياه الشرب، وتحسين كفاءة استهلاك مياه الري، عن طريق مشروعات تأهيل وتبطين الترع، واستخدام أجهزة تحكم ذكية في عملية الري.
واستطاعت القرية، الاستفادة من إعادة تدوير مياه الصرف الصحي المعالج في زراعة الحدائق والمساحات الخضراء فى القرية، وتوفر الخدمات والمرافق الأساسية، وإتاحة بسهولة لذوي الهمم، والاعتماد على وسائل النقل الجماعي والصديق للبيئة، واستغلال المخلفات وتحويلها إلى «غاز حيوي - بيوجاز» و«مواد للتسميد – كمبوست»، فضلا عن نشر الوعى بين المواطنين وطلاب المدارس بأهمية الحفاظ على البيئة.
وأشارت «الشرقاوي» إلى تشارك العديد من الجهات في تحقيق هذه الأهداف في القرية، منها جامعة طنطا، أكاديمية البحث العلمي، جمعيات تنمية المجتمع، وهو ما ساهم في تحقق جميع أهداف التنمية المستدامة الـ 17 في القرية -بحسب مسئول المشاركة المجتمعية في مبادرة «حياة كريمة» بالغربية.
بما تشتهر قرية نهطاي؟
تشتهر قرية نهطاي بزراعة القمح والأرز ونباتات الأعلاف، وكذلك البقدونس والشبت والكرفس والشمر والكسبرة الخضراء والبصل.
كما تشتهر بصناعة الملابس، وهى قرية أم يتبعها 9 قرى و3 توابع، ويبلغ عدد سكانها 16483 نسمة، ومساحة القرية على 1783 فدانًا، وتنفذ «حياة كريمة» بها 40 مشروعًا خدميًا وتنمويًا.
نهطاي قرية ذكية في الغربية 
نهطاي قرية ذكية في الغربية وشهدت القرية المدرجة ضمن القرى النموذجية بالمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» على مستوى الجمهورية، إنشاء أول كورنيش حضري على ترعة العطف بعد انتهاء أعمال تبطينها، بالإضافة إلى إنشاء حديقة عامة كمتنفس للأهالي، تروى بنظام ري الحديث.
وينفذ في القرية عددا من المبادرات المهمة مثل «مشغلي» و«معا من أجل ترع نظيفة» و«التعليم حياة»، و«قرية بلا إدمان» و«قرية بلا بطالة» و«زراعة أسطح البيوت».
وأنشئ على أرض القرية مجمع مدارس ابتدائية وإعدادية ومجمع خدمات حكومية، ومجمع خدمات زراعية بيطرية، ومركز شباب ومركز لتنمية الأسرة والطفل، ونقطة شرطة، والعديد من المشروعات الخدمية والتنموية.
نهطاي قرية ذكية في الغربية 
نهطاي قرية ذكية في الغربية وتعد قرية نهطاي ثاني قرية خضراء على مستوى الجمهورية تسجل ضمن المشروع القومي لتطوير الريف المصري «حياة كريمة»؛ حيث حصلت على «شهادة ترشيد» التي تمنح للمجتمعات الريفية الخضراء عام 2023، وذلك بعد حصول قرية «فارس» في محافظة أسوان على الشهادة ذاتها عام 2022.
الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي WUF12
ويعقد المنتدى الحضري العالمي كل عامين، ويعد الأول من نوعه المعني بالتحضر؛ حيث يجمع المنتدى مجموعة واسعة من المعنيين من جميع أنحاء العالم؛ لمناقشة التحديات الحضرية الرئيسية التي تواجه العالم اليوم.
ومنذ انعقاد المنتدى الحضري العالمي لأول مرة في نيروبي، كينيا، في عام 2002، اتسع نطاقه من حيث الحجم والانتهاج؛ ليصبح المنتدى منصة مقدرة لتبادل أفضل الممارسات والابتكارات.
موضوعات متعلقة:
وزيرة التنمية المحلية: مصر حريصة على دعم جهود التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الأممية
وزيرة التضامن: عرض نجاحات "حياة كريمة" و"تحالف العمل الأهلي" ضمن المنتدى الحضري
افتتاح حديقة الأندلس.. عودة لذكريات كبرى الحفلات الغنائية وقرار إعلان الجمهورية| فيديو
وزير الإسكان: مناقشات المنتدى الحضري العالمي مهمة لارتباطها الوثيق بمصالح البشر والتنمية الاقتصادية
"إعادة إحياء القاهرة التاريخية" في مناقشات المنتدى الحضري العالمي| صور
المنتدى الحضري العالمي.. محافظ القاهرة يستعرض تجربة القضاء على العشوائيات
الممثل الإقليمي لـ "هابيتات": إقبال غير مسبوق على المشاركة في النسخة الـ12 للمنتدى الحضري العالمي
ممثلة الأمم المتحدة: ندعو شركات القطاع الخاص للعمل مع الحكومات والمجتمعات المدنية لخلق مدن مستدامة