في الرابع عشر من أكتوبر عام 1944م، قرر «ثعلب الصحراء» إرفين رومل أن يُنهي حياته منتحرًا بتناول حبة من السيانيد، لقد خيره هتلر بين أن يموت منتحرًا بالسم أو بالرصاص، وبين أن يمثل أمام محاكمة عسكرية بتهمة الخيانة، اختار رومل الخيار الأول؛ كي يموت محتفظًا بجميع أوسمته ونياشينه العسكرية، ولكي يظل خالدًا في ذاكرة الأمم، هكذا ظن ولم يعرف بأن نظام الرايخ وعلى رأسه الفوهرر ذاته لن يصمد بعده سنة أخرى.
لقد انتحر المقاتل الذي خاض تحت لواء ألمانيا القيصرية والنازية الحربين العالميتين الأولي والثانية، وعُرف بخططه العسكرية الخاطفة والماكرة في فرنسا وبولندا وبلجيكا، قبل أن يقود "الفيلق الأفريقي" في شمال إفريقيا والعلمين، وصولاً إلى إنزال النورماندي، قبل أن يتهمه هتلر أخيرًا بالتآمر والتخطيط لاغتياله، ليضع النقطة الأخيرة في حياة "مارشال الرايخ".
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
وفي ذكرى انتحار"ثعلب الصحراء" ننتقل إلى محافظة مرسى مطروح، حيث اتخذ رومل هناك من أحد الكهوف القديمة قديم مقرًا إستراتيجيًا له على الطريق نحو معركة العلمين والتخطيط لغزو القاهرة وإزاحة الإنجليز من هناك.
في أعماق جبال مطروح المطلة على سواحل البحر المتوسط، يقع متحف كهف روميل، الذي يُعد أحد الكهوف الطبيعية بالمحافظة، ويقع في جوف الجبل على شكل قوس (حرف U) عند المنحدر الذي يطل على الشاطئ بجزيرة روميل أمام الميناء الشرقي للمدينة، ويبعد ععنها مسافة 2.5 كم.
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
يرجع تاريخ الكهف إلى العصر البطلمي سنة 323 قبل الميلاد، وكان نقطة لمراقبة السفن على البحر المتوسط، وفي العصر الروماني حيث استخدم كمخزن للقمح والشعير؛ لتصديرها إلى الولايات الرومانية، حينما كانت مصر سلة غذاء العالم، كما استخدم لإمداد السفن وتزويدها بالمؤن اللازمة لقربه من البحر، ثم استخدمه القائد روميل فى فترة الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء والمحور كمقر لقيادة القوات.
اختار الجنرال الألماني إرفين روميل، والملقب بـ "ثعلب الصحراء"، الكهف ليكون بمثابة مقرًا له وقلعة لإدارة القتال أثناء الحرب العالمية الثانية ومهربًا إذا ساءت الأحوال في المعركة.
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
كان الكهف مهجورًا حتى سنة 1977م، ثم بدأت محافظة مرسى مطروح في تجهيزه وإعداده كمتحف، خاصة أن مانفيلد رومل (ابن القائد الألماني رومل)، أهدى الحكومة المصرية مجموعة من متعلقات والده، التي تعتبر نواة المتحف، وشملت تلك المقتنيات "أدوات حربية، خرائط للمواقع العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، بعض متعلقات رومل".
وتم تزويد المتحف في عام 1991م ببعض الأسلحة الصغيرة من مقتنيات الحرب العالمية الثانية، وتم افتتاحه عام 1997م، وضمه للمجلس الأعلى للآثار عام 1999م.
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
في عام 2010 تم غلق المتحف للترميم، وأُعيد افتتاحه بعد ترميمه وإعادة العرض المتحفي به في 25 أغسطس 2017م.
سُميت المنطقة التي يقع فيها المتحف باسم منطقة "رومل"، ويقع بها أكثر الشواطئ الآمنة لسباحة الأطفال.
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح
متحف كهف رومل بمرسى مطروح