تعتبر صحة المرأة أمرًا بالغ الأهمية، ولا شك أن تطعيم عنق الرحم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يمثل خيارًا وقائيًا ضد سرطان عنق الرحم. ومع ذلك، تثار تساؤلات حول مدى أهمية هذا اللقاح في الدول العربية، حيث تختلف العادات والتقاليد الثقافية والدينية.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام" تستعرض أهمية تطعيم عنق الرحم HPV من خلال الدكتور خالد عبد العزبز سطوحي أستاذ جراحة النساء والتوليد بمستشفى قصر العيني .
في البداية قال الدكتور خالد سطوحي، إن الجهاز التناسلي للمرأة يعاني العديد من التحديات الصحية، ويشمل مكونات مهمة مثل المبيضين، أنابيب فالوب، جسم الرحم، عضلات الرحم، عنق الرحم، المهبل، والأعضاء التناسلية الأخرى. من بين هذه التحديات، يبرز سرطان عنق الرحم كأحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء، حيث يحتل المرتبة الرابعة عالميًا.
وأضاف أستاذ جراحة النساء والتوليد، أن تطعيم عنق الرحم هو لقاح يُعطى لحماية النساء من سرطان عنق الرحم، وهو نوع محدد من السرطان يرتبط بشكل رئيسي بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
أسباب سرطان عنق الرحم
وأكد سطوحي، أنه يجب أن نفهم أن سرطان عنق الرحم لا يحدث نتيجة أسباب محددة بقدر ما يتأثر بعوامل خطورة تزيد من احتمالية الإصابة. تشمل هذه العوامل:
العلاقات الجنسية المتعددة ، كلما زاد عدد ممارسة الجنس مع عدة رجال زادت المخاطر، وممارسة الجنس في سن مبكرة، بدء النشاط الجنسي في سن مبكرة، مثل 14 عامًا.
إضافة إلى التدخين الذي يُعتبر من العوامل المؤثرة في الصحة العامة.
وأوضح سطوحي، أن الالتهابات الشديدة، قد تسهم في زيادة المخاطر، وممارسة الجنس مع رجال غير مختنين، وقد يكون لهم تأثير على صحة النساء، لافتا إلى تزايد عدد الولادات يمكن أن يؤثر أيضًا.
التحديات الثقافية
واستكمل أستاذ جراحة النساء والتوليد بقصر العينى، أن هناك ارتباطا في اختلاف الثقافات فيما يتعلق بالعلاقات الجنسية، حيث تعتبر المجتمعات الغربية أكثر انفتاحًا على مثل هذه الأمور. بينما في الدول العربية، تظل القيم والعادات التقليدية تؤثر على سلوكيات الأفراد. لذا، تبرز تساؤلات حول مدى ملاءمة هذا التطعيم لعاداتنا وتقاليدنا، وقد يُنظر إلى التطعيم كخطوة غير ضرورية أو حتى غير ملائمة في مجتمعات تركز على القيم التقليدية. تفضل بعض الأسر توجيه أبنائها نحو القيم الدينية، مما قد يؤدي إلى تقليل الاهتمام بالتطعيمات التي تتعلق بالوقاية من الأمراض المرتبطة بالنشاط الجنسي.
وأشار سطوحي، إلى أن مجتمعاتنا العربية ليس لدينا رجال غير مختنين أو نساء متعددة العلاقات الجنسية أو بنات تمارس الجنس دون زواج، تتسم المجتمعات الإسلامية عمومًا بعلاقات أسرية وثيقة، حيث تُعتبر العلاقات الجنسية مقيدة ضمن إطار الزواج. وبالتالي، فإن نسبة انتشار العلاقات الجنسية المتعددة أو الممارسات الجنسية في سن مبكرة قد تكون أقل مقارنة بالمجتمعات الغربية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تصور أن التطعيم ضد فيروس HPV ليس ضروريًا.
التوجه نحو التوعية
وأضاف أنه بدلاً من التركيز على التطعيم، يمكن أن تكون برامج التوعية والتعليم الصحي أكثر أهمية في هذه المجتمعات. تعزيز الفهم حول الصحة التناسلية والعوامل التي تؤدي إلى سرطان عنق الرحم قد يكون أكثر فعالية في سياق يقدِّم القيم التقليدية.
في النهاية، قد يُعتبر لقاح عنق الرحم غير ضروري في الدول العربية لأسباب ثقافية ودينية. ومع ذلك، يجب أن يكون النقاش حول الصحة التناسلية مفتوحًا، مع مراعاة القيم الاجتماعية. توجيه الجهود نحو زيادة الوعي وتعليم النساء حول عوامل الخطر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة دون الحاجة إلى فرض لقاح قد لا يتناسب مع الثقافات المحلية.