تتميز محافظة أسيوط بتنوع زراعي كبير؛ حيث تشتهر بزراعات نبات الرُمان والأشجار المثمرة، فضلا عن بعض النباتات الزيتية والعطرية مثل الريحان ودوّار الشمس، بالإضافة إلى عدد من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة.
موضوعات مقترحة
تبلغ المساحة الزراعية في محافظة أسيوط نحو 351 ألف فدان، وتتوسع المحافظة بشكل تدريجي في زراعات القطن، الذي بلغت مساحته المزروعة هذا العام نحو 6 آلاف فدان.
حوار مع محمود صبحي عبد الحميد رزق، وكيل وزارة الزراعة في أسيوط
وخلال حوار أجرته «بوابة الأهرام» مع محمود صبحي عبد الحميد رزق، وكيل وزارة الزراعة في أسيوط السابق، قبل انتقاله إلى محافظة الدقهلية، تحدث عن توسع مديرية الزراعة في الزراعات النظيفة، والاعتماد بشكل كبير على المقاومة البيولوجية بديلا عن الأسمدة الكيمائية؛ حفاظًا على البيئة.. وإلى نص الحوار:
* ما التركيب المحصولي للموسم الصيفي هذا العام في أسيوط؟
- عادة في الموسم الصيفي تزرع معظم الأرض بنوعين من الذرة، الشامية بنوعيها (البيضاء والصفراء) والرفيعة.
والمحافظة زرعت هذا العام 190 ألف فدان بالذرية الشامية (البيضاء والصفراء)، أما الذرة الرفيعة فبلغت مساحتها 50 ألف فدان.
حوار مع محمود صبحي عبد الحميد رزق، وكيل وزارة الزراعة في أسيوط
* ما أبرز أنواع الأشجار المثمرة التي تزرع في المحافظة؟
- نزرع حوالي 50 ألف فدان بالأشجار المثمرة، من بينها 12 ألف فدان بمحصول الرُمان، وهو من المحاصيل الاستراتيجية التي تتميز بها المحافظة.
ونزرع الرُمان وفق المعايير الدولية للتصدير، ويجرى تصدير كميات منه إلى الخارج.
حوار مع محمود صبحي عبد الحميد رزق، وكيل وزارة الزراعة في أسيوط
* كيف تدعم مديرية الزراعة مزارعي الرُمان في أسيوط؟
- نقدم دعمًا فنيًا مستمرًا عبر الإرشاد الزراعي، كما نوفر المبيدات الآمنة المُصرح بها، وهناك أيضًا المدارس الحقلية التي تساعد في تعليم المزارعين الأساليب الحديثة في الزراعة.
وتتعاون المديرية مع الاتحاد الزراعي لتسهيل عملية التصدير، ومن المقرر إنشاء مصنع للرمان في قرية الكوم الأحمر بمركز البداري ضمن الخطة الاستثمارية للمحافظة، وكذلك منطقة لوجستية للتصدير.
* ما المستهدف زراعته من القمح خلال الموسم الشتوي؟
- تستهدف المديرية زراعة 190 ألف فدان من القمح في الموسم الجديد، والوزارة وفرت تقاوي أصناف ذات إنتاجية عالية مثل «جيزة 171» و«سخا 95» و«سدس 12» و«سدس 14» و«مصر 3» و«مصر 4»، وأنواع أخرى لقمح المكرونة.
ونحن ننصح المزارعين باستخدام هذه الأصناف لضمان جودة عالية من الإنتاج.
حوار مع محمود صبحي عبد الحميد رزق، وكيل وزارة الزراعة في أسيوط
* مع عودة زراعة القطن إلى أسيوط مؤخرا.. كم تبلغ المساحات المزروعة من المحصول هذا العام؟ وكيف تساهم الدولة في تسويقه؟
- ارتفعت زراعات القطن هذا العام بنسبة 100% مقارنة بالعام الماضي؛ حيث بلغت المساحة المزروعة 6 آلاف فدان، مقارنة بـ3 آلاف فدان في العام السابق.
وساهمت الدولة بشكل كبير في دعم القطن عن طريق تسعير القنطار بسعر لا يقل عن 10 آلاف جنيه، فضلا عن توفير البذور الجيدة مثل صنف «جيزة 95».
