Close ad

اعتبره الناس «عفريتًا من الجن».. قصة أول قطار في مصر والعالم

12-10-2024 | 14:27
اعتبره الناس ;عفريتًا من الجن; قصة أول قطار في مصر والعالمصورة تعبيرية
محمود الدسوقي

ظن العالم في بداية ظهور القطارات أن الجن يحرك آلة قطار مردوك، وفي عام 1781م ظهرت القاطرة البخارية الأولى فى العالم وهى قاطرة مردوك، وقد استعملت فى إنجلترا، وكان (مردوك) الصانع للقاطرة البخارية هو المساعد المشهور للعالم (جيمس وات)؛ حيث اشترك (مردوك) مع (جيمس وات) فى اختراع الآلات البخارية، ولكن قاطرة مردوك لم تُجرب عمليًا إلا فى عام 1784م، وقد كان حجمها القليل هو إثبات حقيقى لسير القطارات البخارية، وقد كان ارتفاعها 14 بوصة وطولها 19 بوصة، وكان لها خزان من النحاس وفرن ولمبة سبرتو وعجلتا إدارة وعجلة أمامية للقيادة.

موضوعات مقترحة

مضت سنوات بسيطة فُصنعت قطارات أكثر متانة وفاعلية من قطار مردوك مثل قاطرة بيندراون عام 1804م، فقد قام (ريتشارد تريفتك) بصنع القاطرة لجر عربات على خط الترام من ورش انجلترا إلى الميناء وحين تم تجريبها فى 13 فبراير سنة 1804م سحبت مايقرب من 20 طنًا بسرعة خمسة أميال فى الساعة، وبعد ذلك قامت بأسفار عديدة، ولكن تكرار كسر ألواح الظهر المصنوعة منها الفلنكات دعا إلى تركها، وقد كانت قاطرة (بنيدارون) هى نجاح فعلى للاحتكاك بين العجلات والقضيب أى دون الحاجة إلى تسنين العجلات على القضبان مثلما كان معمولا به فى البداية.

ووفقًا لكتاب قطار النيل (الإنسان والآلة) تأليف الزميل الصحفي في "بوابة الأهرام" محمود دسوقي أن  البخار العادم كان  يخرج من المدخنة، مما يثبت أن تأثيره فى الاحتراق كان معروفا من قبل فى اختراع القطارات البخارية، وفي عام 1812 ظهر القطار (ماثيوموراى) نسبة لمخترعه بالاشتراك مع جون بلنكسوب مخترع القضيب المسنن، وقد ظلت هذه القاطرة تستعمل فى المناجم، وبلغ سعرها آنذاك 380 جنيها مصريا، يضاف 20 جنيها لاستخدام جهاز ترفتك، وقد كانت باخرة (ماثيوموراى) هى أول بخارية تجارية فى العالم، وقد كان يمكنها السير بسرعة 10 أميال فى الساعة متى كانت حمولتها خفيفة، وقد كانت تستهلك مابين 3 لـ 12 طن فحم وما بين 3 لـ14 جالون مياه فى الميل الواحد، بعدها ظهرت قاطرات (استفنسون) وشركائه عام 1825م، وهى القاطرات التى افتتحت بها سكك حديد استن ودالنجتون أول خط حديدى فى العالم، وقد عملت قاطرات (استفنسون) وكانت القطارات تتميز بأنها تسمح للسائق ضبط حركة  الصمامات وعكس الحركة، وحين ظهرت القاطرات البخارية فى إنجلترا ظن الإنجليز أن الجن هو الذى يحركها.

وقد تبارى المخترعون وتنافسوا فى اختراع القاطرة، وخاصة بعد التوصل للقضبان المسننة، وفى عام 1814 تمكن (ريتشارد تريفتك) من افتتاح خط حديدى قصير من ويلز الجنوبية بعد اختراع قاطرته، والتى أطقت عليها كلمته "ليلحقنى من يشاء" إلا أن المشروع فشل؛ لأن القضبان كانت مسننة من الزهر فتكسرت، ولما تمكن (جورج ستيفنسن) من تسيير قاطرة ذات عجلات ملساء على قضبان ملساء بتجربة قاطرته بلوخر، وقد اتسع نطاق السكة الحديد بإنجلترا؛ وفي عام 1852م أنشئت أول سكة حديدية في مصر وأفريقيا وفى الشرق الأوسط ، وفى عام 1853 انتقلت الخطوط الحديدية لقارة آسيا.

