"أبناء أصحاب المصانع" يُروجون لمصالح عائلاتهم على إنستجرام وتيك توك| صور

28-10-2024 | 18:04
 أبناء أصحاب المصانع  يُروجون لمصالح عائلاتهم على إنستجرام وتيك توك| صورروبين تشيو وهي تلتقط مقطع فيديو في مصنع أبيها لقطع الغيار المعدنية
أ ف ب

وسط غبار معمل في مدينة نانتونغ الصينية، وأمام الآلات الصناعية، أطلّت روبين تشيو (29 عاما) عبر صفحتها على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، وهي من المؤثرات فيها، ومِثلَها بات يفعل كثر من مشاهير هذه الشبكات في الصين، إذ يصوّرون أنفسهم على "تيك توك" أو "إنستجرام" سعيا إلى توفير فرص وأسواق جديدة للمصنع العائلي.

موضوعات مقترحة

وفي وسط خطوط إنتاج للقطع المعدنية، تتحدث الشابة بلهجة مرحة، باللغة الإنجليزية، لمشتركيها الأجانب، بينهم زبائن محتملون.


روبين تشيو واحدة من أبناء رؤساء المصانع في الصين الذين يحاولون، عبر الإنترنت، دعم الشركة في مواجهة ارتفاع التكاليف والتوترات الجيوسياسية.

تقول روبين إنها نشأت مع "صوت الآلات التي تعمل ليلا ونهارا". لكن العمل في هذا القطاع لم يكن دائما خيارها الأول.


فعندما كانت طفلة، شجعها والداها على العمل في وظيفة مكتبية بعيدا عن ضجيج المصنع الواقع في نانتونج (شرق الصين).

وتؤكد "عندما أسسا المصنع، كان هدفهما  هو التمكن من توفير تعليم جيد" وعدم الاضطرار للاستمرار في العيش في الريف.

وقد نجحت الخطة، إذ تخرجت الشابة الصينية من جامعة ييل الأميركية المرموقة، وعملت لبضع سنوات في شركة استشارية.

لكن روبين باتت تقول إنها تريد أن "تعيد إلى قطاع التصنيع" ما "أعطاه" لها.

وفي هذا الإطار، أنشأت شركة تسويق تربط المصانع الصينية بشكل مباشر بالجماهير في الخارج، عبر مقاطع فيديو على إنستغرام وتيك توك - وهما منصتان محظورتان في الصين ولكن يمكن الوصول إليهما من خلال الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) التي يستخدمها عدد كبير من الصينيين.


- صناعة وطبخ -

 

هذه الطريقة في الترويج لمنتجاتها تتناقض مع ما كان يحصل مع جيل آبائها الذين اضطروا إلى المرور عبر وسطاء متعددين، ما نهش هوامش أرباحهم.

في مقاطع الفيديو الخاصة بها، تُقدّم روبين الصين كوجهة تصنيع مثالية. ويمكن رؤيتها أمام خطوط تجميع تشرح وضع البلاد في قطاع التصنيع، كما تطل في فيديوهات من شوارع شنغهاي تمدح فيها المطبخ المحلي.

وقد أسس والداها الشركة في تسعينات القرن العشرين، راكبين موجة ريادة الأعمال التي كانت تجتاح الصين مع الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي أُطلقت قبل ذلك بعقد من الزمن.

 

وأصبحت الصين بعد ذلك مصنع العالم.

لكن ارتفاع الأجور والتوترات مع الولايات المتحدة جعلت دولا أخرى مثل كمبوديا وبنغلادش أكثر جاذبية للعملاء الدوليين، فضلا عن ضعف الاستهلاك في السنوات الأخيرة.

وبنتيجة ذلك، فقدت عائلة تشيو عقودا مهنية كثيرة.

لكنها تكيفت، واستثمرت في آلات أكثر حداثة أو صنعت منتجاتها الخاصة، بدل الاكتفاء بإنتاج قطع الغيار لعملائها.

- زيادة "الرؤية" -

وكما الحال مع روبين تشيو، تأمل مؤثرة أخرى هي روز لو، ابنة صاحب مصنع لمستحضرات التجميل في مقاطعة غوانغدونغ (جنوب)، أن يكون لها من خلال نشاطها "تأثير إيجابي على القطاع".

هذه المسؤولة عن تطوير المنتجات في الشركة العائلية أطلقت علامتها التجارية الخاصة للشامبو.

وتقول روز لو لوكالة فرانس برس "في زمن والديّ"، مع الانفتاح الاقتصادي، "كانت جميع القطاعات جديدة، وكان الجميع على خط البداية نفسه ويتنافسون مع بعضهم البعض".

كان كثر من هؤلاء مجرد مقاولين فرعيين وكان عليهم الكفاح لحجز مكان لهم. لكن امتلاك علامة تجارية خاصة اليوم بات يوفر دخلا أكثر استقرارا، كما تقول.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: