ضرورة خلق حوافز للشباب (1-3)

17-10-2024 | 16:58

في المرحلة السنية ما بين 4 سنوات تقريبًا؛ بداية التعليم "kg1" و22 سنة معدل تقريبي لسن انتهاء التعليم الجامعي؛ هناك ما يقارب الـ 29 مليون نسمة. الجامعي 3.5 مليون طالب؛ والباقي موزعين على جميع مراحل التعليم ما قبل الجامعي.

هؤلاء هم ثروة مصر وأملها؛ هذا العدد الكبير؛ هو تعداد لبعض الدول في العالم؛ بل يفوق عدد سكان دول ليست بالبعيدة؛ نعم إمكاناتهم المادية أعلى؛ ولكن وبكل تأكيد ثروتنا البشرية أهم؛ وأقيم.

ما يميز هذا العدد عدة أشياء؛ أولها؛ هو إمكانية التعامل معهم وفق نظم إدارية قوية ومعروفة؛ ويمكن من خلال تلك النظم اكتشاف مواهب متنوعة لعدد كبير من أبنائنا.

لنبدأ بمراحل قبل الجامعي؛ فقد كثر الحديث عن تطورات كبيرة تشهدها تلك المراحل؛ تهدف لتنمية تعليمية أكبر وأحدث؛ ومن المؤكد أن الغرض مواكبة أحدث التقنيات العالمية.

وهنا أتمنى التعامل معه بالجدية اللازمة؛ المواهب الفذة يمكن اكتشافها منذ الصغر؛ وكلما تم اكتشافها مبكرًا؛ سهل صقلها و تدريبها وتنميتها بشكل أسرع.

فقد امتلكت مصر قوة ناعمة لم يشاطرها فيها أحد منذ عقود؛ أدت لتفردها وتميزها؛ وتمتعها بمكانة جعلت لها اليد الطولى في كثير من المحافل.

أم كلثوم تم اكتشافها قبل أن تصل لعمر العشرين؛ وكان الزمن مختلفًا؛ ولو كانت في الزمن الحالي لوصلت مكانتها لعنان السماء؛ رغم أن بعد رحيلها بعدة عقود مازالت متربعة على عرش الأغنية العربية.

فقد ميز الله مصر بحلاوة الصوت؛ ليست أم كلثوم النموذج الأوحد بل هناك عشرات؛ ليس الغرض سردهم؛ ولكن الاقتداء بنجاحهم ليكونوا عبرة؛ والأمر لا يتعلق بالطرب الغنائي؛ ولكن يتجاوز ذلك؛ لجمال التلاوة القرآنية.

أنجبت مصر أفضل من قرأ القرآن الكريم وجوَّده على وجه الأرض؛ عمالقة التلاوة؛ أخاف أبدأ في ذكر أحد أنسى آخر؛ ولكنهم أفضل من قرأ كما ذكرت يملكون أصواتًا خاشعة تمس القلوب بشكل مباشر.

بخلاف القامات الفنية الكبيرة؛ من عتاولة الفن العربي في عدة مجالات التمثيل؛  والتأليف والتلحين؛ ففيلم واحد مصنوع بحرفية وإتقان؛ كفيل بإيصال آلاف الرسائل في عدد غير محدود من الاتجاهات وعلى كل الأصعدة؛ وبقوة مئات الأسلحة الفتاكة؛ وأعيد التذكير بمشهد مهم كتبته من قبل؛ في أحد زيارات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لأحد بلاد المشرق؛ طلب مواطن من مستقبليه؛ أن يرسل الرئيس سلامه للفنان الراحل إسماعيل ياسين.

لهذا المشهد دلالات مهمة؛ أهمها؛ أن قيمة الفنان المصري كبيرة جدا؛ لاسيما إن كان يقدم فنًا صادقًا يصل للناس بسرعة شديدة؛ وليس هذا المشهد فقط ما يمكن الإشارة إليه؛ بل هناك آلاف أخرى توضح برؤية ثاقبة؛ الآثار الحقيقية لعناصر القوة الناعمة لمصر؛ قد يكون أحدثهم الآن محمد صلاح؛ الذي يلقبه جمهور ليفربول بالملك المصري.

نكتفي بهذا القدر ونكمل في المقال المقبل.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: