تحل اليوم ذكرى رحيل الأديب الكبير الراحل طه حسين (14 نوفمبر 1889 - 28 أكتوبر 1973م)، عميد الأدب العربي، أهم كاتب مصري وأدبي مر على التاريخ الإنساني في العصر الحديث، إذ لازالت كتاباته وآرائه المثيرة للجدل وأعماله التي تحولت إلى أفلام سينمائية تُشكل ذاكرة حاضرة في الوعي الثقافي والإنساني.
موضوعات مقترحة
ولد طه حسين يوم الجمعة 15 نوفمبر 1889، في قرية الكيلو القريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد وكان ترتيبه السابع بين أشقائه الثلاثة عشر من أبناء أبيه حسين، في سن الأربع سنوات أصيبت عينيه بالرمد ما أطفأ النور فيهما إلى الأبد؛ لتُشكل مرحلة عظيمة في حياته، فمن تحدي الإبصار إلى حكمة البصيرة والانفتاح على كل الثقافات، فلم تكن عيناه عقبة أمام مشوار حياته الأدبي العظيم.
استقبل طه حسين أفكار تعليمه الأولي من كتاب القرية للشيخ محمد جاد الرب لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده الذي كان يصحبه أحياناً لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى قصص عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي، وأكمل تعليمه بعد ذلك في الأزهر، ودرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا في الجامعة المصرية.
كتب طه حسين عشرات الروايات، وتعد رواية دعاء الكروان التي تحولت إلى فيلم السينمائي عام 1959، من أفضل الأفلام في السينما المصرية على مر تاريخها، للمخرج «هنري بركات» وبطولة سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة»، الأكثر شهرة من بين أعماله الأدبية.
يحكي الفيلم عن «آمنة» الفتاة الريفية التي تتمرد على العادات والتقاليد في صعيد مصر، تبدأ القصة بلوم خال آمنة لأمها بسبب زنا أبو آمنة وهتكه لأعراض الناس ثم يُقتل أبو آمنة ويُصر الخال على ترحيلهم من القرية لأن الناس يعايروه بزنا نسيبه، تعمل آمنة خادمة عند المأمور وأختها هنادي عند مهندس الري، حيث تقع أختها «هنادي» في حب ذلك المهندس العازب الذي تعمل عنده خادمة، ولكنه يعتدي عليها ويحطم حياتها، وبالتالي تُقتل أمام أختها «آمنة» على يد خالها، فتقرر «آمنة»، بعد أن عاهدت نفسها مع دعاء الكروان في القرية، الانتقام لأختها من ذلك المهندس.
وهناك، في منزل المهندس، تحاول أن تنفذ العهد بالانتقام ولكنها لاتقوى، فقد تحرك قلبها وبدأ يميل نحو هذا المهندس، إلا أنها تدوس على مشاعرها وترفض البقاء معه وتقرر الرحيل عنه، حيث أنها تعرف بأن طيف أختها «هنادي» سيبقى حاجزاً بينها وبينها، وبعد فوات الآوان في الوقت الذي تقرر آمنه فيه الرحيل يقابلها خالها فيقتلها بالخطأ إذ كان ينوي قتل المهندس.