تواصل مصر مسيرتها نحو التنمية الشاملة بنجاح باهر، وذلك بفضل المبادرات الرئاسية الطموح التي تستهدف تحسين حياة المواطنين في كافة ربوع الوطن. ومن أبرز هذه المبادرات مبادرة "حياة كريمة" التي تشهد حالياً انطلاق مرحلتها الثانية، وتحمل في طياتها آمالاً عريضة بتحقيق نقلة نوعية في حياة ملايين المصريين.
موضوعات مقترحة
وتستهدف المرحلة الثانية من مبادرة "حياة كريمة" توسيع نطاق التنمية لتشمل عدداً أكبر من القرى والمراكز، وذلك من خلال حزمة متكاملة من المشروعات التي تغطي مختلف القطاعات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية والصرف الصحي ومياه الشرب. وتهدف هذه المشروعات إلى رفع مستوى المعيشة للمواطنين في المناطق الريفية، وتوفير حياة كريمة لهم.
وكشف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن تكلفة المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة، والتي تُعتبر واحدة من أبرز المبادرات الحكومية الهادفة إلى تطوير الريف المصري وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين. حيث تجاوزت تكلفة المرحلة الأولى من المبادرة 350 مليار جنيه، ومن المتوقع أن تكون تكلفة المرحلة الثانية مماثلة أو أعلى من هذا الرقم.
المشروعات الحالية والانتظار للانطلاقة الكبرى
أوضح مدبولي أنه تم البدء في تنفيذ بعض مشروعات المرحلة الثانية، إلا أنها مشروعات محدودة في الوقت الحالي، حيث تركز الدولة على إنهاء المشروعات التي بدأت بالفعل في المرحلة الأولى. وأكد أن الانطلاقة الكبرى للمرحلة الثانية ستبدأ مع بداية العام المالي المقبل، مما يثير التفاؤل بشأن التطورات المستقبلية في المشروع.
أهداف المبادرة
وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة وفاء علي خبيرة الاقتصاد، لـ"بوابة الأهرام": إن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية وتطوير القرى والمراكز الريفية، حيث أطلقت العديد من المبادرات التنموية، وأبرزها مبادرة "حياة كريمة". تهدف هذه المبادرة إلى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري، وتستهدف المرحلة الحالية استكمال هذه الجهود المحورية عبر عدة محاور رئيسية.
حياة كريمة
تأثير المبادرة على المجتمع
وأكدت الدكتورة وفاء علي: تعتبر المرحلة الثانية من المبادرة خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة في مصر، حيث تستهدف تحسين حياة الملايين من المواطنين الذين يعيشون في المناطق الريفية. من خلال توفير الخدمات الأساسية، يمكن للمبادرة أن تسهم في تقليل الفجوة بين الحضر والريف، وتعزيز العدالة الاجتماعية.
المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة
وأضافت أن مبادرة حياة كريمة تهدف إلى تحسين جودة الحياة في القرى والريف المصري من خلال توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي، وتحسين البنية التحتية، وتطوير التعليم والصحة. كما تسعى المبادرة إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق الريفية.
حياة كريمة
مخصصات المرحلة الأولى
وأشارت إلى أنه بلغت مخصصات المرحلة الأولى من المبادرة 350 مليار جنيه، تم تنفيذ حوالي 23 ألف مشروع في 1477 قرية ضمن 52 مركزًا في 20 محافظة. استفاد من هذه المشاريع نحو 18 مليون مواطن، مع متوسط معدل تنفيذ بلغ 83.4%. حظيت محافظات الصعيد بنحو 68% من مخصصات المرحلة الأولى، حيث استفاد منها 11 مليون مواطن. وقد استحوذ قطاع الصرف الصحي ومياه الشرب على حوالي 50% من المخصصات، مما ساهم في رفع نسبة التغطية بالصرف الصحي إلى 60% في الريف المصري.
المرحلة الثانية : توسيع نطاق التنمية
واستكملت: مع بدء المرحلة الثانية، تصل التكلفة التقديرية إلى 567 مليار جنيه، حيث تستهدف تنمية 1667 قرية في 52 مركزًا في 20 محافظة، بإجمالي مستفيدين يصل إلى 21.4 مليون مواطن. كما يستحوذ قطاع الصرف الصحي ومياه الشرب على حوالي 57% من تكلفة المرحلة الثانية، بينما يستهدف قطاع الصحة نحو 10% من المخصصات. تهدف هذه المرحلة إلى رفع نسبة التغطية بالصرف الصحي في الريف إلى 80%.
حياة كريمة
تحسين الخدمات الأساسية
وفي سياق متصل، أضاف الدكتور ياسر شحاتة، أستاذ الموارد البشرية، خبير التنمية المستدامة، أن المبادرة تتضمن أيضًا استكمال مخطط تطوير محطات السكك الحديدية في مراكز المرحلة الأولى والثانية، مما يسهم في تعزيز وسائل النقل والمواصلات. كما تهدف إلى زيادة معدلات اتصال القرى بخدمات مياه الشرب والصرف الصحي، بالإضافة إلى تحسين جودة خدمات الإنترنت والاتصالات.
تقديم خدمات متكاملة
وأكد الدكتور ياسر شحاتة، أن المبادرة تسعى إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات تشمل الجوانب الصحية والاجتماعية والمعيشية للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا. يأتي ذلك في إطار المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتعزيز العدالة الاجتماعية في المجتمع المصري.
واستكمل، أن المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة تعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة في الريف المصري. من خلال التركيز على تحسين البنية التحتية وتقديم خدمات متكاملة، يُنتظر أن تسهم هذه المبادرة في تحسين جودة الحياة لملايين المواطنين، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الريفية.
حياة كريمة
تأثير المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة على فرص العمل في الريف
وأوضح، أن المرحلة الثانية تتضمن تحسينات كبيرة في البنية التحتية، مثل الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي. هذه التحسينات تسهم في خلق بيئة ملائمة لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، مما يؤدي إلى زيادة فرص العمل.
مشروعات صغيرة ومتوسطة
وأضاف أن المبادرة تسعى إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مما يشجع على ريادة الأعمال في الريف. توفير التمويل والتدريب للمواطنين يمكن أن يساعدهم في بدء مشاريعهم الخاصة، ما يعزز من فرص العمل المحلية.
التدريب والتأهيل
ونوّه شحاتة بأن المرحلة الثانية ستركز على تطوير مهارات العمالة من خلال برامج تدريبية وتأهيلية. وأن هذا سيمكن الأفراد من اكتساب مهارات جديدة تتناسب مع احتياجات سوق العمل، مما يزيد من فرصهم في الحصول على وظائف.
حياة كريمة
الزراعة المستدامة
وتابع: أن تلك المبادرة تشجع على تحسين أساليب الزراعة وزيادة الإنتاجية، مما سيساهم في توفير المزيد من فرص العمل في القطاع الزراعي. تحسين الإنتاجية سيؤدي إلى زيادة الطلب على العمالة، سواء في الزراعة أو في الأنشطة المرتبطة بها.
تعزيز السياحة الريفية
وواصل أنه من خلال تحسين الخدمات والمرافق، يمكن أن تصبح المناطق الريفية وجهات سياحية جذابة. هذا سيساهم في خلق فرص عمل في قطاع السياحة والخدمات المرتبطة به.
الدكتورة وفاء علي أستاذ الاقتصاد
تحفيز الاقتصاد المحلي
وكشف شحاتة أن تلك المبادرة تعمل على زيادة الاستثمارات وتحسين الخدمات، سينتعش الاقتصاد المحلي، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على العمالة في مختلف القطاعات، مثل التجارة والخدمات.
الدكتور ياسر شحاتة أستاذ إدارة الموارد البشرية
وأردف، أن المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة من المتوقع أن تُحدث تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على فرص العمل في الريف المصري. من خلال التركيز على تطوير البنية التحتية، دعم المشروعات الصغيرة، وتوفير التدريب، ستُسهم المبادرة في تحسين الظروف المعيشية وتعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق الريفية.
موضوعات قد تهمك:
"برلمانيون": توجيهات الرئيس السيسي للحكومة بالعودة إلى قانون البناء رقم 119 لعام 2008 أسعدت جميع المصريين
مبادرات منتدى شباب العالم.. استثمار في المستقبل من خلال تمكين الشباب