حسم الجدل الأثري.. لوحات طبيب الأسنان «حسي رع» مصنوعة من خشب السنط وليس من الأرز اللبناني| صور

15-10-2024 | 13:07
حسم الجدل الأثري لوحات طبيب الأسنان ;حسي رع; مصنوعة من خشب السنط وليس من الأرز اللبناني| صوراللوحات الخشبية لطبيب الأسنان حسي رع
محمود الدسوقي

شهد  المتحف المصري بالتحرير فعالية افتتاح العرض الجديد للوحات الخشبية لمصطبة حسي- رع، والتي تعد واحدة من أهم المجموعات الخشبية في مصر القديمة، وذلك بعد الانتهاء من أعمال دراستها وترميمها بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.

يقدم العرض الجديد للوحات عملية محاكاة سياقية كاملة لشكلها داخل المصطبة وفقاً للنشر العلمي لها، حيث تم بناء ممر طبق الأصل من الممر الغربي لمصطبة حسي رع.


اللوحات الخشبية لطبيب الأسنان حسي رع

كما استعرض  مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، خطوات العمل بالمشروع والدراسات التي تمت على اللوحات الخشبية قبل البدء في ترميمها، وكذلك الإشكاليات التي واجهها المشروع ولعل أهمها إشكالية العرض المتحفي حتى توصل فريق عمل المشروع بعمل محاكاة لما كانت عليه اللوحات بمصطبة حس- رع.

كما أعرب عن سعادته بالتعاون بين الجانبين المصري والفرنسي في هذا المشروع والتبادل المعرفي الذي تم من خلاله، آملا في استمراره بما يساهم في إثراء العمل الأثري، خاصة في ظل توافر مراكز ترميم متميزة بالمتاحف المصرية وكذلك كفاءة العنصر البشري.

واستعرض د. على عبد الحليم مدير المتحف المصري بالتحرير أهمية لوحات حسي- رع الخشبية، كما أعطي نبذة تاريخية عن حسي- رع وتاريخ اكتشاف المصطبة الخاصة به في سقارة، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد حلقة في سلسلة من مشروعات عديدة لتطوير العرض المتحفي للمتحف المصري بالتحرير، بما يساعد على رسم مستقبل المتحف.


اللوحات الخشبية لطبيب الأسنان حسي رع

مشروع ترميم لوحات حسي - رع الخشبية

بدأ مشروع "اللوحات الخشبية لمصطبة حسي- رع: آفاق جديدة للدراسة والترميم وإعادة العرض بالمتحف المصري بالقاهرة" عام 2021، بالتعاون بين المتحف المصري بالتحرير والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.

وضم فريق عمل المشروع 25 خبيراً من مختلف التخصصات في مجال الترميم، وإدارة المجموعات المتحفية، والمعارض والتصنيف النوعي للأخشاب وكيمياء الأخشاب القديمة، والتصوير العلمي والتوثيق والهندسة المعمارية، وتقنيات العرض المتحفي والإضاءة، الأمر الذي ساهم في خروج هذا المشروع بالشكل الأمثل بما يتناسب وأهمية هذه اللوحات.

وقد بدأ المشروع عمل بدراسة أركيومترية شاملة للوحات، والتي أظهرت أن اللوحات مصنوعة من خشب السنط النيلي على عكس ما كان سائدا فيما مضى بأنها مصنوعة من خشب الأرز اللبناني، كما ساعدت التحليلات العنصرية للأصباغ الحمراء على اللوحات، إلى جانب الدراسات الميكانيكية والميكروبيولوجية على فهم احتياجات الترميم.


اللوحات الخشبية لطبيب الأسنان حسي رع

اكتشاف مقبرة حسي - رع واللوحات الخشبية داخلها

تم الكشف عن مقبرة حسي - رع بداخلها اللوحات الخشبية، بواسطة العالمان "جاك دي مورجان" و"أوجيست مارييت"  في عام 1861 في جبانة سقارة الشمالية، وفي عام 1868 تم نقل هذه اللوحات إلى متحف بولاق حيث تم عرضها هناك ثم نقلها إلى قصر إسماعيل باشا في الجيزة ، وفي عام 1902/ تم عرض اللوحات برواق رقم 46 بالدور الأرضي بالمتحف المصري بالتحرير.

وبين عامي 1911-1912 قام العالم جيمس إدوارد كويبل بإعادة حفر مصطبة حسي - رع حيث استطاع العثور على لوحة أخري، والتي لم يتم عرضها من قبل، حتى تم عرضها اليوم بجانب اللوحات المكتشفة من قبل كاملة لاول مرة.

تعد لوحات حسي - رع نسخة فريدة من نوعها وتمثل قيمة أثرية ليس فقط لعلماء الآثار المصرية وإنما لأطباء الأسنان، حيث حمل صاحبها حسي رع (الأسرة الثالثة) ألقابا عديدة من بينها أنه كبير أطباء الأسنان، كما تعكس مدى أهمية شخصية حسي- رع البارزة.

يظهر حسي - رع على كل لوحة من لوحاته بهيئته المتميزة في وضع بين الوقوف والجلوس على كرسي أنيق أمام مائدة القرابين ذات الأرغفة، وهي أقدم نموذج لقوائم القرابين، وفي كل الأحوال كان يمسك في يده العصا والصولجان الدالين على أنه موظف أو أدوات الكتابة التي يحملها أحيانا على كتفه وهي هنا تتألف من لوحة الكتابة بفجوتيها المخصصتين للونين الأسود والأحمر ووعاء يحتوي على الأصباغ المستخدمة في الكتابة فضلا عن الأقلام أو الفرش التي كانت تصنع من البوص، كما أنه يتميز في تصويره بشاربه الأنيق وشعره المرسل تارة والمجعد تارة أخرى.


اللوحات الخشبية لطبيب الأسنان حسي رع

طبيب الأسنان في مصر القديمة

اهتم الفراعنة بإزالة التسنين، ووضع روائح للفم مثل اليونسون والكندر، وقاموا بوضع أول سنة متساقطة من طفل في حجاب كتعويذة، ويسترسل "حسن كمال باشا" في كتابه ويرصد قائمة بأشهر أطباء الأسنان عند الفراعنة، وهم كثيرون جداً، منهم "حسي رع" الذي كان من حظه اكتشاف مقبرته ولوحاته  المتواجدة حتى الآن بالمتحف المصري.

توصل الفراعنة لتركيبات جسور بسيطة تتكون من أسنان طبيعية تعوض السنة المفقودة، وتثبت إلى أسنان الفك عن طريق أسلاك من الذهب أو الفضة للأسنان، كما توصلوا إلى كيفية إعادة مفصلي الفك إلى مكانهما، في حالة إذا كان المريض لا يستطيع إغلاق فمه لأسباب عدة، وهذا يدل علي براعة أطباء الأسنان الفراعنة، الذين سبقوا العالم في معالجة الأسنان.


اللوحات الخشبية لطبيب الأسنان حسي رع

كلمات البحث
الأكثر قراءة