لقد أخبرتُ اللهَ بكُلِّ شَيء..

28-10-2024 | 13:43

الظلمُ ظُلماتٌ يومَ القيامةِ ..
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا .. 
وصفٌ شديدُ الخُطورةِ (خَابَ) في الدُنيا أم في الآخرة؟ في كليهما، وهي كلمةٌ تحملُ كُلَّ معاني الهزيمةِ والذِلةِ والانكسارِ..

و(حَمَلَ) تُفيدُ الضبطية (بشيلته) كما نقولُ في العامية، وتؤكد المسئوليةِ الثقيلةِ، والتبعةِ الرهيبةِ..  
حينَ كانَ المأمونُ، ابنُ هارونَ الرّشيدِ صبيًا، ضربَه مُعلّمُه بالعصا، دونَ سببٍ، فسألَه المأمونُ: لِمَ ضربتني؟!
فقالَ المعلمُ له: اسكُتْ، وكلما سألَه المأمونُ، كانَ المعلمُ يقولُ له: اسكُتْ.

وبعدَ عشرين عاماً، تولّى المأمونُ الخلافةَ، واستدعى معلّمَه، 
وقالَ له: لِمَ ضربتني، عندما كنتُ صبياً؟!
فابتسمَ المُعلّمُ، وقالَ له: ألم تنسَ؟
فقالَ المأمونُ: واللهِ لم أنسَ، 
فقالَ له المُعلمُ، وقد زادتِ ابتسامتُه: حتّى تعلمَ أنَّ المظلومَ لا ينسى. 

دعوةُ المظلومِ، تخترقُ الحُجُبَ، ويتلقاها ربُّ العالمينَ، ليبدأَ الحسابُ العسيرُ، حسابُ مَنْ لا يغفلُ ولا يغيبُ، حسابُ مَنْ وكلَّه المظلومُ فقالَ:  اللَّهُمَّ أرني فيه عجائبَ قُدرتِك.. 

إِيَّاكَ أنْ يشكوَكَ أحدٌ إلى اللهِ!
لا تؤذِ رُوحًا، لا تستطيعُ دفعَ أذاكَ، إلا بأنينٍ، لا يسمعُه إلا اللهُ!!

حَذارِ من ظُلمِ إنسانٍ، لا يستطيعُ الزَودَ عن نفسِه، وتذهبُ عنهُ ناسيًا، ويكونُ سلاحُه: حَسبْيَّ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.. لقد أخبرتُ اللهَ بكُلِّ شَيء..

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ..
لما ترسمُ الصورةَ لهَذَا التعبيرِ القُرآنيِّ المذهلِ، تستشعرُ كُلَّ معاني الحسرةِ والندمِ، والخوفِ من العقابِ. 

وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ..
البلادُ تُبادُ عندَ ظُلمِها، واللهُ ينصرُ الأمةَ المظلومةَ وإنْ كانتْ كافرةً! 

لا تظلمنَّ إذا ما كُنتَ مُقتدراً،، 
فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ..
تنامُ عَيْناكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ،،
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللهِ لَم تَنَمِ..

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة