سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على قصف القوات الإسرائيلية لأحد المراكز الطبية في قطاع غزة أثناء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي بدأت يوم السبت الماضي تحت إشراف منظمة "اليونيسف" التابعة للأمم المتحدة.
موضوعات مقترحة
وأضافت الجارديان، في مقال للكاتب جوليان بورجر، اليوم /الاثنين/ - أن القصف أدى إلى إشعال النار في المركز الطبي وتدمير سيارة تابعة لليونيسف، موضحة أن القوات الإسرائيلية قامت بقصف المركز الطبي على الرغم من الحصول على تعهد من الجانب الإسرائيلي بوقف لإطلاق النار لحين الانتهاء من حملة التطعيم.
وأوضحت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إلى أن القوات الإسرائيلية شنت هجوما آخر بالقرب من المركز الطبي في منطقة الشيخ رضوان مما تسبب في إصابة ثلاثة أطفال.
وأضافت راسل أنه خلال اليومين الماضيين تسبب القصف الإسرائيلي في مقتل ما يزيد على 50 طفلا في مخيم جباليا للاجئين، موضحة أن الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في قصف المركز الطبي والهجوم على مخيم جباليا تعتبر دليلا واضحا على العواقب الوخيمة للقصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين في قطاع غزة.
ولفتت راسل إلى أن "المعدلات المخيفة لقتل الأطفال في شمال غزة جراء الهجمات الإسرائيلية إلى جانب تلك الممارسات الأخيرة من جانب القوات الإسرائيلية تجتمع لتكتب فصلا قاتما لمرحلة هي الأكثر قتامة منذ بداية تلك الحرب في قطاع غزة".
وأوضح المقال أن الحملة الطبية التي ترعاها اليونيسف والتي تستهدف تطعيم ما يقرب من 100,000 طفل فلسطيني دون سن العاشرة بالجرعة الثانية من مصل شلل الأطفال، تكتسب أهمية خاصة بعد انتشار المرض بين أطفال غزة منذ يوليو الماضي، موضحا أنه كان من المقرر البدء في تلك الحملة الشهر الماضي إلا أنه تم تأجيلها بسبب القصف الإسرائيلي الذي حال دون الشروع في تنفيذها.
ونوه المقال إلى أن مايقرب من 15,000 طفل دون سن العاشرة في قطاع غزة لن يتمكنوا من الحصول على التطعيم مما يؤثر على فاعلية تلك الحملة التي تستهدف تطعيم حوالي 90 بالمائة من أطفال غزة على الأقل لضمان عدم إصابتهم بشلل الأطفال.
وفي سياق متصل .. وصف المدير العام لبرنامج الغذاء العالمي تيودور أدهانوم الهجوم على المركز الطبي في منطقة الشيخ رضوان بأنه يدعو للقلق البالغ، مشيرا إلى أن "الهجوم وقع في الوقت الذي أحضر فيه الآباء والأمهات أطفالهم للحصول على التطعيم من أجل الحفاظ على صحتهم وحياتهم بعد أن تلقوا وعودا بوقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية".