في إطار سعيه المستمر للحفاظ على التراث الثقافي المصري وتعزيز السياحة الأثرية، يواصل المجلس الأعلى للآثار جهوده الحثيثة في تنفيذ مشاريع متعددة تهدف إلى الكشف عن الكنوز التاريخية وترميم المعالم الأثرية، وذلك تحت إشراف شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، حيث شهدت الفترة الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في أعمال الحفائر والترميم، مما يعكس التزام الهيئة بالحفاظ على الهوية الثقافية الغنية لمصر.
موضوعات مقترحة
وتضمنت الأنشطة الأخيرة اكتشافات أثرية جديدة ومشاريع صيانة لكثير من المواقع المهمة، بالإضافة إلى نجاح المعارض الدولية التي عُقدت في دول مثل ألمانيا والصين، حيث استقطبت أعدادًا هائلة من الزوار، حيث أن هذه الجهود ليست فقط لحماية التراث، بل تهدف أيضًا إلى تعزيز السياحة الثقافية وتحفيز الاقتصاد المحلي.
كما تُظهر الأنشطة المتنوعة والتوجهات الاستراتيجية للمجلس الأعلى للآثار إصرارًا على جعل التراث المصري في قلب الأجندة السياحية العالمية، وهو ما يتطلب تضافر الجهود بين جميع المعنيين للحفاظ على هذا الإرث العظيم للأجيال القادمة.
وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز الجهود التي قام بها المجلس الأعلى للآثار خلال الفترة الماضية.
اجتماع المجلس الأعلي للآُثار
ترأس شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، اجتماع مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة. استهل الوزير الاجتماع بالترحيب بالسادة أعضاء المجلس، مقدماً التهنئة للدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، والدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، بمناسبة توليهما مهام منصبيهما الجديدين، كما أعرب فتحي عن ثقته في قدرتهما على استكمال مسيرة الإنجازات التي حققتها الهيئتان خلال الفترة الماضية، متمنياً لهما دوام التوفيق والنجاح.
استعراض الموقف المالي والإنجازات
خلال الاجتماع، تم التصديق على محضر الجلسة السابقة، واستعراض الموقف المالي للمجلس الأعلى للآثار عن الأربعة أشهر الأولى من العام المالي الحالي 2024-2025، وقد تم تسليط الضوء على التحديات المالية والفرص المتاحة لتحسين الأداء الاقتصادي للمجلس، بما يعكس التوجه الاستراتيجي نحو تعزيز الاستدامة المالية.
إنجازات الحفائر والصيانة
في سياق الاجتماع، قدم الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إحاطة للسادة أعضاء المجلس بما تم إنجازه في مختلف القطاعات خلال شهر أكتوبر، حيث شملت الإنجازات الكشف عن العديد من اللقى الأثرية من خلال أعمال الحفائر التي قامت بها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، ومن بين المشاريع البارزة، تم التركيز على أعمال الصيانة الدورية لهرم ميدوم ومقبرة قن آمون بتل المسخوطة، بالإضافة إلى الانتهاء من ترميم النصف العلوي من مئذنة مسجد السيد أحمد البدوي بطنطا.
كما تم العمل على تركيب الفسيفساء ببهو الدور الأرضي لقصر الزعفران بجامعة عين شمس، وتنظيف الزخارف الخارجية بواجهة سبيل أم عباس بحي الخليفة، حيث تعكس هذه الأعمال الجادة اهتمام المجلس بالحفاظ على المعالم الأثرية وتحسين جودتها.
نجاح المعارض الدولية
أشار الأمين العام إلى النجاح اللافت للمعارض الأثرية الخارجية المقامة حالياً في كل من ألمانيا والصين، حيث استقبل معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" بمدينة كولون 113 ألف زائر، بينما استقبل معرض "قمة الهرم: حضارة مصر القديمة" بمدينة شنغهاي ما يقرب من 724 ألف زائر، حيث تعكس هذه الأرقام الإقبال الكبير على الثقافة المصرية، وتبرز أهمية التعاون الدولي في مجال السياحة الثقافية.
دعم العاملين بوزارة السياحة والآثار
في خطوة تعكس التزام المجلس برفاهية العاملين، تم خلال الاجتماع الموافقة على منح السادة العاملين بوزارة السياحة والآثار خصم 50% على إقامة المناسبات الاجتماعية داخل المواقع الأثرية المسموح بها، وهذا القرار يشمل العاملين وأقاربهم من الدرجة الأولى، مما يعكس حرص المجلس على تقديم الدعم الاجتماعي للعاملين.
رؤية مستقبلية
تستمر جهود المجلس الأعلى للآثار في التوسع وتعزيز الإرث الثقافي المصري، بما يتماشى مع رؤية الدولة في تعزيز السياحة. إن الإنجازات التي تحققت، سواء في مجال الحفائر أو المعارض أو الصيانة، تمثل خطوات هامة نحو تعزيز الهوية الثقافية المصرية، حيث يجسد هذا الاجتماع تحت قيادة شريف فتحي التوجه الإيجابي نحو مستقبل مزدهر للتراث المصري، مع التركيز على استدامة الجهود والمحافظة على المعالم التي تشهد على عراقة الحضارة المصرية.
الحفاظ على التراث الثقافي المصري
تُظهر هذه الأنشطة والقرارات العزم الواضح للمجلس الأعلى للآثار على الحفاظ على التراث الثقافي المصري وتعزيز السياحة الأثرية. يتطلع الجميع إلى رؤية المزيد من الإنجازات في المستقبل، حيث يواصل المجلس دوره الحيوي في الحفاظ على تاريخ مصر الغني وإشراك العالم في هذه الرحلة الثقافية الفريدة.