لا شك أن التاريخ سيسجل بأحرف من نور، الموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية عبر كل العصور، حيث رفضت مصر تصفية القضية حفاظًا على حقوق الشعب الفلسطينى، فى ظل الإجرام الصهيونى، الذى يتجاهل القانون والأعراف الدولية، وقد حمَّلَت مصر إسرائيل المسئولية القانونية بشكل كامل، عن الأوضاع الإنسانية المتردية فى قطاع غزة، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
موضوعات مقترحة
وعلى مدار عام كامل، جسدت مصر التزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطينى من خلال مجموعة واسعة من الجهود السياسية والدبلوماسية والإنسانية والإغاثية، من دعم التهدئة ووقف التصعيد إلى تقديم المساعدات والإغاثة وإعادة الإعمار، وكانت مصر دائمًا بجانب الشعب الفلسطينى، لأن استقرار غزة وأمنها جزء من استقرار المنطقة بأكملها.
ومصر دائما موجودة على طاولة أى مفاوضات، لاسيما أن موقف مصر منذ أحداث السابع من أكتوبر ثابت وداعم للقضية الفلسطينية، ورافض للتهجير القسرى للفلسطينيين، وذلك فى ظل الجهود القوية المبذولة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، ودائما ما تتجه أنظار قادة العالم نحو القاهرة باعتبارها مفتاحا مهما لحل القضية الفلسطينية، وأنها دولة ذات دور محورى لا غنى عنه.
قال علاء عابد نائب رئيس البرلمان العربى، ورئيس لجنة النقل المواصلات بمجلس النواب، إنه برغم دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الأول، لا تزال مصر تتصدر الجهود الإقليمية والدولية الدافعة نحو وقف فورى ودائم لإطلاق النار، ووقف المجازر اليومية وقطع الطريق أمام المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف عابد، أن مصر دورها تاريخى ومتواصل على مدار عقود فى تبنى القضية الفلسطينية -ولاتزال - فقد نجحت الدولة المصرية، فى وقف إطلاق النار وإعادة القطاع إلى الهدوء خلال الحروب الإسرائيلية الخمسة على قطاع غزة (2008، 2012، 2014، 2021، 2022)، وخلال العدوان الإسرائيلى البربرى فى أكتوبر الماضى، لعبت مصر دوراً محورياً للحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء البريئة، ونددت بحرب الإبادة الجمعية، وجرائم العقاب الجماعى للنساء والأطفال، الذى أسفر حتى الآن عن سقوط أكثر من 41 ألف شهيد، وطالبت مصر بضغط دولى من أجل إيقاف إطلاق النار، وقد وجه الرئيس القائد عبد الفتاح السيسى منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلى، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، وعقد قمة القاهرة للسلام، ودعا الرئيس المنظمات الأممية ممثلة فى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى الاضطلاع بدورها الإنسانى فى إنقاذ الأرواح وفرض السلام، وتواصلت مصر مع كل الأطراف الدولية الفاعلة، وزار القاهرة قادة وزعماء دول كثيرة أبرزها رئيس الوزراء البريطانى، والمستشار الألمانى، ورئيسة وزراء إيطاليا، والرئيس الفرنسى.
وأشار عابد إلى أن مصر وقفت بقوة ضد مؤامرة إسرائيل، لتهجير سكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية، لأن القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر هى أمن قومى، وهو ما دفع إلى تراجع الاحتلال الإسرائيلى عن تصريحات تهجير الفلسطينيين نحو مصر.
وقال نائب رئيس البرلمان العربى، إنه بعد مرور 76 عامًا على النكبة الفلسطينية، وبرغم قرارات الأمم المتحدة الكثيرة بشأن الحق الفلسطينى، التى لم ينفذ منها الاحتلال قراراً واحداً ولا يزال ينكر الحق الفلسطينى، وذلك عبر مواصلة سياسات الإبادة الجماعية، والتشريد والتهجير ومصادرة الأراضى، وهدم المنازل وإقامة مستوطنات غير قانونية، بهدف محو أى فرصة أو أمل أمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67، أما على المستوى الإنسانى، فقد أكدت الرئاسة المصرية، أن الحكومة والمنظمات الأهلية، وكل الجهات فى الداخل، تتضافر جهودها، لتوفير ما يلزم من مواد غذائية وتدفئة، وما يلزم للحياة، وتم إرسال آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، تحت رعاية صندوق “تحيا مصر”، كما ضمت القوافل أجهزة طبية وأسرة عناية مركزة ومستلزمات الطوارئ وغرف العمليات وأدوية، فضلاً عن سيارات إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات.