أول قطار في العالم

وأول قطار ظهر هو أكسبريس درجة أولى، وقد ظهر فى إنجلترا حوالى سنة 1830-1835م، وكان للعربة ثلاثة داووين تسع 12 راكبا فقط، والمقاعد كانت منجدة وشبابيكها كانت من خشب الموجنة، وعمود الجر ممتد بطول العربة ومركب عليه قطرات قلاووظ ، وياى بألواح وروؤس تصادم مبطنة ومغطاة بالجلد، وكان لكل ديوان سلم مركب فى فرش العربة وفى طرفى العربة عدد 2 سلم يؤديان إلى السطح حيث كان يوضع العفش، ويحفظه من السقوط حواجز، والمقاعد الموجود عند طرفى العربة للملاحظ، وكانت تضاء الداوين بلمبات زيت مثبتة فى السقف، وقد كانت عجلات القطار من الحديد المطروق تمشيا مع روح الصناعة آنذاك.

مصر والسكك الحديدية

 فى مصر بدأ التفكير فعليًا في إنشاء السكك الحديدية بعد انتهاء الإنجليز من مد خطوط السكك الحديدية في ليفربول، وبعد نجاح تجربة السكك الحديدية بإنجلترا كلفت شركة حديد ليفربول مانشيستر الإسكتلندى جالواى المهندس الخاص لمحمد على باشا بأن يفاتحه فى إنشاء خط سكة حديد يربط بين عين شمس والسويس؛ لتكون حلقة الاتصال بين أوروبا والهند، ويحل محل الطريق البري عبر مصر، غير أن فرنسا أوهمت الوالى الكبير بأن انجلترا تهدف من فصل مصر عن العالم الإسلامى بإنشائها السكة الحديد، وكان اعتراضات فرنسا على المشروع، ورؤية فرنسا أن حفر قناة السويس هو الأهم، لكن الوالى الكبير رفض المشروعين.

بعد رحيل محمد علي باشا ، تم إنشاء خطوط السكة الحديد، فى البداية تم إنشاء الجزء الأول من الخط بين الإسكندرية وكفر العيس على الشاطىء الغربى لفرع رشيد سنة 1853م ، وكان أول قضبان تم استعمالها فى سكك حديد مصر هو القضبان المعروف بذى الرأسين أو بذى التاجين، وكان ذلك فى إنشاء خط الإسكندرية/ القاهرة، وكانت القضبان تركب على قطع من الحديد الزهر، وقد انتهت هذه القضبان للأبد، وكانت القضبان الإنجليزى بطول متر ووزن 35 كيلو من أهم القضبان يليه البلجيكى، وقد كانت تركب القضبان على قصع من الحديد الظهر، وقد اكتمل خط القاهرة عام 1856م، وفى سنة 1857م تم مد الخط الحديدى بين القاهرة والسويس، غير أن هذا الخط بعد افتتاح قناة السويس لم يعد له جدوى، فتم رفع الخط سنة 1878م، وقد أعيد أنشاؤه فى سنة 1934م.

وفى عام 1873م استوردت مصر القضبان ذات الفرش وهي التى تعرف باسم الفينو، وهى مصنوعة من الحديد، وتركب على فلنكات خشبية بدلا من قطع الحديد الزهر التى انتهى استعمالها فى العالم أجمع، وعام 1889م، استوردت مصر قضبان الصلب، وكانت من النوع ذات التاجين، وتعرف بالإنجليزى ، وكان تركيبها على كرسى من الحديد الزهر مثبتتة على فلنكات من الخشب ، وتم استيراد نوعين من القضبان الفينول عام 1893م، وكانت أيضا تركب على فلنكات من الخشب، وقد تم استيراد الكثير من القضبان بعد انتهاء الحرب العالمية، وتم استخدامها فى أحواش المحطات نظرا لجودتها.

 جاءت الحرب العالمية الثانية سنة 1939م، وفى أعقاب الأزمة الاقتصادية لم تقم سكك حديد مصر بأى عمل وتطوير، وانتهت الحرب العالمية الثانية والسكة الحديدية فى حالة سيئة نتيجة لضغط العمل، وتم وقف كافة التجديدات من قاطرات وقضبان، ولقد عانى المصريون كثيرا من تأخر القطارات؛ مما أدى لكثرة الحوادث، واستمر الحال حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952م التى قررت وضع خطة للنهوض بالمرفق.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة