سيراك الناس عندما ترى أنت نفسك، سيتعرفون عليك مجددًا مع كل خطوة تخطوها في اتجاه تحقيق حلمك؛ في كل أرض غرست فيها أمنياتك فأنبتت، وإن رحلت عنها سيبقى بها عطرك، في كل مرحلة سعيت فيها للتعرف من قريب على ذاتك، سيقدرك الجميع طالما أنك تستطيع أن تغير من أفكارهم وقناعاتهم إلى الأفضل، تجتهد وتعمل ثم تحصد بدعمهم لك نتائجك الطيبة، إنك أصبحت على بعد خطوات قليلة من تحقيق حلمك فتقدم، دع نجاحاتك تمثل خارطة طريق كي تلهم بها غيرك، اجعلهم يمتنون لك، يتعلقون بك، اجعل أنظارهم تتجه نحوك، تراقبك وترقب أثرك، تقتدي بك، وتتمنى أن تصبح يومًا مثلك.
سيتتبعون عن كثب تلك الهالة التي أحاطت بك ويعرفون أنها ستحيط بهم أيضًا إن انتهجوا نهجك، سيتطلعون إلى معرفة سيرتك ومسيرتك من أجل الاحتذاء بك، بمواقفك وآرائك البناءة، فيتبنون أغلب وجهات نظرك، يستمعون لدعوتك، ينشرونها بأنفسهم ما دمت تمثلهم وتعبر عنهم وتأكد من أنهم سينضمون يومًا إليك، ستتحد روءاهم مع رؤاك، سيدعمونك وينزلونك منزلتك التي تستحق، سيقدرون موفور عطائك المتدثر دائمًا بثوب تواضعك.
اسع وتقدم للأمام، انطلق كانطلاق السهم، لا تمكن أحدًا من إحباط محاولاتك الحثيثة للعثور على أسرار ذاتك وتوظيفها؛ بغرض إيقافك وشغل طريقك بأوهام تعرقلك وتعطل مسيرتك. إن شعورك المتنامي بأهمية دورك في مجتمعك هو الذي سيمنحك ذلك الإحساس النابع من شعورك الدائم بإنسانيتك، بمسئوليتك تجاه وطنك، بهذا سيتحقق لك فهم المعنى الحقيقي لوجودك في هذه الحياة وسيمكنك من استيعاب دورك الذي أعده الله لك ومن أجله خلقك.
امنح الحرية لأفكارك، حررها من قيدها ودعها تخرج بسلام من ظلمات أقبيتك، دعها تتحول إلى شمس تشرق بالأمل والتفاؤل، تملأ بأشعتها حياتك، تقضي بنورها على ظلام استقر زمنًا استوطنك كما استوطن غيرك، أرسلها كرسالة حب لمجتمعك لبلدك ثم إلى عالمك، أطلق العنان لأحلامك وحلق معها، تعود أن تتعلم في كل يوم شيئًا جديدًا يضيف لك، يعلي من قدرك ومن شأنك، كن أنت الإلهام والفكرة التي ستسطع يومًا بعد مسيرة من كفاح، من صبر ومثابرة؛ فقد تتحول قصتك إلى سيرة ومسيرة يتمناها غيرك بعد أن أصبحت أنت المثل الأسمى الأعلى.
لا تبحث عند الآخرين عن مكانتك التي تتمناها، لا ترهق نفسك بالبحث عن قيمتك في دروبهم، نقب جيدًا عنها وستجدها قوية حاضرة ومؤثرة، ستجد جرأتك التي اختبأت في كهف خوفك وحذرك تبادر بالتقدم، تنتظر إشارة منك بالموافقة على إطلاق سراحها، اعلم أنه كلما مر بك الزمن وكلما تقدم بك العمر سوف تحتاج إلى التعلم أكثر وأكثر، سترى الأمور على طبيعتها بحقيقتها المجردة، انتهج نهج هذا الفلاح الذي نثر البذور في أرضه، رعاها واعتنى بها، ثم توكل على خالقه وخالقها، من بيده أمره، وأمر إنباتها وإخراجها.
يعتز الناس دائمًا بمن يعتزون بأنفسهم، من يشعون بطاقة الإيجابية الهائلة، هؤلاء المحاطون بالأمل أينما مكثوا وأينما حلُّوا ينثرونه رذاذًا وعطرًا يتنسمه كل من حولهم؛ مدركين أن بعد المسافة وطول زمن الرحلة لن يؤثر مطلقًا على قرارهم بالسفر إلى حيث أرادوا وتمنوا، إلى حيث وجدوا أنفسهم.