وقالت أمل رمزى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن البعض يحاول المزايدة على دور مصر ودعمها للقضية الفلسطينية، سواء على الصعيد السياسى أم الإنسانى، والحقيقة أن هؤلاء يغيب عنهم الكثير عن علاقة مصر بفلسطين، لأن العلاقة بين مصر، والشقيقة فلسطين جزء من هذا التاريخ الممتد، إذ يتشابك المصير المصرى والفلسطينى منذ قرون، إذ كانت غزة تحت الإدارة المصرية من عام 1948 حتى عام1967، وخلال هذه الفترة، لم تكُن غزة مجرد إقليم تحت الإدارة المصرية، بل كانت جزءاً من النسيج الاجتماعى والسياسى المصرى، إذ تم تقديم الدعم والمساعدات لسكان القطاع، وعملت مصر على حماية حقوقهم فى ظل ظروف الاحتلال الإسرائيلى، ولذلك وللحقيقة لم يبدأ الدعم المصرى للفلسطينيين عند أو مع أو بعد أحداث 7 أكتوبر، ولا مع تصاعد العدوان الصهيونى الإجرامى على غزة، إنما بدأ قبل ذلك بوقت طويل، خاضت فيه مصر خلال السنوات السابقة معارك عديدة من أجل بقاء القضية الفلسطينية.
وأضافت رمزى، أنه خلال الفترة من أكتوبر 2023، إلى وقتنا هذا كثفت مصر جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب فى غزة، وتخفيف الأزمة الإنسانية، وبرغم أن هذه الجهود لم تفضِ إلى حل مباشر، فإنها أكدت الدور المحورى الذى تلعبه مصر كوسيط رئيسى فى المنطقة، والتزامها بالاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ذلك، عارضت مصر بشدة أى محاولات لإعادة توطين الفلسطينيين فى شبه جزيرة سيناء، خوفًا من استدامة هذه الخطوة وتقويض الأمن القومى المصرى، ومع ذلك لم تتوان مصر عن تقديم المساعدات الإنسانية، والطبية للجرحى فى غزة وفى الآونة الأخيرة، ومع تعرض البنية التحتية الصحية فى رفح لضغوط شديدة عمل الهلال الأحمر المصرى مع المنظمات المحلية لإنشاء مرافق طبية إضافية، ومراكز قيادة لتعزيز قدرة القطاع الصحى وتوفير الخدمات الأساسية للأعداد المتزايدة من النازحين فى رفح.
وتابعت: وفيما يخص المفاوضات، ركزت الوساطة المصرية على ضمان وقف دائم لإطلاق النار بين الحكومة الإسرائيلية وقيادة حماس، حيث تقوم حماس بإطلاق سراح الرهائن المدنيين مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين فى السجون الإسرائيلية، فضلًا عن إدخال مساعدات إنسانية ضخمة إلى غزة لمواجهة النقص الحاد فى الغذاء والمياه والإمدادات الطبية، وعلى الرغم من ذلك تتعرض الدولة المصرية لحملة تشوية داخلياً وخارجياً من أبواقٍ إعلاميةٍ إسرائيليةٍ وأصحاب أجندات مُغرضة، يتهمون مصر بعزل غزة، ومنع دخول المساعدات وغلق معبر رفح، والحقيقة التى لا ينكرها إلا أعمى، أو حاقد، أو صاحب مصلحة، هى أن مصر أكبر داعم للقضية الفلسطينية بشهادة العالم كله، وليس بشهادة مجموعة من مروجى الأحاديث المكذوبة.
وأكدت د. ألفت المزلاوى، أمين سر لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أنه على مدار عام كامل من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قدمت مصر دعماً شاملاً للشعب الفلسطينى، على مختلف الأصعدة السياسية والإنسانية والإغاثية، مع تأكيدها على التزامها الدائم بالقضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، مضيفة أن هذا الدعم تمثل فى مجموعة من التحركات الدبلوماسية، والإغاثية التى أسهمت فى تقليل المعاناة وتحقيق بعض التقدم فى جهود التهدئة، بالإضافة إلى توفير المساعدات الضرورية فى ظل الأوضاع الصعبة التى يعانى منها سكان القطاع.
وقالت المزلاوى، إنه على صعيد الدعم السياسى والدبلوماسى لعبت مصر دوراً محورياً فى الساحة الدبلوماسية الدولية والإقليمية، طوال العام من أجل إنهاء التصعيد الإسرائيلى المتكرر على غزة. منذ بدء الحرب، كثفت القاهرة جهودها الدبلوماسية، لإيقاف القصف الإسرائيلى وتهدئة الوضع، سواء عبر إطلاق مبادرات لوقف إطلاق النار، أم من خلال التفاوض مع مختلف الأطراف المعنية، قادت مصر العديد من المحاولات للوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، كما أجرت مشاورات مكثفة مع القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، ومع الأمم المتحدة، لضمان ممارسة الضغط على الجانب الإسرائيلى لوقف العمليات العسكرية، ونجحت مصر فى بعض المراحل فى تحقيق تهدئة مؤقتة، وهو ما أسهم فى تقليل الخسائر البشرية بين المدنيين الفلسطينيين، وسمح بمرور المساعدات الإغاثية إلى القطاع، علاوة على ذلك، لم تتوقف مصر عن دعم القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية، حيث حرصت على إبقاء القضية حية على أجندة المجتمع الدولى، من خلال التأكيد على الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، خصوصا حق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال، هذه الجهود أكدت استمرار الالتزام المصرى بالقضية الفلسطينية كقضية محورية فى السياسة الخارجية المصرية.
