تقع جمهورية كوسوفو في جنوب شرق أوروبا، وهي أصغر دولة من دول البلقان، حيث يصل صافي مساحتها إلى 10,887 كيلومتر مربع، وهي دولة غير ساحلية تقع في وسط منطقة البلقان، وتحدها جمهورية مقدونيا الشمالية من الجنوب الشرقي وصربيا من الشمال الشرقي والجبل الأسود من الشمال الغربي وألبانيا من الجنوب.
موضوعات مقترحة
الطبيعة الجغرافية
تمتلك كوسوفو مناظر طبيعية مُتنوعة من حيث الحجم وتختلف من حيث المناخ والجيولوجيا والهيدرولوجيا.
تُغطي كوسوفو العديد من السهول والحقول الشاسعة خصوصا في منطقة ميتوهيا، إضافة إلى سلاسل جبال الألب الألبانية، وجبال شار التي تتواجد في الجنوب الغربي والجنوب الشرقي على التوالي.
الطبيعة في كوسوفو
الاسم
أتى اسم كوسوفو من الكلمة الصربية "كوس" التي تعني "الطائر الأسود"، أما النطق الصربي فهو "كوسوفو"، وتُنطق "كوسوفا" باللغة الألبانية، أما الاسم العثماني التاريخي لإقليم كوسوفو فهو ولاية (قوصوة أو قوصوه)، والراجح في سبب التسمية هي أن الدولة العثمانية أطلقت على المنطقة أسم قوصوة في عهد السلطان العثماني مراد الثاني، ومع مرور الزمن تم تحريف الاسم إلى "كوسوفو"؛ بحكم اختلاف الألسن بين الشعوب.
السكان
بلغ عدد سكان كوسوفو عام 2005 ما بين 1,9 و2,2 مليون نسمة بناء على التركيبة العرقية التالية: الألبان 92 ٪، والصرب 4 ٪، والبوشناق 2 ٪و الغوران 1٪، الأتراك والغجر 1 ٪.
الطبيعة في كوسوفو
اللغات
الألبانية والصربية لغتان رسميتان في كوسوفو، ووفقا لتعداد عام 2011 ، ما يقرب من 95 ٪ من المواطنين يتحدثون الألبانية كلغتهم الأم، تليها اللغات السلافية الجنوبية والتركية؛ بسبب مقاطعة شمال كوسوفو للتعداد، وأسفرت اللغة البوسنية عن كونها ثاني أكبر لغة بعد الألبانية، ومع ذلك، فإن اللغة الصربية هي في الواقع ثاني أكثر اللغات المنطوقة في كوسوفو.
الدين
يشكل المسلمون 95 ٪ من سكان كوسوفو، وقد وجه الإسلام إلى المنطقة مع الفتح العثماني في القرن 15. فضلاً عن أقلية من الروم الكاثوليك. تأسست أول جامعة إسلامية عام 1992 في بريشتينا العاصمة. نُحصي اليوم في كوسوفو ما يفوق 800 مسجد جامع، بينما يجري بناء حوالي 100 أخرى في مناطق كوسوفو المختلفة بينها مشروع تشييد أكبر مسجد في منطقة البلقان بأسرها في العاصمة بريشتينا. وتُلقى خطب الجمعة والدروس الدينية ويُتلى الدعاء باللغات الألبانية والبوسنية والتركية، ويتم التعليم داخل الكتاتيب القرآنية والمدارس الإسلامية أيضًا باللغات الثلاث.
حقائق تاريخية وجغرافية.
الطبيعة في كوسوفو
التاريخ
كانت كوسوفو جزءَا من الدولة العثمانية طيلة خمسة قرون، منذ أن فتحها السلطان العثماني مراد الأول عام 1389م، وبعد حرب البلقان الأولى عام 1912م/ تقاسمت مملكتي صربيا والجبل الأسود أراضي كوسوفو.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أصبحت كوسوفو ضمن مملكة يوغوسلافيا، وخلال الحرب العالمية الثانية أُحتلت يوغوسلافيا وضُم إقليم كوسوفو إلى ألبانيا التي كانت تحت الاحتلال الإيطالي.
بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدًا عام 1946م، ضُم إقليم كوسوفا إلى يوغوسلافيا الاتحادية، وفي عهد الرئيس جوزيف بروز تيتو ووفق دستور 1947م عاشت كوسوفو حكماً ذاتيا ضمن إطار اتحاد الجمهوريات اليوغوسلافية إلى أواخر السبعينات من القرن العشرين.
وفي عام 1989 ألغى الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به ألبان كوسوفا وحَكَم الإقليم بالحديد والنار، مُستخدماً أساليب بوليسية وقمعية عنيفة.
