عبده أبو عايشة: زيارة الرئيس اللبناني تؤكد ريادة مصر ودعم السيسي الدائم لاستقرار لبنان والخروج من أزمته | وزير الخارجية البريطاني: إذا استمر العدوان الإسرائيلي في غزة سنتخذ مزيدًا من الخطوات | السيطرة علي حريق نشب داخل مطعم مأكولات في أكتوبر | وزيرة الخارجية في حكومة الظل البريطانية: أسلوب إدارة الحرب في غزة يضر بالعلاقات مع حكومة إسرائيل | كشف حقيقة قيام صاحب مضرب أرز بالنصب على مزارعين ورفض دفع ثمن المحصول بالشرقية | ختام الدورة التدريبية لتنمية مهارات العاملين بالتعاقدات في الدقهلية| صور | عقب استغاثتها.. ضبط طالب لمحاولة الاصطدام بسيارة سيدة بمحور 30 يونيو | مدبولي: الحكومة المصرية تتطلع لتفعيل المجلس الأعلى التنسيقي المشترك بين مصر والسعودية خلال الفترة المقبلة | رئيس الأكاديمية العربية: الذكاء الاصطناعي محرك رئيسي لإعادة تشكيل المهن والاقتصادات | صور | حملة على مقار النباشين بشارعي الترعة المردومة وأحمد ابو سليمان بالإسكندرية |

السياحة السوداء استعراض سادي

22-10-2024 | 16:54

يمزق الحزن قلوب البعض حينما ينظر إلى أشخاص تنعم بهواء نقي، وتعيش وسط أجواء هادئة، وإذا بصدورهم تشتعل نارًا، ولا يهدأ لهم بال حتى تلوث أيديهم النقاء، وتشوه الجمال، هذا حال الفاسد، يسعى حثيثًا إلى نشر القبح، ويدفع بقوة إلى فرض كل شيء حقير مستهجن على سكان العالم، وأول فروع القبح المستهدف إقراره في ثقافات الشعوب هو نشر مظاهر الدمار وما يفوح منها من رائحة الموت.
وأثناء إلهاء الشعوب بتلك الثقافات الكريهة يشعلون الحروب في شتى أنحاء العالم، وفي نفس الوقت محاولة لكي تألف الناس مشاهد الدمار والخراب وإراقة دماء الأبرياء، وإذا سكتت أصوات المدافع في بلد، احتدمت حروب في بلاد أخرى، تمارس فيها عمليات إبادة لشعوب تقف عائقًا في مواجهة أهدافهم الدنيئة، وتغمر السعادة قلوب هؤلاء الحاقدين وقتما يرون الخوف يزحف إلى الصدور، وتزيد غبطتهم حين تخنع الرؤوس لبطش القاتل.

ولا عجب عندما تلجأ الفئة الحاقدة إلى ترويج مفهوم ما يسمى بالسياحة المظلمة، التي تبعث رائحة الموت، وبمرور الوقت تصير أفئدة من الناس تهوى الترحال إلى مواقع الدمار والأطلال، ويطلق عليها خبراء السياحة مصطلح آخر يٌعرف بالسياحة السوداء.

ولا يختلف مفهوم السياحة السوداء عن مثيلتها من ألعاب الموت على الإنترنت، ويضاف إليها حديثًا موضة تصوير الأموات في أوروبا وأمريكا، ويتسع القوس ليشمل الكثير من ظواهر اجتماعية عالمية غاية في السوء والانحطاط الأخلاقي، ويقف خلفها مافيا إعلامية ومؤسسات ثقافية واقتصادية عملاقة.

وأول من نشر مصطلح السياحة السوداء للعلن أستاذان من جامعة جلاسكو كاليدونيان بأسكتلندا، وبعد فترة من النشر تعرض شبكة "نتفليكس" مسلسل وثائقي حول مواقع السياحة المظلمة الشهيرة أشهرها متاحف متخصصة لعرض رموز الموت والتعذيب، وأكبر متحف لها في كمبوديا يضم صورًا لآلاف المعذبين المعتقلين من الأطفال وجميع الأعمار، وبجوار معرض الصور قسم يقتني بقايا عظام وجماجم للضحايا المعذبين على يد مجموعة الخمير الحمر، ولا يقتصر الأمر على هذا فهناك مواقع أخرى تستخدم كمتاحف مفتوحة تبرز آثار الدمار النووي في تشيرنوبل وفي هيروشيما وناجازاكي.

ويظل إرث الاضطهاد والقهر الموروث منذ حلبات المصارعة الرومانية يجري في عروق أحفاد عشاق التعذيب وسفك الدماء، الذين يرغبون في نشر ثقافة العنف، ومن مخاطر السياحة المظلمة أن يتقمص عدد من السائحين روح العداء نتيجة لزيارة مواقعها، وقد يطغى على ما بداخلهم من مشاعر للسلام والعفو.

وتحول آثار الدمار وبقايا القبور من هياكل عظمية إلى مواقع سياحية، يتنافى تمامًا مع المقصد المنطقي للسياحة من متعة واستجمام، والسؤال ما المتعة من إنشاء متحف كبير في فرنسا يعرض جماجم فدائيين جزائريين قاوموا المحتل الفرنسي لبلادهم؟ أم أنه استعراض بطولة زائفة لمجموعة من الساديين، بينما يعد من جهة أخرى كتحريض لأبناء وأحفاد المستعمر الفرنسي على استكمال مسيرة الترصد لمعارضيه، ولذا كان عداء اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا للجاليات الإسلامية والسوداء والآسيوية، وهو ما حذر منه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال زيارته لمتحف الإبادة الجماعية في عاصمة كمبوديا.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة