فاز الأهلى على الزمالك فى قمة نهائى السوبر المصرى، وحسم اللقب الخامس عشر لمصلحته محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا يضاف إلى سجله الحافل بالبطولات.. مباراة النهائى جاءت تاريخية بما قدمه اللاعبون من مستوى فى الأداء وفى حضور جماهيرى رائع وكبير يليق بديربى هو الأفضل والأكبر إفريقيًا وعربيًا.. المواجهة لم تكن عادية، ومن اللقاءات التى كان من الصعب على أي أحد التكهن بنتيجتها، سواء لدوافع كل فريق لتحقيق المكسب، أو لما يملكه كل منهما من عناصر متميزة فى كل الخطوط، الأمر الذى فرض على مدربى الفريقين كولر وجوميز حذرًا تكتيكيًا بضرورة البحث عن طريقة لإيقاف مفاتيح اللعب للفريق الآخر، والسيطرة على منطقة وسط الملعب، وتضييق المساحات على المهاجمين، وقتل فرص إحراز الأهداف، ومنع تقدم إمام عاشور وزيزو، الثنائى أصحاب المهام الخاصة لكل فريق، فتسيد كل فريق أوقات من اللقاء، وكان له من الفرص ما يمنحه الثقة فى الفوز باللقاء، الذى انتهى بالتعادل فى الوقتين الأصلى والإضافى، وحسمت ركلات الترجيح النتيجة لمصلحة فريق الأهلى.
الأهلى دخل المباراة ولا يملك بديلاً له عن الفوز وتحقيق اللقب، لكثير من الأسباب، أولها تعويض خسارة السوبر الإفريقى، الذى بات يمثل عقدة له فى مواجهه الفريقين منذ انطلاق البطولة عام ٨٣ وحتى الآن.. وثانيًا أن الهزيمة من الزمالك ستكون بمثابة هزة قوية وعنيفة للجهاز الفنى بقيادة كولر، الذى كان رحيله مؤكدًا لولا اقتراب مباراة العين الإماراتى فى كأس الإنتركونتيننتال، خاصة بعد الصدام العنيف الذى وقع بينه وبين مجلس الإدارة بسبب ملف الصفقات، وتدخله غير المبرر فى رفض بعض اللاعبين الذين كانت لجنة الكرة على مقربة من التوقيع معهم، لولا تمسك كولر برأيه الفنى، حتى وصل به الأمر إلى التلويح بالرحيل فى حالة ضم أى صفقة جديدة دون موافقته، وهو أمر أغضب مجلس إدارة الأهلى، الذى كان لديه بعض التحفظات على كثير من القرارات للمدرب السويسري، وعلى رأسها تمسكه بالتعاقد مع الفرنسي موديست، الذى لم يقدم ما يستحق الثمن الذى حصل عليه، بالإضافة إلى صدامه مع عدد من اللاعبين، على رأسهم كهربا الذى دخل فى مواجهة شديدة مع الجهاز الفنى بسبب إصرار كولر على تهميشه بشكل كبير، لدرجة أنه استعان بطاهر محمد طاهر كبديل لوسام أبوعلى، وتركه على مقاعد البدلاء طوال مباراة الأهلى أمام سيراميكا فى كأس السوبر، وفعل نفس الشيء مع رضا سليم، الذى أصبح يعانى نفسيًا بسبب المعاملة السيئة من كولر، ووصل به الأمر إلى الانفجار فى البكاء بعد إضاعته ضربات الجزاء أمام الزمالك، رغم فوز الفريق باللقب، لكن اللاعب وضحت على ملامحه المعاناة الشديدة من التهميش والإهمال، بعيدًا عما يقدم من أداء فى التدريبات أو فى الدقائق المحدودة، التى يشارك فيها بالمباريات، وخلاف السويسرى مع بيرسى تاو وإصراره على رحيله وإعارة عبدالقادر والقندوسى، وكلها أمور لم ترضِ لجنة الكرة، وطالبت بوضع حد لعلاقات المدير الفنى مع اللاعبين.
فوز الأهلى بلقب السوبر لم يكن مجرد انتصار يحتاج إليه الفريق واللاعبون فقط، ولكن كان لقبًا يعنى الكثير لمجلس إدارة الأهلى، الذى واجه ضغوطًا جماهيرية منذ الخسارة أمام الزمالك فى نهائى السوبر الإفريقى، ويعرف معنى ضياع لقب السوبر المحلى والهزيمة من فريق الزمالك للمرة الثانية على التوالى، التى كانت ستدخله فى دوامة من الأزمات ورحلة جديدة للبحث عن جهاز فنى جديد، تحسبًا لغضب الجماهير، ويعنى أيضًا بداية صعبة لموسم جديد مطالب فيه الأهلى بالحفاظ على اللقب وتحقيق نتائج إيجابية قبل انتخابات مجلس الإدارة.
حسم لقب السوبر المصرى للأهلى أعاد الهدوء للقلعة الحمراء، ومنحها مزيدًا من الراحة قبل لقاء العين الإماراتى، وصدّر الأزمات للفريق المنافس الزمالك، الذى وضح تأثره ببعض الغيابات، فلم يكن هناك بديل لدونجا فى وسط الملعب، واضطر جوميز للدفع بالناشئ أحمد السيد فى الشوط الثانى من لقاء السوبر.. ولم تكن مشاركة ميشالاك كبديل لمصطفى شلبى مقنعة، وأضاع اللاعب أكثر من فرصة لإحراز الأهداف، وأثبت أنه صفقة عليها العديد من علامات الاستفهام وتخلّص منه ناديه السابق بالمجان.. وهذا الوضع أثار الكثير من علامات الاستفهام عن عدم إبرام الزمالك لأى صفقات قبل إغلاق باب القيد، رغم حاجة الفريق سواء لسد احتياجات بعض المراكز أو لترضية الجمهور الغاضب، ودفع الفريق ثمن فشل المجلس فى عقد أى صفقات نتيجة لقطع العلاقات مع كثير من الأندية الرافضة للتعامل مع المجلس الحالى فى تبادل الصفقات، الأمر الذى أدى إلى ضعف شديد فى إسكواد الفريق.. وهو عيب خطير لفريق لديه الطموح فى العودة للمنافسة على بطولة الدورى وإحراز ثلاثية الفوز بالكونفيدرالية.