أيام قليلة، ونعرف اسم الرئيس المقبل لأكبر دولة في العالم، أمريكا، فهل سيأتي شرق أوسط مختلف عما كان عليه قبل عام، وقد اشتعلت أطول حروب في ربوعه، وأكثرها خسائر بشرية واقتصادية؟ هل يكون الاسم الجديد مساهمًا في إنهاء الحرب، خصوصا أن الطرف المعتدى (إسرائيل)، يصر على استمرار حالة الحرب حتى يعرف الاسم الجديد؟
الموقف في غزة، أسوأ بل أفدح حالًا، بل إن غزة دخلت على خط المجاعة الشاملة، والمساعدات الإنسانية لغزة توقفت، خصوصًا في شمالها، وتراجعت في باقي المناطق إلى مستويات بائسة، لدرجة أن الوزيرين الأمريكيين، بلينكن الخارجية، أو أوستن الدفاع، أرسلا إلى الحكومة الإسرائيلية تحذيرًا صريحًا بل مكتوبًا هذا الشهر، ينطوي لأول مرة، بل ويعد سابقة لحكومة الرئيس الأمريكي بايدن، بأن استمرار الحالة الإنسانية في غزة ينطوي على مخاطر بقطع المساعدات العسكرية عنها، ومن الواضح في حالة الحرب الدائرة منذ عام، أن نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فعل كل شيء يريده تقريبًا، دون أن يتحمل أى عواقب لذلك.
فهل يستطيع الإنذار الأخير، الذي أرسله بلينكن - أوستن، هذا الشهر، التأثير على مجريات الأمور في مسارح الحرب الراهنة، وحتى السماح بالتوسع في إنقاذ المدنيين، وعدم نزوحهم الكثيف، هناك 2 مليون في غزة، ومليون ونصف المليون في لبنان، بلا مأوى وموجودون بين الطرقات، وفي الملاجئ والشتاء القارس ينتظرهم، من لم يمت جوعًا، يمت بردًا، ومن لم تقتله الطائرات والصواريخ الإسرائيلية، هو فريسة للموت لغياب المستشفيات، وإغلاقها أو تدميرها، في غزة، نحن أمام كارثة إنسانية مفزعة، لم ترد على البشرية مثلها من قبل.
وما شاهدنا من ضعف الإدارة الأمريكية عالميًا، ليس له نظير، والمجتمع العالمي، روسيا والصين، لم يرغب في التدخل في هذا الصراع الدامي في الشرق الأوسط، وهناك ما يشغلهما، أوكرانيا لروسيا، وتايوان للصين، حتى إنهما تركا حليفتهما إيران دون تدخل في حالة الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران، وترك العالم كله في حالة قلق، حتى إن المنظمات الدولية غير قادرة على الاستمرار، منطقة الشرق الأوسط، تئن وتنتظر الرئيس الأمريكي القادم، أو تحركًا دوليًا، أو إقليميًا لإنقاذها، إسرائيل تقوم الآن بأكبر عملية تطهير عرقي في شمال غزة، الدبلوماسيون والمفاوضات، والهدنة والوساطات الدائرة فشلت في إحداث فرق على الأرض.
في ظل حالة ضعف إقليمية وعالمية، عاجزة عن وقف حالة يراها كل العالم بعينيه، إنها جريمة ضد الإنسانية، هل تنجو البشرية من هذه الكارثة التي تفتح شرايين العالم على إرهاب وتطرف قد تعجز الدول الإقليمية أو الكبرى،عن وقفه إذا تحرك الناس في شوارع العالم والمنطقة لكي ينتقموا من الشرير والقاتل، مجرم الحرب الإسرائيلي.