يقع الطلاق في بعض الأسر؛ مما يشعر الأطفال بعدم الأمان لإحساسهم بالدخول في حياة جديدة مجهولة ينقصها أحد الوالدين اللذين يحمل كل منهما تحقيق بعض من طلباته وأحلامه في حياته الصغيرة، وأن عدم وجود أحدهما يمثل نقصانا لبعض احتياجاته المادية والمعنوية التي تمثل أهمية كبرى بالنسبة له.
موضوعات مقترحة
ويرى خبراء علم النفس أنه على الوالدين مراعاة بعض الأمور في أثناء التعامل مع الطفل الذي وقع الطلاق في أسرته:
كشف أمر الطلاق للطفل
على الوالدين أن يتحدثا مع الطفل عن انفصالهما بطريقة هادئة وبأسلوب مريح ليشرحا الحياة الجديدة التي سينقصها أحدهما دون غياب كامل، وأنه سيكون دائما موجودا فور الاحتياج إليه مع زيارات أسبوعية، وذلك بما يتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها وفترة الامتحانات التي يمر بها إن تم ذلك في فترة الدراسة.
الشعور بتأنيب الضمير
دائمًا ما يشعر الطفل أنه السبب في انفصال الوالدين لمشاغباته التي يرفضها الطرفان، فكان من الضروري شرح أسباب الطلاق بطريقة مبسطة وأنها بعيدة كل البعد عن سوء سلوكياته في بعض الأحيان، وأن الحب سيظل يجمعهم جميعًا وأن الفراق لا يعني الكراهية.
احتواء عدوانية الطفل
يتحول الطفل في بعض حالات الطلاق إلى طفل عدواني تعبيرًا منه عن اعتراضه على انفصال والديه، ووجب على من يبقى الطفل معه مراعاة ذلك والتعامل مع الأمر بهدوء وروية، والمتابعة مع المدرسة وشرح الأمر لإدارتها.
منح الطفل الوقت للتأقلم مع الوضع الجديد
قد يمر الطفل وإن كان في سن المراهقة بحالة من الاكتئاب المؤقت أو الشعور بالقلق؛ مما يؤثر عليهم بشكل سلبي لفترة بعد وقوع الطلاق، وعلى الوالدين أن يمنحا الطفل الوقت الكافي للتأقلم مع الوضع الجديد، وتقديم الدعم النفسي له والتوجه به لطبيب الأمراض النفسية إذا لزم الأمر.
المحافظة على العلاقة الطيبة بين الأبوين بعد الطلاق
بالرغم من صعوبة التعامل بين الوالدين بعد وقوع الطلاق إلا أنه من الضروري أن يتعاملا بشكل لائق يسوده الاحترام والتقدير خاصة أمام الأطفال.
الكلام بشكل جيد عن الطرف الآخر
تحدثي عن زوجك أو زوجتك السابقة بشكل جيد أمام الطفل وعدم تكرار ذكر أسباب فساد العلاقة بينكما.
عدم تهديد الطفل أو إجباره على الاختيار بينكما
قد يكون من الصعوبة التعامل مع الطفل بعد وقوع الطلاق للتغيرات النفسية المؤقتة التي قد تحدث له وبالرغم من ذلك فلا يجوز بأي حال من الأحوال تهديد الطفل بأنه سيطرد من حياة أحد الوالدين ليعيش مع الآخر، أو إجباره على اختيار أحد الوالدين للحياة معه، بل يجب أن تسير الأمور بشكل انسيابي وبسيط.
عدم استغلال الطفل في إيذاء الطرف الآخر
على الطرفين مراعاة ذلك وإلا فقد احترامه لكلا الطرفين، أو مطالبته بإخبار أحد الطرفين معلومات عن حياة الطرف الآخر.
عدم التحدث أمام الطفل عن الأمور المادية
التنظيم المادي بعد الطلاق بين الوالدين ليس له علاقة بالطفل أو بحياته ومن هنا كان من الضروري عدم الحديث عن الأمور المادية أمامه.
الاستعداد لأسئلة الطفل
على الوالدين الاستعداد وتجهيز إجابات مقنعة وغير جارحة ومطمئنة للطفل وهي، مع من سأعيش؟ هل سأذهب إلى مدرستي؟ هل سأنتقل من المنزل؟ هل سأستمر في رؤية أصدقائي؟ هل لا يزال بإمكاني القيام بالأنشطة المفضلة؟
احترام محاولات الطفل لاستعادة العلاقة الزوجية
يشعر الغالبية العظمى من الأطفال بالوحدة بعد تفكك الأسرة ويرى أن بإمكانه استعادة العلاقة بين الأب والأم من خلال التحدث معهم، ويجب التعامل مع الطفل بشكل جيد من خلال إخباره بحقيقة ما يمر به الوالدان في الوقت الحالي، لهذا يجب أن يكون هناك تجمع أسري دائم ومنتظم كي لا يؤثر الانفصال على الطفل بشكل سلبي.