الطبيعة في كوسوفو
بعد فشل المقاومة غير العنيفة ضد الحكم الصربي في عام 1990م، قام الألبان بتمرد مُسلح عام 1997/1999م، مما أجبر منظمة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) على شن هجوم على صربيا والجبل الأسود، والتي أستمرت 78 يومًا لوقف الحرب في كوسوفو.
نظم أهالي كوسوفو أنفسهم لمواجهة الاضطهاد الذي يتعرضون له بعد إلغاء الحكم الذاتي واتخذ تنظيمهم طابعاً قومياً أكثر منه دينياً وقادهم آن ذاك حزب الاتحاد الديموقراطي الألباني الذي كان يترأسه الأديب والأستاذ الجامعي إبراهيم روغوفا وكان يتخذ من النضال السياسي السلمي منهجاً له.
في يوليو 1990 أجرى أهالي كوسوفو استفتاءً عاماً كانت نتيجته معبرة عن رغبة الغالبية العظمى في الانفصال عن صربيا وإقامة جمهورية مستقلة، وفي سبتمبر من العام نفسه نظم الألبان إضرابًا واسعاً يشبه العصيان المدني لصربيا.في الرابع والعشرين من مايو عام 1992م، انتخب الألبان إبراهيم روغوفا رئيساً لجمهوريتهم التي أطلقوا عليها اسم جمهورية كوسوفو، ولم تعترف بها صربيا.
حاول إبراهيم روغوفا المعروف بنهجه السلمي كسب تعاطف المجتمع الدولي ونيل اعترافه بجمهورية كوسوفو، لكنه لم ينجح، فكون الشباب الألباني خلايا عسكرية سموها "جيش تحرير كوسوفو".
كان عام 1998 هو العام الذي لفت أنظار العالم بقوة إلى خطورة الأوضاع في كوسوفو، حيث دخل «جيش تحرير كوسوفو» في صراع مع الجيش الصربي، فارتكب الأخير مجازر وحشية ضد المدنيين الألبان؛ مما أجبر المجتمع الدولي على التحرك.
في مارس 1999، شن حلف شمال الأطلسي غارات جوية على صربيا ما أرغم ميلوشيفيتش على الانسحاب من كوسوفو، وفقدت بلجراد السيطرة الفعلية على الإقليم الذي وضع تحت حماية الأمم المتحدة والحلف الأطلسي الذي ينشر نحو 17 ألف عسكري فيه.
الطبيعة في كوسوفو
وجرت مفاوضات حول الوضع النهائي لكوسوفو بين الصرب والكوسوفيين الألبان، قدم في ختامها مارتي اهتيساري الذي كلفته الأمم المتحدة إعداد وضع نهائي للإقليم خطة تقضي باستقلاله تحت اشراف دولي، دعمها الأميركيون ومعظم الأوروبيين.
في ذات العام 1999م، وبناءً على قرار أصدره مجلس الأمن الدولي قامت الأمم المتحدة بإرسال بعثة لإدارة محافظة كوسوفو.
وبناءً على إتفاق بروكسل تقوم صربيا بتطبيع علاقاتها مع كوسوفو، لكنها لا تعترف باستقلالها بشكل رسمي.
الطبيعة في كوسوفو
الاستقلال
كان إقليم كوسوفو يتمتع باستقلال ذاتي منذ وقت المذابح التي جرت ضد السكان في الإقليم، وكان ذلك الإقليم تابعاً إلى صربيا، لكن في يوم 17 فبراير 2008م، أعلن الإقليم انفصاله عن حكومة بلجراد واستقلاله، وهو الأمر الذي رفضته الحكومة الصربية المركزية.
الاستقلال أيدته الولايات المتحدة وعدد من دول الإتحاد الأوروبي وتركيا والسعودية والبحرين واليمن والإمارات، في حين رفضته روسيا بشدة ودعت إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن.
اعترفت 98 دولة بكوسوفو كدولة مستقلة، ولكي تصبح عضواً في الأمم المتحدة يجب أن تحصل على اعتراف 97 دولة، وهناك دول أوروبية كإسبانيا لم تعترف باستقلال كوسوفو على اعتبار أن إسبانيا ترفض استقلال إقليم الباسك عن أراضيها؛ لذلك فهي لا تؤيد انفصال إقليم آخر؛ لأنه "غير قانوني ومخالف لاتفاق وقف إطلاق النار".
تم الاعتراف باستقلال جمهورية كوسوفو من قبل 97 دولة عضو في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عضويتها في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والاتحاد الدولي للطرق النقل، ومجلس التعاون الإقليمي، ومجلس مصرف التنمية الأوروبي، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، بالإضافة إلى 22 من 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي.
د. سليمان عباس البياضي
محاضر بجامعة العريش وعضو اتحاد المؤرخين العرب
الطبيعة في كوسوفو
الطبيعة في كوسوفو
الطبيعة في كوسوفو
د. سليمان عباس البياضي