Close ad

أنا وأنت وحلم المدينة الفاضلة

3-11-2024 | 10:21

حلم العثور على المدينة الفاضلة ما زال قائمًا بيننا، رحلة البحث ما زالت جارية ولن تتوقف ما دمنا أحياء نتنفس، فالأمل ما زال معقودًا على وجودها، والسعي إلى ذلك أصبح ضروريًا خاصة في عصرنا. 

تحتبس أنفاسنا كلما رأينا ما يتنافى مع فطرتنا وطبيعة أخلاقنا التي تربينا عليها، نتنفس الصعداء عقب كل مرة نصطدم فيها بأشياء لا تمثلنا أو تشبهنا فنخرج سالمين ناجين منها؛ وكلما عثرنا على هدف غير معلن يضمر لنا السوء كلما سعينا جاهدين للحفاظ على مبادئنا وقيمنا، على هويتنا الإنسانية.

إن كنت مازلت مؤمنًا حقًا بهدفك فاجعل يدك تسبق يدي، إن كنت جادًا في سعيك فلنبدأ رحلتنا من الآن، إن كنت مؤمنًا بحقك في البقاء في أرض تحتضن ما لديك من أفكار وتساعدك على إيجاد ذاتك بالصورة التي ترجوها أنت لنفسك فهيا نتقدم معًا من أجل استعادة أنفسنا التي كادت أن تضل طريقها وسط حالة شائكة من الفوضى الممنهجة، احضر أدواتك ودعنا نضع أساس مدينتنا الفاضلة.

الآمال قائمة والأمنيات جائزة والباب مفتوح لمن يود أن يلحق بنا، الشروط معروفة وأولها التخلي عن كل ما هو مختلف مع قيم ومبادئ مجتمعنا، الصدق شرط للعيش معنا داخل مدينتنا الفاضلة، الحضور قاصر فقط على من يعتنقون الإنسانية بصيغها المتعددة والكاملة، إنسانية حقوق وواجبات، إنسانية دعم ومساندة، إنسانية رقي وعطاء، إنسانية مساعدة وإيثار، مع إيمان تام بحرية منضبطة ومقننة.

المدينة ستفتح أبوابها لمن يحترمون الآراء ويبغضون المجادلة، ستتسع أرضها لاحتواء هؤلاء الذين تمسكوا بعقائدهم وشرائعهم السماوية السمحة، ستقتصر الإقامة فيها على رقيقي القلوب ذوي الأصوات الخفيضة والأرواح الطيبة، عاشقي الخير ومحترفي الأمل، مدمني السعي نحو الأفضل؛ البعيدون عن التقليد الأعمى لكل ما يعرض عليهم، الذين ينتقون كلماتهم بعناية ويزنونها بميزان من الذهب، هؤلاء هم سكان مدينتنا التي سنشيدها بأيدينا، يمكنك أن تنضم إلينا.

تطل مدينتنا على جزيرة الأحلام الوردية التي يتحدثون عنها، لكنها أحلام قابلة للتحقق فورًا ودون روية، ترتكز قواعد بناء مدينتنا على تلك القلوب الرقيقة النقية، وتلك الأرواح المعتمدة على صفاء النية، الوفاء هو أحد أهم شوارعها، والإخلاص هو أشهر ميادينها، الاحتكام إلى ضمائرنا المستيقظة دليلنا ودستور محكمتنا العادلة. 

الابتعاد عن الفساد والإفساد مضمونًا ومعنىً هو الأجر الذي نقدمه لكي نقيم فيها، محبتنا هى منهجنا ومنهاجنا، ولكل من أراد السكنى فليتفضل بالموافقة على الشروط كلها، ويصبح جارًا لنا في مدينتنا الفاضلة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة