شبكة تليفزيون السي بي إس الأمريكية ستقوم بإجراء تحقيق مستقل مع القائمين على برنامج "60 دقيقة" حول مقابلة كامالا هاريس، ومواصلة رفض نشر النص الكامل لمقابلتها قبل المونتاج، وحذف أجزاء منها لتغيير مضمون الإجابة الخاصة بإسرائيل لصالحها..
وتعرض برنامج الأخبار الشهير "60 دقيقة" لانتقادات شديدة بعد مزاعم عن قيامه بتغيير إجابة المرشحة الرئاسية الديمقراطية على سؤال من المذيع "بيل وايتاكر" حول إسرائيل؛ والذي تم بثه خلال حلقة خاصة الأسبوع الماضي، وكان رد هاريس مختلفًا تمامًا عما ظهر في المقطع الترويجي الذي عرض في اليوم السابق ضمن برنامج "Face the Nation" أو واجه الأمة، ما دفع المحللين والخبراء القائمين على وسائل الإعلام والمنتقدين بما في ذلك المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب إلى التشكيك في المعايير الأخلاقية لشبكة "CBS"، وأصبح من المؤكد أن الشبكة التليفزيونية الشهيرة ستقوم بإجراء تحقيق مستقل؛ لأنه من الواضح أن هناك مشكلة..
ولأنهم يهتمون بالنزاهة الصحفية، فسوف يجرون تحقيقًا أو ينشرون النص الكامل للمقابلة مع كامالا هاريس؛ لأن التناقض في الإجابات يجعل الأمر يبدو وكأن العرض الرئيسي للشبكة متحيز، وهو ما أدى بالضرورة إلى التشكيك في مصداقيتهم ونزاهتهم، وجعلهم في حاجة إلى مراجعة شاملة لما حدث من خطأ قد يكون عن عمد، أو خطأ غير متعمد..
وكانت شبكة "سي بي إس" قد رفضت مجددًا طلبات متعددة من صحيفة "واشنطن بوست" لإصدار النص الكامل للمقابلة قبل تحريره، ولم تعلق الشبكة على ما إذا كانت تخطط لإطلاق تحقيق بخصوص المسألة، ومع ذلك، فإن شبكة "سي بي إس" لديها تاريخ في إصدار نصوص كاملة لبرامجها الإخبارية، وإطلاق التحقيقات..
ففي عام 2013 حققت الشبكة في حلقة من برنامج "60 دقيقة" قدمتها المراسلة لارا لوجان حول الهجوم على المجمع الأمريكي في بنغازي في ليبيا في أعقاب ثورة فبراير ٢٠١١، والذي أسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز و3 أمريكيين آخرين، وقد أبطل التحقيق الذي قاده المدير التنفيذي للمعايير والممارسات آنذاك آل أورتيز مصداقية التقرير، ووجده "معيبًا في عدة جوانب"، وطُلب من لوجان ورئيس تحرير برنامجها القيام بإجازة..
وهناك أخبار بأن الشبكة سوف تستعين بأورتيز، الذي تقاعد في عام 2012 بعد 43 عامًا، عمل خلالها في الشبكة لإجراء مراجعة خارجية لمقابلة كامالا هاريس، وتتمحور القضية بالنسبة لشبكة "سي بي إس" حول مقطعين تم تداولهما على وسائل التواصل الاجتماعي جنبًا إلى جنب، يظهران تناقضًا في إجابات هاريس على نفس السؤال، ففي مقطع الفيديو الذي عرضه "Face the Nation"، يظهر ويتيكر يسأل هاريس عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "ولكن يبدو أن رئيس الوزراء نتنياهو لا يستمع"، وترد هاريس: "حسنًا، بيل إن العمل الذي قمنا به أدى إلى عدد من الحركات في تلك المنطقة من قبل إسرائيل، والتي كانت مدفوعة إلى حد كبير أو نتيجة لأشياء كثيرة بما في ذلك دعوتنا لما يجب أن يحدث في المنطقة".
أما في برنامج "60 دقيقة" فتتجه الكاميرا نحو المذيع ويتيكر الذي يطرح نفس السؤال، وكان رد هاريس مختلفًا، حيث قالت: "لن نتوقف عن متابعة ما هو ضروري للولايات المتحدة لكي تكون واضحة بشأن موقفنا تجاه الحاجة إلى إنهاء هذه الحرب".
وقال مصدر مطلع على الشبكة إن الصورة هي نفسها لويتيكر مع تركيز أكبر على وجه المراسل، ولم يعرف المطلعون سبب عرض برنامج "60 دقيقة" للقطة ضيقة للمذيع ويتيكر..
وقال صحفيون سابقون في شبكة "سي بي إس" إنه من المحتمل أن يكون هناك سوء تفاهم بين العرض وقسم تحرير العروض الترويجية؛ حيث كان برنامج "60 دقيقة" لا يزال يحرر الحلقة عندما خرج الفيديو الترويجي أو البرومو، وفي أفضل السيناريوهات، ربما جاءت إجابة هاريس على برنامج "60 دقيقة" بعد وقت قصير من الإجابة المطولة التي قدمتها في مقطع الفيديو من برنامج "Face the Nation".
وقالوا إنه إذا كانت إجابتها جزءًا من إجابة مطولة على نفس السؤال، فإن ذلك لا يعني ارتكاب أي خطأ صحفي، لكن إذا جاءت الإجابة من سؤال آخر حول إسرائيل، وتم تقديمها على أنها إجابة عن سؤال ويتيكر فهذا أمر غير مهني، وسبق أن نشرت شبكات أخرى نصوصًا كاملة لمقابلات رفيعة المستوى غير محررة مثل مقابلة "ABC News" مع الرئيس جو بايدن في يوليو ومقابلة "CNN" مع هاريس وزميلها في الترشح تيم والتز شهر أغسطس الماضي.. وللحديث بقية