ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن العام الماضي شهد توسعًا غير مسبوق للصراع الدائر بين إسرائيل وحماس ليشمل أطرافًا عديدة في المنطقة، في تطور خطير يعيد تشكيل خريطة التوترات في الشرق الأوسط.
موضوعات مقترحة
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الإثنين أن الأمر بدأ عندما انطلقت هجمات بقيادة حماس من قطاع غزة وتوالت بعده سلسلة من الأحداث التي أدت إلى تصاعد العنف ودفعت المنطقة نحو شفا حرب شاملة.
وأضافت أن إسرائيل شنت حملة جوية وبرية ضخمة في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، بيد أن نطاق الصراع لم يتوقف عند حدود غزة، بل توسع ليشمل تدخلات من جيوش مثل الولايات المتحدة وإيران وجماعات مسلحة متنوعة، أبرزها حزب الله في لبنان.
وأفادت الصحيفة الأمريكية بأنه في أوائل هذا العام، دخلت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في اليمن على خط النزاع، حيث نفذت هجمات على الشحن الدولي في البحر الأحمر باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ، دعمًا للفلسطينيين. وأدت هذه الهجمات إلى اضطراب حركة التجارة وارتفاع تكاليف الشحن الدولي، ما زاد من تعقيد المشهد الإقليمي.
وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بإسقاط أحد أكبر الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي أطلقتها جماعة الحوثي في ممر البحر الأحمر الحيوي في 10 يناير الماضي. كما شنت الولايات المتحدة ضربات انتقامية استهدفت مخازن أسلحة حوثية تحت الأرض، لكنها لم تنجح في إيقاف الهجمات التي استمرت على مدى الشهور التالية.
وفي تطور خطير آخر، أسفرت ضربة بطائرة مسيرة شنتها جماعة مسلحة مدعومة من إيران على قاعدة أمريكية في شمال شرق الأردن عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين، ما يمثل أولى حالات مقتل جنود أمريكيين في هذا الصراع.
وتابعت الصحيفة الأمريكية قائلة إن المواجهات بين إسرائيل وإيران انتقلت من الظل إلى العلن في أبريل الماضي، حين اتُهمت إسرائيل بقتل جنرال إيراني في دمشق. وردت إيران بإطلاق أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة نحو إسرائيل، في خطوة غير مسبوقة شهدت تصديًا فعالًا من أنظمة الدفاع الإسرائيلية والأمريكية، مع تضرر طفيف لقاعدة «نيفاتيم» الجوية العسكرية في جنوب إسرائيل.
وفي يوليو، اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في عملية جريئة في طهران، معلنة عن بدء مرحلة جديدة من الاستهدافات المكثفة للقيادات البارزة لحماس وحزب الله. ثم توالت الأحداث، حيث شنت إسرائيل في سبتمبر هجومًا دمر آلاف الأجهزة الإلكترونية لحزب الله في لبنان وأعقبه غارة ضخمة على جنوب بيروت أودت بحياة حسن نصر الله، زعيم حزب الله. ومع تصاعد الصراع، نفذت إسرائيل توغلات في لبنان لمواجهة تهديدات جديدة على حدودها الشمالية.
وفي الأول من أكتوبر، أطلقت إيران ما يقارب 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، أُسقط معظمها قبل أن تصل إلى أهدافها، وردت إسرائيل بتوجيه تهديدات بالرد بشكل أكثر قوة. وتصاعدت التوترات مجددًا مع مقتل يحيى السنوار، زعيم حماس، في غزة في 16 أكتوبر، لتصل إلى ذروتها عندما شنت إسرائيل هجمات جديدة على منشآت تصنيع الصواريخ الإيرانية في نهاية الشهر.
واختتمت وول ستريت جورنال تقريرها بالقول إنه مع تهديد إيران بالرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، تبدو المنطقة في حالة من الترقب والخوف من تصاعد العنف وينذر التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، خاصة بعد الضربات المتبادلة، بدوامة جديدة قد تجر المنطقة بأكملها إلى صراع أشد وأوسع نطاقا.