في خطوة تهدف إلى تعزيز التراث الوطني وحماية الثروة الحيوانية، أطلق البرنامج الوطني لرعاية وحماية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة بالمناطق الأثرية، حيث يأتي هذا البرنامج في إطار جهود الدولة للحفاظ على البيئات الطبيعية والثقافية، ودعم الأنشطة الزراعية والتقليدية المرتبطة بهذه الحيوانات التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من تاريخنا وتراثنا، حيث يتضمن البرنامج مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى توفير الرعاية الصحية والتغذية المناسبة لهذه الحيوانات، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ عليها، كما يهدف إلى تحقيق التوازن بين حماية المواقع الأثرية واستدامة الحياة الحيوانية، مما يساهم في تحسين السياحة الثقافية وتعزيز الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية.
وعبر السطور التالية نستعرض تفاصيل البرنامج وأهدافه، ونسلط الضوء على أهم الإنجازات والتحديات التي تواجهه، بالإضافة إلى دور المجتمع المحلي في نجاح هذه المبادرة.
البرنامج الوطني لرعاية وحماية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة بالمناطق الأثرية
انطلاق البرنامج من أهرامات الجيزة
في حدث بارز، أطلق وزير السياحة والآثار شريف فتحي ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق، البرنامج الوطني لرعاية وحماية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة بالمناطق الأثرية، حيث جاء ذلك من أمام هرم خوفو الأكبر، في خطوة تهدف إلى تعزيز جهود الدولة للحفاظ على التراث الحيواني والثقافي. ويأتي هذا البرنامج بالتعاون بين وزارتي السياحة والآثار والزراعة واستصلاح الأراضي، بالتنسيق مع عدد من جمعيات المجتمع المدني المعنية بالرفق بالحيوان.
البرنامج الوطني لرعاية وحماية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة بالمناطق الأثرية
حضور بارز من المسؤولين
شهدت الفعالية حضور عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسيد أشرف محي، مدير عام آثار الجيزة. كما حضر رؤساء لجان الزراعة والري بمجلسي النواب والشيوخ، مما يعكس الدعم الحكومي القوي لهذا البرنامج.
البرنامج الوطني لرعاية وحماية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة بالمناطق الأثرية
تفقد القوافل البيطرية
خلال الزيارة، تفقد الوزيران القوافل البيطرية المتواجدة في المنطقة، والتي تقوم بتحصين وتطعيم الإبل والخيول والحيوانات الأليفة. كما زارا العيادات المتنقلة التي تشرف عليها الهيئة العامة للخدمات البيطرية والبنك الزراعي المصري، وكذلك معهد بحوث التناسليات الحيوانية ومديرية الطب البيطري، مما يعكس الجهود المبذولة لضمان صحة الحيوانات.
بدء تطبيق البرنامج بشكل دوري
أعلن شريف فتحي أن البرنامج سيبدأ تنفيذه بصفة دورية في جميع المواقع الأثرية بمختلف المحافظات، وذلك بهدف حماية الخيول والإبل والحيوانات الأليفة. وأكد على أهمية التعاون المستمر مع وزارة الزراعة لاستدامة هذا المشروع، مشيراً إلى وجود قوافل بيطرية ستجوب جميع المناطق الأثرية.
جهود وزارتي السياحة والزراعة
أعرب الوزير فتحي عن تقديره للجهود التي بذلها وزير الزراعة وفريق عمله في تسريع تنفيذ البرنامج، مشيراً إلى أن وزارته تعمل حالياً على تحديد المناطق الأثرية التي ستبدأ فيها الأعمال بناءً على الأولوية وحجم المنطقة، كما أشار إلى تخصيص وحدة بيطرية دائمة بمنطقة التريض لخدمة الجمالة والخيالة.
مركز تدريب لتعزيز الوعي
في إطار تحسين رعاية الحيوانات، سيتم إنشاء مركز تدريب متكامل لتعليم مالكي ومشغلي الإبل والخيول بأساليب الرعاية السليمة، حيث يهدف هذا المركز إلى تعزيز الوعي بطرق التعامل الإنساني مع الحيوانات، والتي تعتبر أمانة في يد أصحابها.
خدمات بيطرية مجانية
أكد علاء فاروق على أن البرنامج سيستمر في تقديم كافة الخدمات البيطرية بالمجان، مضيفاً أنه سيشمل جميع المناطق الأثرية والقرى الريفية في مصر، بما في ذلك مناطق الأهرامات وسقارة والأقصر وأسوان. وأكد أهمية نشر برامج التحصين والتطعيم للثروة الحيوانية على مستوى الجمهورية.
نجاح المبادرات الرئاسية
أشار فاروق إلى نجاح المبادرة الرئاسية التي أطلقت 850 قافلة بيطرية، حيث قدمت خدماتها لحوالي مليون و340 ألف رأس ماشية، هذا الإنجاز يعكس التزام الوزارة بتحسين صحة الثروة الحيوانية وتلبية احتياجات المربين في جميع أنحاء مصر.
أهمية المعاملة الإنسانية للحيوانات
حرص الوزيران على مناقشة أهمية المعاملة الإنسانية للحيوانات مع مجموعة من مالكي ومشغلي الإبل والخيول، وشدد شريف فتحي على ضرورة تقديم الرعاية السليمة لهذه الحيوانات، وعدم تعرضها لأي شكل من أشكال العنف أو الإيذاء، مؤكدًا أن الحيوانات تمثل مصدر دخل حيوي للعائلات وتساهم في صناعة السياحة في مصر.
اللقاءات الدورية مع المربين
أعلن الوزير عن عقد لقاءات دورية مع المربين للاستماع إلى مشاكلهم ومتطلباتهم، مما يسهم في تحسين الخدمات المقدمة للسياح والزائرين. وأكد على استعداد الوزارة الكامل لتقديم الدعم والرعاية بالتعاون مع وزارة الزراعة.
دور توعوي للعاملين في السياحة
شدد الوزير على أهمية الدور التوعوي والإرشادي لكافة العاملين في قطاع السياحة والآثار، مع تنظيم ندوات توعوية وحملات تدريبية لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الحيوانات وحقوقها.