وجود الحافز سبب لخلق الدافع لإنجاز المطلوب؛ فمثلًا الأعمال يتم إنجازها بوضع نظم واضحة؛ لكل عمل أجر؛ ولكل تميز في العمل؛ تقدير مكافئ؛ قد يكون أجرًا أكبر؛ أو تقديم امتيازات يحصل عليها المتميزون فقط.
أيضًا وذلك بديهي؛ وجود الحافز في مراحل التعليم المختلفة؛ من شأنه أن يجعل الدراسة تؤدى في مناخ تربوي وتعليمي مختلف؛ كان في الماضي هناك فصل للمتفوقين؛ رغم أن الفكرة عليها بعض التحفظات؛ إلا أن ذلك الفصل كان أمل التلاميذ الولوج إليه؛ فهو فصل الصفوة؛ وكان ذلك أحد الحوافز التي تطلقها المدرسة لشحذ همم التلاميذ للتفوق الدراسي.
كان هناك قرارات إدارية تمنح الأبطال في البطولات الكبيرة على مستوى الجمهورية درجات تضاف للمجموع؛ بما يسمح للبطل بدخول كلية تنسيقها أعلى؛ لأنه حقق الفوز ببطولة صعبة؛ وكان ذلك من أهم الحوافز التي أطلقتها الدولة تشجيعًا للرياضة؛ وإعمالًا لحكمة العقل السليم في الجسم السليم.
في الحملات الإعلانية التي تمت للتوعية بأخطار المخدرات وضرورة البعد عنها؛ كان من نجومها في أحد المرات نجم لامع؛ مثل في أحد أدواره البلطجي والمدمن.. إلخ. فكان اختيارًا غير جيد؛ وعندما تم تبديله بمحمد صلاح أشهر لاعب كرة قدم عربي؛ كان المردود أفضل؛ فمحمد صلاح بما حققه من نجاحات مبهرة عبر كفاح جاد ومثابرة لم تتوقف، استطاع تحقيق مكانة دولية متميزة جدًا؛ مكانة يسعى لتحقيقها مئات الآلاف من الشباب.
والأمر متصل بسياقات أخرى؛ لكل بداية نهاية؛ وغالبًا البداية تحدد النهاية؛ فعندما تضع هدفًا؛ وتسعى لتحقيقه؛ يختلف الحال؛ لو كان الوضع عاديًا؛ تعليم متدرج حتى الوصول لآخر سنواته فالتخرج؛ مثل الغالبية العظمى.
الفارق يصنعه طرفا المعادلة؛ التلميذ أو الطالب؛ والمنظومة التعليمية؛ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتساوى المتفوق مع العادي؛ ولا يمكن التعامل بنفس الطريقة مع الأوائل كما بقية الطلاب.
لابد أن نٌنير الطريق لكل التلاميذ منذ لحظة الولوج للمدرسة ومرورًا بكل سنوات الدراسة وحتى التخرج؛ بحيث يضيء بعلامات وحوافز مجزية؛ تخرج من داخل الأبناء المواهب و القدرات الفائقة.
والسبل لذلك كما يلي:
هناك مواهب كبيرة يمتلكها الأبناء؛ فنية؛ اكتشافها منذ الصغر يجعل الاعتناء بها محصلته مبهرة؛ ويمكن أن يصقلها مع وضعها في مكانة ومكان يليق بها؛ دراسيًا وفنيًا.
الأمر يمكن إسداله على كل المواهب الأخرى؛ فنية؛ رياضية؛ وبكل تأكيد العلمية؛ نعم هناك مواهب علمية وعددهم ليس بقليل؛ لابد من التعامل معهم من منظور أنهم ثروة كبيرة؛ يجب الاعتناء بها بشكل يليق بكفاءتها وقيمتها؛ لأن ذلك من شأنه تعزيز قيمة وقامة العلم والعلماء؛ وهؤلاء هم قادة التنمية والتقدم ليس في بلدنا ولكن في العالم أجمع.
الصين بعد بضع سنين ستكون الاقتصاد الأكبر في العالم؛ وهي حاليًا الدولة الأفضل في عدة مجالات منها إنتاج السيارات الكهربائية على سبيل المثال؛ الصين تتطور ليل نهار؛ والسبيل الأمثل لذلك هو التعليم.
أتذكر أول منافسة علمية مارستها؛ كنت في الصف السادس الابتدائى؛ وكانت هناك مسابقات بين المدارس المختلفة برعاية الإدارة التعليمية؛ أعتقد كان أسمها أوائل الطلبة.
أعلنت المدرسة عن دخولها المسابقة؛ وشرعت في عمل امتحانات لكل التلاميذ؛ وكنت أحد عناصر الفريق الذي يمثل المدرسة؛ أتذكر تلك الأجواء كأنها بالأمس؛ قمة الحيوية والنشاط والتركيز والتأهب والإصرار لتحقيق الفوز على المنافسين؛ وما حدث بعد الفوز؛ من الإشادة بنا أثناء طابور الصباح وتصفيق كل المدرسة لنا من تلاميذ ومدرسين وإداريين؛ لحظة فرح ونشوى بتحقيق الانتصار كانت جميلة.
كان هناك حافز؛ أدى لمحاولة تحقيق النجاح.
خلق حوافز للشباب من شأنه استثمار كامل طاقتهم البدنية والعقلية وتوجيهها لمسار منضبط؛ قد يؤتي ثمارًا كبيرة؛ نستحق أن نأملها، كما نستحق أن نحققها.
[email protected]