تساءلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عما إذا كانت إسرائيل قد بدأت بالفعل في تطبيق إستراتيجية "إما الاستسلام أو التجويع" في غزة؟
موضوعات مقترحة
واستهل الكاتب الصحفي إيشان ثارور محرر الشئون الخارجية - في عمود رأي نشرته الصحيفة، اليوم الإثنين، على موقعها الإلكتروني - بالقول: إن الأضواء بدت لفترة قصيرة وكأنها تحولت عن غزة بعد أن اشتعل الصراع بين إسرائيل وحزب الله، ما أدى إلى حملة إسرائيلية جديدة في جنوب لبنان تسببت في سقوط مئات الضحايا المدنيين.
وقال: "رغم هذه التطورات، تذكّرنا الأحداث الأخيرة بالكوارث المستمرة في غزة؛ حيث يتعرض شمال القطاع لهجوم إسرائيلي عقابي جديد.. وفرضت إسرائيل حصاراً على مخيم جباليا للاجئين، وأصدرت أوامر بإخلاء نحو 400 ألف من السكان المتبقين، وسط غارات جوية أسفرت عن عشرات القتلى".
وأضاف الكاتب الصحفي أن مثل هذا التكتيك يؤدي إلى تغذية المزيد من الاتهامات بأن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين في غزة.
وحذر مايكل ميلشتاين، مسئول استخباراتي إسرائيلي سابق، من أن السكان الذين يرفضون الإخلاء قد يموتون جوعاً، وسط مخاوف من عدم وجود أي مكان آمن في القطاع .. وفي الوقت ذاته، تعالت الأصوات داخل إسرائيل لطرح خطة استراتيجية واضحة لإنهاء الصراع، مع تصاعد الدعوات لاتخاذ إجراءات أكثر تشدداً ضد حماس.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد تكون بصدد تنفيذ خطة لإجلاء سكان شمال غزة مع تضاؤل الآمال في وقف إطلاق النار، بناءً على اقتراح قدمه الجنرال المتقاعد جيورا إيلاند.. وتدعو الخطة إلى إجلاء السكان إلى الجنوب؛ حيث يحصلون على مساعدات إنسانية، بينما يُعتبر من يختار البقاء في الشمال متعاوناً مع حماس ويُعامل كهدف عسكري مشروع.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس أن "الحكومة الإسرائيلية وضعت الأساس لقرار تنفيذ ما يسمى بخطة الاستسلام أو التجويع التي وضعها الجنرال المتقاعد جيورا إيلاند".
وأضافت هآرتس أن هذه جريمة حرب واضحة ولا يوجد بيان إسرائيلي رسمي يؤيد مثل هذه السياسات، وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن "مسئولاً مطلعاً على الأمر قال إن أجزاء من الخطة يجري تنفيذها بالفعل، دون تحديد الأجزاء"، وأضاف مسؤول إسرائيلي آخر أن نتنياهو "قرأ ودرس" الخطة، "مثل العديد من الخطط التي وصلت إليه طوال الحرب، لكنه لم يذكر ما إذا كان أي منها قد تم تبنيه".
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في وقت سابق من هذا العام: "الحقيقة هي أنه حيث لا توجد مستوطنات، لا يوجد أمن" .. وبحسب ما ورد كرر سموتريتش هذه الدعوات للضم والاستيطان في اجتماع رفيع المستوى الأسبوع الماضي، ويخشى عدد متزايد من منتقدي إسرائيل في الغرب أن تتحول رؤية سموتريتش التي كانت هامشية ذات يوم إلى حقيقة واقعة.