وأشارت المزلاوى، إلى أنه على صعيد الدعم الإنسانى والإغاثى منذ بداية الحرب على غزة، قامت مصر بتقديم مساعدات إنسانية وإغاثية مستمرة لسكان القطاع المحاصر، حيث كانت من أولى الدول التى فتحت معبر رفح للسماح بمرور المساعدات الغذائية والطبية، أرسلت القاهرة قوافل إغاثية تحمل مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية عاجلة، وكان معبر رفح الشريان الوحيد المفتوح أمام الفلسطينيين، لتلقى هذه المساعدات، كما خصصت مصر فرقًا طبية مجهزة لعلاج المصابين الفلسطينيين، وتم نقل العديد من الجرحى والمصابين من غزة إلى المستشفيات المصرية، لتلقى العلاج اللازم، خصوصا فى الحالات الحرجة التى تتطلب رعاية متقدمة.
أما بخصوص الجهود المستمرة لتحقيق الوحدة الفلسطينية، أكدت المزلاوى أن جهود مصر لم تقتصر على الدعم المادى والإغاثى فقط، بل سعت كذلك لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، استضافت القاهرة عدة جولات من الحوار بين الفصائل الفلسطينية، بهدف توحيد الصف الفلسطينى، وإنهاء الانقسام الداخلى الذى يؤثر سلباً على قدرة الفلسطينيين فى مواجهة التحديات الخارجية، هذه الجهود تعكس إدراك مصر العميق لأهمية الوحدة الفلسطينية، كعامل رئيسى فى تحقيق أى تقدم على صعيد القضية الفلسطينية.
وأضافت المزلاوى، أن الحماية الاجتماعية والدعم الاقتصادى، كانا من أهم أوجه الدعم للقضية الفلسطينية، وأنه فى إطار مواجهة التداعيات الاقتصادية الناتجة عن الحرب، قدمت مصر مساعدات مالية ودعماً اقتصادياً للقطاعات الأكثر تضرراً فى غزة، كما ساعدت فى تعزيز القدرات الاقتصادية من خلال تشجيع التجارة عبر معبر رفح، وتسهيل عبور السلع والبضائع من وإلى القطاع، ما أسهم فى توفير بعض الاحتياجات الأساسية للسكان.
وقالت د. فرناز عطية، المتخصص فى الشئون السياسية، إن السياسة الخارجية المصرية تتسم بالتوازن والرشادة، ووجود ثوابت راسخة لا يمكن أن تحيد عنها، حيث تدعم بشكل دائم ومستمر كل القضايا العربية، وتعمل على صيانة الأمن العربى، وفى مقدمة هذه القضايا القضية الفلسطينية، وقد شهدت أخيرا القضية الفلسطينية دعمًا من الدولة المصرية تمثل فى الرفض التام لصفقة القرن، ومعارضة تصفية القضية الفلسطينية بكل الأشكال، حيث أكدت مصر على حق اللاجئين فى العودة، وحق الفلسطينيين فى أراضيهم ودولتهم، وضرورة وسرعة وقف إطلاق النار فى غزة، ورفض عمليات الضم غير القانونى فى الضفة الغربية التى تقوم بها إسرائيل، إلى جانب ضرورة رأب الصدع وتوحيد الفصائل الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطينى من الداخل، إلى جانب الرفض المصرى الشديد لكل أعمال الإبادة الجماعية التى قامت بها إسرائيل بعد «طوفان الأقصى» 7/10/2023، وكذا رفضت محاولات إسرائيل القضاء على وكالة غوث، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، ورفضت مصر إدارة معبر رفح كبديل للسلطة الفلسطينية، دعمًا لها ورفضًا للوجود الإسرائيلى فيه.
وأضافت عطية، أنه مع اشتعال الشرارة الأولى للأزمة، حذرت مصر من محاولة إسرائيل تنفيذ مخطط “التهجير لأهالى غزة”، لشبه جزيرة سيناء والتأكيد على مصرية كل شبر فى سيناء، وأنه لا يمكن التفريط فى حبة رمل منها، وإذا أصرت إسرائيل على السير فى مخططها فهذا بمثابة إعلان للحرب، هذا إلى جانب الدور الدبلوماسى للقيادة السياسية، التى كثفت جهودها الدبلوماسية لعقد قمم دولية وإقليمية للتهدئة، وإيجاد حلول لوقف التصعيد، حيث عقدت أول قمة لمناقشة الأوضاع بعد العدوان مباشرة على غزة فى القاهرة، ناهيك عن الوساطة مع الجانبين الأمريكى والقطرى بين طرفين الصراع، وتدخل مصر لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وعلى الصعيد الإنسانى والإغاثى قدمت مصر المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة، حيث وصلت إلى ما يقرب من 87 % من المساعدات منذ بداية العدوان حتى إبريل 2024، كما أدخلت 123 سيارة إسعاف و43073 ألف طن من المواد الإغاثة لغزة، واستقبلت مصر 6071 من المرافقين والحالات الإنسانية، وأدخلت للقطاع فى المدة ذاتها 10235 ألف طن، كما تم إدخال 26.364 ألف طن من الماء، و129329 ألف طن من المواد الغذائية.