Close ad

فوز ترامب.. ماذا يعني؟

3-11-2024 | 17:24

ليس هناك فارق بين كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، ومنافسها دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فكلاهما يحمل أجندة أمريكا في الهيمنة على العالم والسيطرة على مقدرات الشعوب، وكلاهما أيضًا يقدم لإسرائيل دعمًا مطلقًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولعل حرب إسرائيل على غزة ولبنان، وما تمارسه من عدوان وحشي مدعوم بالسلاح والعتاد الأمريكي، وصل إلى الإبادة، كشف مدى تورط واشنطن في هذا الإجرام الذي لم يحدث مثله في تاريخ البشرية.

وأكد هذا العدوان أن الكيان الصهيوني لم يعتمد في جرائمه على إدارة ما في البيت الأبيض، بل هو عابر للإدارات الأمريكية، بل إن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري يتباريان في تقديم الدعم اللامحدود من سلاح وأموال وغيرها لإسرائيل؛ كي تواصل جرائمها وتنفيذ مشروعها الاستعماري على حساب الحقوق العربية والفلسطينينة.

ورغم عدم وجود فوارق جوهرية في ملفات الشرق الأوسط إلا أن فوز دونالد ترامب بما عرف عنه في الولاية الماضية عام 2016 من جنوح نحو اليمين، وما اتخذه من قرارات تجاوزت الحدود المؤسسية المتعارف عليها في الإدارة الأمريكية، يؤشر بل يرسخ ما عرف بـ "الأيدلوجية الترامبية" التي بدأت تتجذر في المجتمع الأمريكي، والتي تعتمد على التطرف والانغلاق نحو الداخل وهو ما يثير مخاوف دوائر كثيرة في أوروبا والعالم.
 
وفي منطقتنا يرى الجناح اليميني الحاكم في إسرائيل في ترامب والأيدلوجية الترامبية فرصة تلاقٍ لتحقيق الأهداف الصهيونية في التوسع الإسرائيلي، وزيادة النفوذ في المنطقة على حساب القضايا العربية، ولا سيما القضية الفلسطينية.

ولعل هذه الأمنية الإسرائيلية في فوز ترامب لها ما يدعمها، وما يبررها فهو ذلك الرجل الداعم لإسرائيل في السر والعلن خلال سنوات حكمه السابقة؛ حيث قام بمساعٍ حثيثة لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما عرف بـ"صفقة القرن"، وكذلك من خلال الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إليها، ناهيك عن الدعم اللامحدود لإسرائيل.

لم يتوقف ترامب عند هذا الحد، بل من يتابع تصريحاته ومواقفه بشأن الحرب على غزة سيتأكد أنه لا يؤمن بالقضية الفلسطينية بل إنه ذهب إلى أكثر من ذلك حين قال إن خريطة إسرائيل يجب أن تتسع لأكثر مما عليه الآن في الدلالة على دعمه للاحتلال الإسرائيلي في التهام المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، وضمها عبر الاستيطان لإسرائيل، بل إن جاريد كوشنر صهر ترامب ومهندس "صفقة القرن" قال في تصريحات سابقة لمجلة "تايم" قبل أشهر إن حدود غزة ليس بالضرورة أن تبقى ثابتة، بل من الطبيعي أن تتغير، منوهًا بالأهمية الاقتصادية للواجهة البحرية للقطاع، ووصف كوشنر اقتراحًا بأن تكون دولة للفلسطينيين بأنها "فكرة سيئة للغاية"، و"ستكون في الأساس مكافأة لعمل إرهابي".

تلك هي عقيدة ترامب وفريقه، وهذه هي أيدلوجيته الترامبية التي باتت أقرب من أي وقت مضي، وفوزه يعني المزيد من التغول الإسرائيلي على حقوق الشعب الفلسطيني، لكن في المقابل فإن الدول العربية لديها من الأوراق وعناصر القوة التي لو استخدمتها ستفرض الحلول، وتستعيد الحقوق مهما تعاظمت غطرسة القوة، أو سادت الحالة الترامبية.. ربما!!

[email protected]

كلمات البحث