كما نفذنا تجربة المكافحة الحيوية على مساحة 150 فدانًا، ونجحت التجربة في مركز أسيوط.
حوار مع محمود صبحي عبد الحميد رزق، وكيل وزارة الزراعة في أسيوط
* كيف تتعاملون مع ظاهرة المبيدات المغشوشة؟
- نفذنا عدة حملات بالتعاون مع أجهزة الشرطة لضبط المبيدات المغشوشة، وخلال شهر سبتمبر الماضي نفذنا 6 حملات، تم خلالها ضبط كميات كبيرة من المبيدات المغشوشة، ومصادرتها، واتخذنا الإجراءات القانونية حيال المخالفين.
* هل هناك خطة للتوسع في تطبيق الزراعة النظيفة بدون مبيدات؟
- نعم وقعنا بروتوكول تعاون مع الاتحاد الأوروبي لتفعيل معمل «التلوجراما» لتغطية مساحات واسعة بالزراعة الحيوية، على أن تشمل جميع المحاصيل الزراعية.
* الأسمدة مشكلة متكررة تؤرق الفلاحين.. ما هي مساعيكم لحل هذه المشكلة؟
- في بداية الموسم الصيفي كانت هناك مشكلة في توفير كميات كافية من الأسمدة، بسبب مشكلة نقص الغاز، الذي أدي إلى توقف المصانع عن العمل، ولكن الوزارة تدخلت وضخت كميات كبيرة، وتمكنت من صرف شكارتين لكل فدان؛ للمساهمة في حل الأمر.
وأؤكد الموسم الشتوي، لن يشهد أزمة في الأسمدة؛ حيث تم توفير كميات كبيرة من الأسمدة للمزارعين.
حوار مع محمود صبحي عبد الحميد رزق، وكيل وزارة الزراعة في أسيوط
* كيف تواجه المديرية الحيازات الوهمية؟
- نخصص لجانًا لتنقية الحيازات في كل جمعية زراعية، ونحيل المخالفين إلى التحقيق؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، ومع ذلك ساهم «كارت الفلاح» كثيرا في ضبط الأمور.
* كيف تدعم الوزارة صغار المزارعين؟
- الوزارة تقدم العديد من الخدمات إلى صغار المزارعين، مثل تمهيد الأراضي وتسويتها مجانًا، وتوزيع التقاوي الجيدة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو»، ويستفيد من هذه المبادرات أكثر من 4 آلاف مزارع.
* تشتهر أسيوط بزراعة المحاصيل الزيتية والعطرية.. فما هي أنواع هذه المحاصيل؟ والمساحات المخصصة لزراعتها؟
- بالفعل، أسيوط تزرع 4300 فدان من المحاصيل الزيتية والعطرية مثل الريحان، اليانسون، الكراوية، الكزبرة، دوار الشمس، والشمر، وتستخدم هذه المحاصيل في إنتاج الزيوت والعطور، وتساهم في تحسين الاقتصاد المحلي.
* الحرق المكشوف ظاهرة متكررة في كل موسم صيفي.. كيف تتصدون لها؟
- نشجع الفلاحين على إعادة تدوير المخلفات الزراعية، من خلال «مفارم» تم توزيعها للمساعدة في إنتاج السماد العضوي “كومبوست” بالتعاون مع جهاز شؤون البيئة.
ونعمل على جمع مخلفات الذرة وإعادة تدويرها، وتحرير المحاضر ضد حارقي البوص، وتغريمهم ماليا بقيمة تصل إلى 50 ألف جنيه.
* كيف تديرون ملف التعديات على الأراضي الزراعية؟
- نعمل يوميًا بالتنسيق مع الوحدات المحلية لإزالة التعديات في مهدها، وأؤكد أن التعديات في انحسار دائم، وقانون التصالح يساعد في الحد من هذه الظاهرة، خاصة في المناطق القريبة من الأحوزة العمرانية في مراكز مثل القوصية وأبنوب كانت الأعلى في التعديات، لكن الآن الأمور تحت السيطرة.
* إذا كان لك رسالة تريد أن تخاطب بها مزارعي أسيوط ماذا ستقول؟
- وزارة الزراعة دائمًا معكم وتدعمكم، ونسعى دائمًا لتحسين العملية الزراعية، وتقديم كل ما يحتاجه المزارع لتحقيق أفضل إنتاجية.